هل أصبحت قفة رمضان الناخبَ الأول في المغرب؟
نورالدين اليزيد
يبدو أن فعل الإحسان والبِر بات هو الطريق السالك والفعّال لحصد المقاعد النيابية في #البرلمان والمجالس المحلية، ولم تعد وحدها تيارات #الإسلام_السياسي، هي من تتقن استعمال طُعم وطعام القُفة، باسم #الدين، لنيل المكاسب الانتخابية، وتحشيد المؤيدين، بل باتت حتى التنظيمات #الاشتراكية و #الليبيرالية والتنظيمات الهجينة، تتهافت هي الأخرى على توزيع المساعدات الغذائية على المُعوِزين، لكسب الأصوات في الاستحقاقات الانتخابية..
الضجة التي أثارتها جمعية لها علاقة بحزب الإدارة العائد بقوة إلى الواجهة، المسمى #التجمع_الوطني_للأحرار، بعد رصد مُوالين لها يوزعون المساعدات الغذائية، ومعها بطائق الانخراط في الحزب، وجرد لأسماء المستفيدين، وفق مصادر حزبية، ليكونوا أصواتهم يوم الاقتراع في الاستحقاقات المقبلة، هي ضجة مألوفة في هذه المملكة البئيسة بفقرائها؛ فلطالما سمعنا مثل هذه الأساليب المنحطة والقذرة التي تتاجر في مآسي الإنسان المغربي، كلما قربت مناسبة الانتخابات، ولكن الفرق هو أن هذه الأساليب الخبيثة تلبس اليوم عباءة الحداثة، بعدما لبست بالأمس لباس الورع والتقوى !
في وطن تَعزف فيه غالبيةُ المواطنين على الفعل السياسي والمشاركة السياسية، وتكفر بها، بسبب ظروف كثيرة، منها إفلاس السياسي والسياسيين، والتدخل السافر المتواصل للدولة، في رسم خريطة سياسية مُشوهة ومُبلقنة.. يُفسح المجال لهؤلاء السياسيين الانتهازيين، للتهافت والتكالب على الفئات المستضعفة والفقراء والأرامل والمنكوبين، بسبب سياسات الريع والنهب المتواصلة منذ سنوات، لشراء الذمم بدراهم معدودات..
لا يُلام أي تنظيم سياسي أو غير سياسي إذا انخرط في توزيع القفف الرمضانية وغير الرمضانية، بهذه الوقاحة وهذا الرياء وهذا التنطع الخالي من الإنسانية، مادام أن السلطة نفسها تُمعن في توزيع مثل هذه المساعدات الهزيلة، وبكثير من الإمعان في الإذلال و #الحكرة للناس؛ فالقضية أكبر من أن ترتبط بلون سياسي أو دعوي معين، ولكنها سياسة ممنهجة، تستهدف المزيد من التفقير والمهانة والإهانة والخضوع والإخضاع
لا يضيرني خروج بعض السياسيين اليوم للتباكي والتنديد، بما يفعله حزب الأعيان والأغنياء اليوم، إسوة بحزب التقوى المفترى عليها #بيجيدي، فلربما الدافع لهؤلاء هو سوء تقدير منهم لخطوة حزب #الحمامة، الذي استغل موسم #رمضان، فخاض في هذه الحملة الانتخابية المضمونة النتائج، بينما هم أغفلوا هذا الجانب التعبوي المُغلف بالحس الإنساني المُزيف، بسبب انشغالهم هذه الأيام بالبيع والشراء، في التزكيات للمرشحين؛ ولكن ما يضيرني أكثر، هو أن تتحول إلى ممارسة عامة تحت أعين السلطات، مثلُ هذه الأساليب المقيتة، حيث تستباح كرامة المواطن، وحيث يُشَهّر بالناس بشتى الوسائل، لا لشيء فقط لأن هؤلاء الذين يقدمون لهم اليوم قفة رمضان هم أحد أسباب تفقيرهم وجعلهم مهمشين معوزين، لتواطؤهم المعروف مع #السلطة في الفساد والإفساد ونهب #المال_العام والتوزيع غير العادل لثروة البلاد..
أخيرا.. لا يُلام أي تنظيم سياسي أو غير سياسي إذا انخرط في توزيع القفف الرمضانية وغير الرمضانية، بهذه الوقاحة وهذا الرياء وهذا التنطع الخالي من الإنسانية، مادام أن السلطة نفسها تُمعن في توزيع مثل هذه المساعدات الهزيلة، وبكثير من الإمعان في الإذلال و #الحكرة للناس؛ فالقضية أكبر من أن ترتبط بلون سياسي أو دعوي معين، ولكنها سياسة ممنهجة، تستهدف المزيد من التفقير والمهانة والإهانة والخضوع والإخضاع.. و #خليونا_ساكتين
ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة نشرها صاحبها على حسابه في الفيسبوك