وداعا جبرو.. الكبار يرحلون تِباعا عن القبيلة!

0

نورالدين اليزيد

وكأن “القبيلة” الكافر أهلُها بالمهنة، في هذه الأزمنة الرديئة، تريد أن تودعهم إلى لقاء هناك في الدار الآخرة فتلفظهم لفظا عزيزا وتباعا ليترجلوا صهوة جوادهم ويرحلوا كبارا شامخين كالجبال..

نورالدين اليزيد

آخر هؤلاء الكبار الراحلين عنا اليوم (يوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2023) هو الصحافي عبداللطيف جبرو، أحد كبار كتاب الأعمدة الصحافية، التي انتقلوا بها من مجرد كونها جنسا صحافيا يدرس في معاهد الصحافة والإعلام، على غرار باقي الأجناس الأخرى، ليعبروا بها الآفاق، ويتحول “العمود” بالنسبة إلى صحافيين من طينة السي “جبرو” إلى فضاء ضيق لكنه رحب تتكاثف فيه العناصر وتتناسل لتُشكل وثيقةً مرجعية للمؤرخين والحقوقيين ودارسي القانون والعاملين به ثم للعوام في الأول والأخير، فتسد رمق كل هؤلاء إلى المعلومة وإلى إرواء الظمأ والشغف..

عبداللطيف جبرو من بين أولى الأسماء التي اكتشفتها وأثارني أسلوب كتابتها، وأنا أضع بالكاد قدمي بهذه “القبيلة” في ذات أيام بسنوات 2005 و2006، عندما كنت أطالع عموده على “الاتحاد الاشتراكي”، وكان اسمه “آخر الكلام” إذا أسعفتني ذاكرتي؛ ثم بعدما اشتد عودي وبِت أقرأ للراحل “كلام الصباح” بآخر صفحات “الأحداث المغربية”، وهي الجريدة التي كان تماما كما الأولى أحد مؤسسيها، بل وكان أحد منظري صحافة حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” ككل..

عبداللطيف جبرو من بين أولى الأسماء التي اكتشفتها وأثارني أسلوب كتابتها، وأنا أضع بالكاد قدمي بهذه “القبيلة” في ذات أيام بسنوات 2005 و2006، عندما كنت أطالع عموده على “الاتحاد الاشتراكي”، وكان اسمه “آخر الكلام” إذا أسعفتني ذاكرتي؛ ثم بعدما اشتد عودي وبِت أقرأ للراحل “كلام الصباح” بآخر صفحات “الأحداث المغربية”، وهي الجريدة التي كان تماما كما الأولى أحد مؤسسيها، بل وكان أحد منظري صحافة حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” ككل..

عبداللطيف جبرو الوجه البشوش صاحب الابتسامة التي لم تكن تفارق محياه، عندما كنتَ تقرأ له يُخيل لك أنك للتو خرجت من محاضرة في التاريخ أو من ندوة فكرية حقوقية تتشابك فيها الأحداث والوقائع، لأنه كان ذا ذاكرة ثاقبة وقدرة توثيقية غير عادية؛ ولذلك لم يكن صدفة أن يعتبره البعض بأنه خير من وثّق للراحل المهدي بنبركة..

جبرو من طينة كتابنا الصحافيين الأفذاذ الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر مغادرة القبيلة التي سادت فيها الرداءة فهو يقاس على الراحل عبدالكريم غلاب، والراحل محمد العربي المساري، والراحل مصطفى العلوي، والراحل عبدالجبار السحيمي.. وكذا الآخرون أطال الله في عمرهم من قبيل محمد البريني ومحمد الأشعري وعبدالكريم الأمراني.. كل هؤلاء اعتُبروا -إلى جانب البعض ممن لم تحتفظ بهم ذاكرتي الضيقة أمام حجم الكبار- هُم الصحافة المغربية والصحافة المغربية هي “هُم”!

رحمة الله على الصحافي المعلّم عبداللطيف جبرو

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة نشرها مُسبقا كاتبُها على حسابه في فيسبوك على شكل تدوينة مطولة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.