أخنوش المستفِز.. متى ستتكلم أم أن الصمت علامة الرضا؟!

0

كلما واصلت أسعار المحروقات تحطيم الأرقام القياسية كلما واصل #مول_المازوط ومول الحكومة أي رئيسها، مالك واحدة من أكبر شركات توزيع الوقود المدعو عزيز أخنوش ابتلاع لسانه وصمتَه الرهيب والمستفز في آن، ضاربا أسوء مثل على المقولة “من علامات الرضا السكوت”، وضاربا أبشع وأفضح مِثال على المتورط في تضارب المصالح..

نورالدين اليزيد

تذكرون أن الناطق باسم هذه الحكومة، التي تصر على امتصاص دمائنا ليل نهار وعلانية وبكل ما أوتيت من صفاقة واستفزاز، وبأسوء استغلال للسلطة في التاريخ المغربي المعاصر، قد قال في جموع الصحافيين قبل أزيد من أسبوعين، وهو بصدد تعليقه على خلاصات الدراسة التي قام بها مجلس المنافسة، أن حكومته ستنكب أو ستقيم هذه الخلاصات، في إشارة ضمنية على إمكانية التفاعل مع تلك الخلاصات، التي فضحت شراهة وجشع موزعي الوقود، بل عرت على وجود اختلالات، أي تلاعبات، خاصة عندما يتعمد “لوبي” المحروقات، الذين من ضمنهم صاحب علامة “إفريقيا”، أي رئيس الحكومة، إلى تأخير تطبيق انخفاض الأسعار، بينما يسارع هذا اللوبي المتغول إلى تنفيذ الزيادات بأقصى سرعة..
الطامة الكبرى أن التقرير/الدراسة الذي أماط اللثام على هذه الاختلالات، وحتى المضاربات وإن لم يذكرها بالصفة، وهو ما فضحه نقابيون ومهنيون، غطى فقط سنوات ما قبل سنة 2022، أي دون أن يخوض في واقع السوق الوطنية خلال السنة الجارية التي عرفت زيادات قياسية فاحشة، وما رافقها من احتكار ومضاربات وتلاعبات، رغم أن القوانين تمنع ذلك؛ وبحسب مصادر نقابية فإن الأسعار على الصعيد الوطني واعتبارا من 16 أكتوبر لا يجب أن تتعدى 15 درهما للتر الواحد، بالنسبة للغازوال، و13 درهما بالنسبة للبنزين، وذلك بناء على حسابات التركيبة التي كان معمولا بها قبل التحرير، حسب متوسط الأسعار الدولية وسعر صرف الدولار ومصاريف النقل والضرائب وأرباح الموزعين.

الأخطر من كل هذا أنه رغم أن قانون المنافسة يحرم التوافق الضمني أو الصريح حول الأسعار، إلا أن الفاعلين في السوق ما زالوا مستمرين في نفس الممارسات قبل التحرير، من خلال تغيير الأسعار في الفاتح و16 عشر من الشهر وبفوارق صغيرة، مع الشراء والتخزين المشترك واحتكار البعض لميناء طنجة حصريا، وكذلك استمرار بعض الموزعين في إغلاق محطات توزيعهم ساعات قبل تطبيق الزيادات بدعوى أن المخزون قد نفذ، بينما تكون نيتهم السيئة هي إبقاء بضاعتهم في انتظار الزيادات الوشيكة..

بل إن الأنكى من ذلك، وحسب ذات المصادر النقابية، فإن سعر البنزين يقل بحوالي 300 دولار للطن الواحد عن سعر الغازوال، لكن نلاحظ تقاربا بين أسعار البنزين والغازوال في المحطات.
والأخطر من كل هذا أنه رغم أن قانون المنافسة يحرم التوافق الضمني أو الصريح حول الأسعار، إلا أن الفاعلين في السوق ما زالوا مستمرين في نفس الممارسات قبل التحرير، من خلال تغيير الأسعار في الفاتح و16 عشر من الشهر وبفوارق صغيرة، مع الشراء والتخزين المشترك واحتكار البعض لميناء طنجة حصريا، وكذلك استمرار بعض الموزعين في إغلاق محطات توزيعهم ساعات قبل تطبيق الزيادات بدعوى أن المخزون قد نفذ، بينما تكون نيتهم السيئة هي إبقاء بضاعتهم في انتظار الزيادات الوشيكة..
كل ذلك وأشياء أخرى تحدث في ظل دولة المؤسسات الرقابية ودولة القانون، دون مراعاة للظروف الاجتماعية المتأزمة والمحتقنة، ودون اعتبار للظروف الإقليمية والدولية التي ترتج من حولنا لنفس الأسباب المتعلقة بغلاء العيشة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات بالخصوص..

أسباب الإدانة!

صحيح وطبيعي أن الظروف العالمية الصعبة تفرض ارتفاع أسعار المحروقات دوليا وعلى مستوى الداخل للأوطان، لكن بالنسبة لجغرافيتنا المسماة المغرب هناك ظروف أخرى غير طبيعية تجعل أسعار الوقود ومعها أسعار المواد الغذائية الضرورية تحطم أرقاما قياسية غير مسبوقة في عهد هذا التحالف الحكومي الثلاثي المنحوس الفاشل في كل شيء؛
✅الفاشل في ابتكار حلول للأزمة وهي متاحة، بحسب خبراء ومهنيين، من قبيل استئناف العمل بمحطة #لاسمير بالمحمدية التي من شأنها أن تضخ في السوق الوطنية كميات مهمة بأسعار مخفضة.. ومن قبيل مراجعة النظام الضريبي المفروض على تسويق المحروقات وهو ما يسهم في خفض تكلفة المادة وبالتالي يخفض ثمن بيعها في نقاط التوزيع..
✅هذا التحالف الفاشل في إقناع الناس أنهم جاؤوا من أجل الدولة الاجتماعية، بينما هم إنما جاؤوا للتغطية على جشع اللوبيات وتجار الحروب الذين يستبيحون الاغتناء على حساب مآسي الناس وبؤسهم..
✅التحالف الفاشل في التغطية على فضيحة فضحه من قبل مؤسسة دستورية هي مجلس المنافسة الذي عرى طرق تكديس لوبي بل عصابة المحروقات للأرباح جراء تقلبات الأسواق الدولية، وهي الفضيحة التي ابتلعتها الحكومة غير الشعبية في صمت، ودون أي تحقيق، ووعدت فقط بأن تتفاعل مع حيثيات تقرير المجلس، ولم تفعل ولن تفعل مادام أحد المعنيين من لوبي المحروقات هو كبيرهم الذي علمهم السحر وعلمهم الكتمان وعلمهم التجاهل والاستخفاف بالمواطنين وبقوانينهم وحتى بدستورهم..
✅إنه التحالف الفاشل حتى في جعلنا نحن المواطنين نقتنع أننا أمام حكومة، لأن الأمر كما تثبت الأيام تلو الأخرى، عبر كثير من الوقائع والفضائح، إنما أمام أصحاب مصالح، وأمام انتهازيين، وأمام سماسرة، وأمام تجار أزمات ومآسي، نسأل الله أن يخسف بجيوبهم وحساباتهم وأرصدتهم..

اتقوا الله فينا أيها اللوبي الجشع.. اتقوا الله في هذا الوطن وليكن بينكم أناس حُلماء يجنبوننا الفتنة النائمة لعن الله من يصر على إيقاظها..
و #خليونا_ساكتين
[email protected]

ملحوظة: المقالة هي جمع لتدوينتين طويلتين نشرهما الكاتب على حسابه وصفحته في فيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.