أربعة أسئلة لخوسيه بونو وزير الدفاع الإسباني الأسبق حول الصحراء والحكم الذاتي كحل نهائي لطي الملف

0

في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، سلط وزير الدفاع الإسباني والرئيس الأسبق لأجهزة المخابرات، خوسيه بونو، الضوء على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مؤكدا أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة لطي هذا الملف بشكل نهائي يظل الحل الأكثر واقعية.

كما توقف السيد بونو، في هذا الحديث، على هامش المؤتمر الدولي الأول للسلام والأمن، المنعقد بلاس بالماس، عند المرحلة الجديدة التي دشنت في العلاقات ين المغرب وإسبانيا.

خوصي بونو وزير الدفاع الاسباني الأسبق

1- كيف تنظرون لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل النزاع حول الصحراء؟

– أعتقد أنه هو الحل الأكثر واقعية. وقد أشاد مجلس الأمن الدولي في قراراته بمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب واعتبره جادا وذا مصداقية.

وقد حظيت هذه المبادرة بدعم العديد من الدول منها الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والأمم المتحدة، لأنها تستجيب لدعوة مجلس الأمن إلى إيجاد حل سياسي.

لذلك، فإن ما يحتاجه الصحراويون هو حلول لمشاكلهم، ومبادرة الحكم الذاتي هي الحل.

2- في رأيكم، هل لا يزال استفتاء تقرير المصير خيارا ممكنا ؟

– آخر مرة استخدم فيها مجلس الأمن عبارة + إجراء استفتاء+ ضمن قراراته حول الصحراء، كانت في القرار رقم 1359 المؤرخ بـ 29 يونيو 2001.

وأكدت الحقائق والواقع والتغييرات الجيوستراتيجية أن إجراء الاستفتاء أضحى أمرا مستحيلا.

ويتعين أن يسود المنطق السليم من أجل وضع حد لمعاناة الناس الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية في مخيمات تندوف.

فمعظم الناس الذين يعيشون في المخيمات الجزائرية بتندوف لم يعرفوا حياة أخرى. إن الظروف المناخية الصعبة في المنطقة، مع درجات الحرارة القصوى والأمطار الموسمية الغزيرة والرياح القوية التي تجعل الزراعة صعبة للغاية وتحد من إمكانيات الاستقلالية في الإنتاج.

ونتيجة لذلك، فغالبية الصحراويين في المخيمات في حاجة إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وقد أبرز تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لسنة 2020 أن 28 بالمائة منهم يعانون من التأخر في النمو، و50 بالمائة من الأطفال يعانون من فقر الدم، فيما تعاني 52 بالمائة من النساء في سن الإنجاب من فقر الدم، و1 بالمائة فقط من الطلاب قادرون على الالتحاق بالجامعة.

3- ما رأيكم في موقف إسبانيا الجديد من قضية الصحراء ؟

– بإعلان الحكومة الإسبانية أن مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب يعد “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”، فإنها تسير في نفس اتجاه قرارات الأمم المتحدة، كما تتقاطع مع موقف الولايات المتحدة وألمانيا.

يبدو لي أنه الموقف الأكثر مصداقية وواقعية، ويجب أن يدرك الاتحاد الأوروبي وجهات النظر التي عبرت عنها إسبانيا، وموقفها الهام، وكذلك ألمانيا.

وأعتبر أن تغيير الرأي من أجل التقدم نحو حل النزاع هو مؤشر يحيل على الذكاء.

وفي هذا السياق، لا يمكن لجبهة +البوليساريو+ أن تتجاهل حقيقة أن العالم قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، وأنه يتعين عليها أن تميز بين ما هو ممكن وما هو مستحيل.

4- فتح المغرب وإسبانيا فصلا جديدا في علاقاتهما. ما مدى أهمية هذة المرحلة الجديدة ؟

– المغرب وإسبانيا بحاجة إلى بعضهما البعض، لأن المغرب يعتمد على إسبانيا بقدر ما تعتمد إسبانيا على المغرب. الواقع الحالي يجمعنا. المغاربة يشكلون أكبر جالية أجنبية في إسبانيا، بما يقرب من 800 ألف شخص، كما أن إسبانيا تعد أكبر شريك تجاري للمغرب، حيث يصل حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى 16.95 مليار يورو، فضلا عن إنشاء 600 مقاولة إسبانية في المغرب والتعاون الثنائي في مجال الأمن والهجرة يعتبر نموذجيا.

كما جنبنا المغرب وأجهزة استخباراته هجمات خطيرة.

ويتقاسم البلدان أيضا تاريخا عريقا. لقد تم تقاسم تاريخ شعوبنا على نطاق واسع ولدينا نقاط كثيرة مشتركة.

بالنسبة لإسبانيا والمجتمع الدولي، المغرب بلد مستقر، مع حكومات منبثقة من صناديق الاقتراع. إنها الدولة الأكثر تقدما وحداثة في العالم العربي. والمغرب من البلدان التي أحرزت أكبر قدر من التقدم في التنمية واحترامها لحقوق الإنسان وتعاونها مع إسبانيا.

كما يعد المغرب، أيضا، نموذجا لبلد مستقر. إنها واحدة من الدول القليلة في العالم العربي والإسلامي البعيدة عن التطرف الجهادي، حيث تلتزم الحكومات بترسيخ الديمقراطية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

حاوره بلاس بالماس عمر المرابط (ومع)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.