إسرائيل اتهمت النظام الجزائري بإطلاق اتهامات باطلة ودعته إلى الاهتمام بقضايا شعبه الخطيرة.. ردود فعل دولية وإقليمية على قطع العلاقات بين الرباط والجزائر

0

ردود فعل إقليمية ودولية عدة صدرت عن مجموعة من الدول رافضة قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب الجزائر، والذي اتخذته الأخيرة، بعد ما سمته “الأعمال العدائية” الصادرة عن المملكة المغربية، وهو ما فندته المملكة واعتبرت القرار “غير مبرر” وأن الأسباب من ورائه “سخيفة وعبثية”.

وعلقت إسرائيل على هذه الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الجزائر والمغرب والانتقادات التي وجهها في هذا السياق الجانب الجزائري إلى تل أبيب، حيث رفض مصدر دبلوماسي إسرائيلي في حديث لوكالة “فرانس برس”، اليوم الخميس، ما جاء على لسان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي حمل نظيره الإسرائيلي يائير لابيد المسؤولية عن إطلاق “اتهامات باطلة وتهديدات ضمنية” خلال زيارته إلى المغرب مؤخرا.

وقال المصدر إن تصريحات لعمامرة “باطلة وعديمة الفائدة ولا تجلب أي شيء جديد”، مضيفا: “على الجزائر التركيز على القضايا الخاصة بها، وخاصة مشاكلها الاقتصادية الخطيرة، كي يكون بإمكان مواطنيها عيش الحياة التي يستحقونها، بدلا عن محاولة الإضرار بجارتها وجر إسرائيل في خلافاتها”.

وشدد المصدر على أهمية “علاقات جيدة جدا بين إسرائيل والمغرب”.

ويأتي ذلك بعد يوم من قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب، متهمة إياه بممارسة “أعمال غير ودية وعدائية”.

من جانبها دعت فرنسا يوم أمس الأربعاء إلى “الحوار من أجل الاستقرار” الإقليمي، وذلك بعد أن أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس “تبقى بالطبع متمسكة بتعميق العلاقات والحوار بين دول المنطقة، من أجل ترسيخ الاستقرار والازدهار فيها”، مشددة على أن “المغرب والجزائر شريكان أساسيان ونتمسك بتعميق الحوار بين دول المنطقة”.

وعلى الصعيد العربي أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، حرص بلاده الدائم على متانة وقوة العلاقات العربية الإيجابية ووحدتها وتطويرها، بما يخدم مصالح الشعوب الشقيقة ويعزز ازدهارها ونهضتها.

وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، إن دولة الإمارات لطالما سعت إلى تعزيز وتمتين العلاقات العربية، ومن هذا المنطلق فإنها تأسف للتطورات الحاصلة بين الجزائر والمغرب و قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف أن الإمارات ترتبط بعلاقات أخوية متينة مع كلي البلدين، وتسعى إلى تنميتها بما ينسجم مع توجه الدولة الداعم لكل الجهود المشتركة التي تخدم القضايا العربية.

وأكد حرص دولة الإمارات على توثيق وتطوير علاقاتها الثنائية مع البلدين الشقيقين، مثمنا التعاون الدائم الذي يحكم العلاقات الإماراتية مع كل من المغرب والجزائر.

في سياق ذلك أعربت وزارة الخارجية الليبية، يوم أمس الأربعاء، عن أسفها لقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب.

وقال بيان الخارجية الليبية، التي ترأس الدورة الحالية لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، “نعرب عن عميق أسفنا لما آلت إليه العلاقات بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة المغربية”. ودعا البيان الدولتين إلى “ضبط النفس وعدم التصعيد، والتمسك بالمبادئ والأهداف المشتركة التي أسس من أجلها اتحاد المغرب العربي خدمة لتطلعات شعوبنا”.

في ذات السياق دعت المملكة العربية السعودية، المغرب والجزائر، لتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية لحل الخلافات بين البلدين الشقيقين.

وعبرت وزارة الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، عن أسف حكومة المملكة العربية السعودية لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المغرب والجزائر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.

كما أعربت عن أمل حكومة المملكة في عودة العلاقات بين البلدين، بأسرع وقت ممكن، داعية البلدين إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية، بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بينهما، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك.

وأكد البرلمان العربي أنه تابع بقلق بالغ تطورات العلاقات بين الجزائر والمغرب، إثر إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، داعيا كلي البلدين إلى تغليب علاقات الإخوة بينهما ومصالح شعبيهما الشقيقين، والتي تفرض ضبط النفس وتجنب التصعيد في العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وطالب البرلمان العربي كلا من الجزائر والمغرب بالانخراط في حوار بناء لتهدئة التوتر ومناقشة القضايا الخلافية بينهما، في إطار أخوي عربي، مؤكدا أن كلا من المغرب والجزائر قوتين رئيسيتين ومؤثرين في المنظومة العربية والإقليمية، ويتحملان مسؤولية كبيرة في تعزيز التضامن العربي ونبذ الخلافات والفرقة.

كما أكد البرلمان العربي على ثقته التامة في حكمة قادة كلي البلدين وقدرتهما على تجاوز هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.

وكانت كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي عبرتا عن قلقهما مما آلت إليها العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودعتا كلا من الرباط والجزائر إلى تغليب لغة الحوار، وعدم التصعيد، لما يخدم العالمين العربي والإسلامي.

جدير بالذكر أن الجزائر أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب اعتباراً من أول أمس الثلاثاء، وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن قطع العلاقات لا يعني تضرر مواطني البلدين، متهما المغرب بارتكاب “أعمال غير ودية وعدائية” ضد الجزائر.

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية المغربية، مساء الثلاثاء، المبررات الجزائرية لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربة عن أسفها لاتخاذ مثل هذا القرار الذي وصفته بـ”غير المبرر تماما”، واصفة الأسباب بـ”السخيفة والعبثية”.

إدريس بادا /متابعة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.