افتتاحية الانتخابات.. صوّتوا ضد السياسيين المرشّحين هم وعائلاتهم !

0

نورالدين اليزيد

تهافُت غير مسبوق لترشيح السياسيين لأفراد عائلاتهم في الانتخابات المقبلة، للظفر بمزيد من امتيازات الريع السياسي، وهذا على حساب خدمة الوطن والمواطنين، وخدمة وإرضاءً فقط لنهمهم وجشعهم، لأجل تحقيق المزيد من المكاسب والمغانم، والعائد المالي، بالأساس، ما يعني أن مثل هؤلاء أنهم مع مآربهم ومصالحهم الشخصية الضيقة، ولا تهمهم المصلحة الوطنية والمواطنين والصالح العام !

في الواقع، إن انتخابات 8 شتنبر المجتمعة (البرلمانية والجهوية والمحلية)، تعرف ربما أرقاما قياسية، من حيث تهافُت وتكالُب السياسيين، على ترشيح أفراد عائلاتهم بالجملة، وتبويئهم المراتب المتقدمة في قوائم الترشيحات، واللوائح المحلية والجهوية والوطنية، للتنافس على المقاعد النيابية..

هل كل هذا حبٌّ في السياسة وحبٌّ في خدمة الوطن، أم يا ترى هو تهافتٌ وتكالب، يفضح الجشع والرغبة في تحقيق المصلحة الشخصية وتوزيع امتيازات وغنائم الريع السياسي؟

فمِن عائلة القيادي السابق في حزب الاستقلال، والذي طرده الأخير فلجأ ليدثر بغطاء بحزب جبهة القوى الديمقراطية، حميد شباط، الذي ترشح كوكِيل للائحة حزب “جبهة القوى” في دائرة زواغة-بنسودة، ورشح معه كلا من زوجته  فاطمة طارق وكيلةً للائحة النساء، ورشح ابنه نوفل شباط للترشح باسم دائرة برارحة إقليم تازة، ووضع ابنته ريم شباط كوكيلة للائحة الجهوية، وخلْفَها في اللائحة مباشرة زوجها ملوك العلوي لفضيلي. كما وضع شباط أيضا البرلماني السابق محمد الحداد صهر ابنه، في المرتبة الثانية في لائحة الحزب بمقاطعة المرينيين..
ثم مرورا بالوزير السابق والسياسي الخالد على رأس حزب الحركة الشعبية امحند العَنصر، الذي ترشح كوكيل لائحة إقليم بولمان في انتخابات أعضاء مجلس جهة فاس-مكناس. بعدما بوأ ابنه حسن العَنصر، وللمرة الثانية على التوالي (دون باقي المغاربة الحركيين على الأقل)، على رأس اللائحة عن دائرة بولمان للانتخابات التشريعية. ومنح زوجة نجله شرف ترؤس اللائحة النسائية؛ بينما أغدق على عائلة المرأة الحديدية بالحزب السيدة حليمة عسالي التزكيات التي تريد للترشح، هي وعائلتها؛ حيث نالت المرأة الأولى في حزب “السنبلة”، تزكية التواجد على رأس الجزء الثاني من لائحة انتخاب أعضاء مجلس جهة بني ملال خنيفرة، وحصلت ابنتها زينب أمهروق على شرف تزعّم لائحة البرلمان الجهوية لنفس الجهة. في حين حصل زوج هذه الأخيرة وصِهر حليمة، محمد أوزين، الوزير السابق الذي اشتهر بوصف “وزير الكراطة” ( في إشارة إلى فضيحة ومهزلة إصلاح مركب الأمير مولاي عبدالله، وسوء تسييره كوزير لقطاع الشبيبة والرياضة-للذكرى-)، حصل على التزكية من العَنصر، ليكون على رأس اللائحة التي تنافس على صعيد دائرة إفران، من أجل التنافس على نيل مقعد برلماني هناك..

إلى الفضيحة المدوية التي كان “بطلها” “الحزب الوطني”، يا حسرة، “الاستقلال”، عندما أصاب قيادتَه، وخاصة السيد الأمين العمام نزار البركة، عمى البصر والبصيرة، وافتقد للحصافة والتعقل، في منح التزكية لمرشحي مدينة بوجدور؛ حيث أغدق على عائلة واحدة بكاملها بالتزكيات، وهي عائلة “أبّا”؛ إذ نال رب الأسرة المسمى عبدالعزيز أبا، الذي يصفه أهل المدينة والمنطقة بالرئيس الخالد لبلدية بوجدور، تزكيةَ أن يكون وكيل اللائحة عن الدائرة الانتخابية بوجدور لاختيار أعضاء مجلس النواب.. ولكن المفاجأة المثيرة للاستغراب والاستهجان، في آن، هي أنه ضم إليه كل أفراد عائلته تقريبا، حيث تزعمت عزيزة أبا اللائحة النسائية للجهة، ومحمد أبا ترأس اللائحة الجهوية لبوجدور، وعبدالعزيز أبا مرشح الدائرة 9 لبوجدور، وعبدالعزيز أبا (آخر) تزعم اللائحة في الدائرة 3 لبوجدور، والبشير أبا الذي تربع على رأس لائحة الدائرة 15 لبوجدور..

ثم نأتي إلى الرفاق الاشتراكيين، حيث نفس التهافت على توزيع التزكيات على المقربين والعشيرة؛ إذ ترشحت السياسة الأنيقة نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على رأس اللائحة التشريعية الجهوية للدار البيضاء سطات، وضمن القائمة منحت التزكية لشقيقها توفيق منيب، بينما تزعم صهر السيدة نبيلة، والقاضي أشرف اللائحة البرلمانية النواصر، بينما زوجة الأخير وابنتها إيمان حجي نالت هي الأخرى شرف الترشح باسم الحزب للتنافس على مقعد نيابي… هذه فقط عينات من المتاح من هذا العبث الذي يميز الانتخابات المقبلة، والتي نشرناها انطلاقا مما هو متوفر لدينا، ودون أية خلفية سياسية؛ إنما فقط للتنويه إلى الرغبة الجامحة لشريحة واسعة من السياسيين، التي باتت ترى في السياسة ريعا مُذِرا لكثير من الامتيازات والمكاسب والمال، ولذلك أصبح هؤلاء السياسيون لا يترددون بكل ما أوتوا، من وقاحة ومن قلة حياء ومن غياب الحس الوطني، في تصدر لوائح الترشيح هم وأبناؤهم وأصهارهم وأبناء العمومة والمقربين..
بعد كل هذا، يأتون ليتباكون ويتساءلون لماذا هناك كُفرٌ بالسياسة، من لدن المواطنين، ولماذا هناك عزوف عن الممارسة السياسية، وعن الإقبال على صناديق الاقتراع في يوم الاقتراع؟

لكن قبل أن يأتي هؤلاء للتباكي أمام الكاميرات وعبر صفحات الصحف، ندعو المواطنين الكرام ونحضهم على معاقبة مثل هؤلاء المكرسين لمنطق الزبانية، ومنطق العشيرة، وذلك بالذهاب يوم الاقتراع والتصويت ضد كل من سولت له نفسه الترشح هو وأحد الأفراد من عائلته، خاصة إذا تبين أن هؤلاء لا يستحقون..وبه وجب الإعلام والسلام..  و #خليونا_ساكتين

[email protected]

https://www.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: هذه المقالة نشرت بادئ الأمر على شكل تدوينة مطولة على حساب كاتبها في الفيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.