الجالية السودانية تخلد الذكرى الأولى لثورة ديسمبر والعيد الوطني للاستقلال

0

خلّد المكتب التنفيذي للجالية السودانية بالمغرب الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018، وذكرى عيد استقلال السودان أول أمس السبت 28 ديسمبر الجراي، بمقر سفارة السودان بالرباط.

وشارك في هذه الأمسية الثقافية التي شهدت حضورا مميزا من أعضاء الجالية وأعضاء السفارة والطلاب السودانيين الدارسين بالجامعات والمعاهد المغربية العريقة.

وتقدم الدكتور مصطفى أحمد علي بورقة عن الإعلام الرسمي والإعلام البديل والتوظيف المبتكر في نصرة الثورة، وأكد أن الإعلام الرسمي طيلة فترة نظام الحركة الإسلامية البائدة، بـ”مشروعها الحضاري” الذي هدف إلى صياغة الإنسان السوداني، متجاوزة بذلك تنوع السودان الثقافي والعرقي والديني، وظل الإعلام الرسمي، بعيدا عن معالجة هموم الوطن والمواطنين، بل تفرخت منابر إعلامية كثيرة عملت على إلهاء المجتمع السوداني عن القضايا والمطالب الجوهرية التي تهمه، في ما حوصرت المنابر الحرة والمستقلة، وسلط عليها سيف الرقابة القبلية والبعدية والمصادرة وإغلاق الصحف، الأمر الذي أدى إلى ظهور إعلام بديل، عبر مواقع التواصل ممثلة في موقع ( سودانيز أون لاين ) كمنبر إعلامي يجمع شتات السودانيين في المهجر على كلمة سواء في حق الوطن ، ومنبر  “شات” الذي أنشئ في البدء من طرف مجموعة من الكنداكات لمناقشة قضايا الشباب وبعض المشاكل الاجتماعية، ومع اندلاع الثورة تحول هذا المنبر إلى إعلام بديل وأصبح نبراسا يضيء طريق الثورة..

كما أشار المتدخل إلى صور الفساد المالي والأخلاقي والثراء الحرام التي التصقت برموز وقيادات الحركة الإسلامية، بالإضافة إلى سجلها الدموي المتمثل في الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، من تطهير عرقي وإعدامات خارج نطاق القانون وإبادات جماعية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وفي شرق السودان، وآخرها الإبادة الجماعية التي تمت في القيادة العامة وفي شهر رمضان الأبرك.

وشارك في هذه الأمسية الثقافية كطلك الأستاذ صلاح الأحمر بورقة تحت عنوان “خربشات على جدار الحراك العظيم للشعب السوداني البط”، حيث حول الأحمر هذه الخربشات إلى جدار عظيم منقوش بأسماء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، مؤكدا أن السودان ليس ملكا لأحد بل للجميع، مشيرا إلى أن ثورة ديسمبر المجيدة شاركت فيها جميع ألوان الطيف السوداني، حيث انصهر الجميع في بوتقة الوطن وفي لحمة وطنية منقطعة النظير.

وأضاف الأحمر قوله، بهذا التلاحم سنبني الوطن وفقا لإرادة الشعب الذى ثار ضد القهر والظلم والاقصاء تحت شعار (الطلقة ما بقتل بقتل سكوت الزول).

وكانت الكنداكة حاضرة في هذه الأمسية ممثلة في الأستاذة فدوى محمد الفكي حرم ناجي عزالدين، حيث شاركت بورقة حول دور المرأة السودانية في الحراك الوطني وتطلعات ما بعد الثورة، وأكدت في ورقتها حضور المرأة في الثورة ببسالتها وشجاعتها إلى حد رد ( البمبان ) وتحمل كل الإهانات والعنف المفرط من أجهزة أمن النظام البائد التي اختزلت المرأة السودانية فـ( أخوات نسيبة) كما اختزلوا الوطن في حزبهم المحلول!

وأشارت الفكي إلى قانون النظام العام الذي سنه نظام المخلوع لإهانة المرأة السودانية والتدخل في خصوصياتها، وصلت إلى الجلد في الساحات العمومية وحلق شعورهن وغيرها من السلوكيات التي تعتبر غريبة ودخيلة على المجتمع السوداني.

وأعقبت فقرة تقديم أوراق المشاركين في الأمسية الثقافية كلمة المستشار والقائم بالأعمال بسفارة السودان بالرباط حسام الدين الطيب، الذى أشاد بدور الجالية، ولم يتردد في وصفها بالمميزة والمستنيرة، والتي كانت سباقة إلى تخليد الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة والاحتفال بعيد استقلال السودان، وأضاف قائلا: وجودنا في السفارة فقط كموظفين وأنتم من ترسمون لنا خارطة الطريق باقتراحاتكم ومبادراتكم، كل من موقعه وتخصصه حتى يتسنى لنا نقلها إلى الجهات الوصية والمعنية في السودان.

وقبل فتح باب المداخلات لمناقشة الأوراق المقدمة في الندوة، شارك الطلاب ممثلين برئيس الاتحاد حمزة، بكلمة بمناسبة الذكرى الأولى للثورة وذكرى عيد الاستقلال، مؤكدا استمرار الثورة حتى تتحقق مطالبها ومحاسبة كل من ثبت أن أجرم في حق المواطن والوطن.

كما استمتع الحضور الكريم بمشاهدة شريط مصور من إعداد جيل البطولات مفجر الثورة، تجسد مراحل الثورة  إلى غاية الليلة المشؤومة، ليلة فض الاعتصام بالقيادة العامة، حيث وقعت المجزرة التي ستبقى وصمة عار على جبين من خططوا  لها في نهاية شهر رمضان، وأفسدوا بها فرحة العيد على الأسر السودانية والأمة الإسلامية قاطبة.

واختتمت الأمسية بحفل شاي وتناول الحلوى على إيقاعات أغاني الثورة، وسط تبادل التهاني بين الحضور على إنجازات الشعب السوداني، وعلى أمل غد أفضل لكل أبناء الوطن.

ناصر الباقر

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.