المجموعة الغنائية الكورية الشهيرة BTS تعرض أشهر أغانيها داخل أروقة الأمم المتحدة

0

سيرا على رسالتها الفنية المعروفة بها، من خلال تركيزها على القضايا الإنسانية والتنموية وخاصة قضايا الشباب، أحيت المجموعة الغنائية الكورية الشهيرة (BTS) حفلا أمميا مثيرا، أذاعته حتى الأمم المتحدة على موقعها الرسمي.

وشاركت الفرقة الموسيقية الكورية المصنفة الأولى في العالم (BTS)، في أحد أهم وأكبر الأحداث المنظمة من طرف الأمم المتحدة.

وبحسب بعض التقارير فإن الأمر يتعلق بحدث خاص ألقى فيه أعضاء فرقة BTS الكورية المعروفة في أوساط الشباب، خطابا موجها إلى شباب العالم، من أجل التحسيس بأهمية تحقيق التنمية المستدامة؛ إذ تطرق خطاب الفرقة الكورية الأولى في العالم، إلى أبرز تحديات جمعية الأمم المتحدة، وتحدثوا عن أوضاع الشباب الذين عانوا من الضياع في ظل انتشار جائحة كورونا.

وبعد إلقاء خطابها الشبابي والتحفيزي، قامت فرقة BTS الكورية بعرض فيديو لأغنيتها “Permission to Dance” ، الذي صورته داخل أروقة مقر الأمم المتحدة، وفي حديقته على ضفاف نهر إيست ريفر في نيويورك، وقد حقق فيديو الأغنية الذي شاركه حساب الأمم المتحدة على يوتيوب قرابة 10 ملايين مشاهدة خلال أقل من 24  ساعة من نشره.

وبعد إلقاء خطابها الشبابي والتحفيزي، قامت فرقة BTS الكورية بعرض فيديو لأغنيتها “Permission to Dance” ، الذي صورته داخل أروقة مقر الأمم المتحدة

ووقف أعضاء الفريق الغنائي السبعة أمام الرخام الأخضر في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال فعالية “لحظة أهداف التنمية المستدامة” للمساعدة في تعزيز أهداف الأمم المتحدة لعام 2030، بما فيها القضاء على الفقر المدقع والحفاظ على الكوكب وتحقيق المساواة بين الجنسين.

وقال “آر إم”، قائد الفريق الغنائي: “كل اختيار نقوم به هو بداية تغيير، وليس النهاية”.

وقدم الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، نجوم موسيقى البوب باعتبارهم مبعوثين رئاسيين خاصين و”مجموعة استثنائية من الشباب متصلة بالشباب في كل أنحاء العالم”.

تناوب أعضاء الفرقة الحديث على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال فترة السبع دقائق التي خصصت لهم.

لكن حديثهم لم يقتصر على أهداف الأمم المتحدة فحسب، بل كشف الفريق أيضا عن أغنيته المصورة الجديدة “تصريح بالرقص” والتي جرى تصويرها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

ورددت المجموعة أغنيتها “لا داعي لتكرار الحديث، فقط قم بالمهمة” وهم يزينون الطريق من قاعة الجمعية للأمم المتحدة نحو الحديقة المطلة على نهر إيست ريفر، رقصا.

فرقة أسطورية !

وبالنظر لجمهورها الواسع في القارات الخمس عبر العالم، بما في ذلك العالم العربي، باتت توصف المجموعة الكورية بـ”الفرقة الأسطورية”؛ واكتُشفت “بي تي إس” لأول مرة في عام 2010، من قبل شركة “بيغ هيت للترفيه” (Big Hit Entertainment) ، التي تدير أعمالهم حتى الآن؛ وهي شركة ترفيه كورية جنوبية.

وبعد كل ظهور للفرقة الموسيقية الكورية “بي تي إس” (BTS) ، يعقب ذلك الكثير من الضجة، وتصدر لتريند تويتر بالوسوم المختلفة.

ومن أهم الأسباب وراء هذا الشغف والمحبة الكبيرة التي تحظى بها الفرقة اهتمام أعضائها بجمهورهم، والبقاء على تواصل حقيقي معهم.

ومؤخرا نظمت الفرقة اجتماعا مع 200 شخص محظوظ من جيش محبيهم الذين يسمون أنفسهم “بي تي إس آرمي ” (BTS Armey)، وذلك عبر تطبيق زوم، وقد بدا الأمر كحفلة بملابس النوم، حيث حضر أفراد “بي تي إس” مرتدين ملابس النوم وتحدثوا بصراحة ومرح كالمعتاد مع هؤلاء المعجبين.

بداية الأسطورة..

تم اكتشاف أعضاء فرقة “بي تي إس” لأول مرة في عام 2010 من قبل شركة “بيغ هيت للترفيه” (Big Hit Entertainment) التي تدير أعمالهم حتى الآن؛ وهي شركة ترفيه كورية جنوبية.

لدى شركات الترفيه -مثل “بيغ هيت”- عدة طرق مختلفة لتوظيف المواهب سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية.

على سبيل المثال، تم اكتشاف عضو الفرقة “سوجا” (Suga) من خلال اختبار على الإنترنت في خريف عام 2010، بينما قال “جنج كوك” (Jungkook) لبرنامج حواري كوري إنه تم اكتشافه من قبل وكالات المواهب بعد الاختبار لبرنامج “سوبر ستار كيه ” (Superstar K)، وهو برنامج كوري مشابه لـ” أميركان أيدول “(American Idol)”.

وبعد اكتشافهم، تلقى أعضاء الفرقة تدريبا لإعدادهم من أجل أن يكونوا نجوما. وشمل ذلك دروسا في الرقص والغناء والتمثيل والتدريب الإعلامي.

وكانت أعمارهم في هذه الفترة تتراوح بين 13 و15 عاما، حيث كان أصغر عضو من أعضاء الفرقة “جنج كوك” في ذلك الوقت بـ14 من عمره فقط، وقد ظهر للأضواء للمرة الأولى عندما بلغ الـ16 عاما.

استعد أعضاء الفرقة قبل إطلاقهم لمدة 3 سنوات من التدريب المستمر، وهي عملية شاقة للغاية، وكذلك تنافسية، فقبل الوصول إلى أعضاء الفرقة الحاليين، كان عدد المتدربين حوالي 80 شخصا، وتمت التصفية بينهم حتى وصلوا إلى العدد السحري 7، وهم أعضاء الفريق حتى الآن.

وكان الاتجاه في البداية إلى تكوين فرقة “هيب هوب” كورية، ترتكز على الراب، ولكن بعد ذلك تغير الأمر إلى فريق يجمع بين الرقص والغناء في عروضهم.

وظهرت “بي تي إس” كفرقة رسميا في صيف 2013، وشهد ألبومهم الأول قدرا لا بأس به من النجاح، حيث احتل المركز العاشر في مخطط الموسيقى الكوري الشهري بعد شهر من صدوره، وحققت أغنيتهم “لا مزيد من الأحلام”  (No more dream) نجاحا بسبب موضوعها حول صعوبات فترة المراهقة والبلوغ في كوريا الجنوبية.

وانطلقت الفرقة بعد ذلك بعدد كبير من الأغاني حول المشكلات الاجتماعية للشباب، وفي ذلك الوقت كان من النادر جدا استخدام المجموعات الموسيقية النقد الاجتماعي الصريح في أعمالهم، ولكن بعد ذلك أصبحت تلك الصيحة الرائجة.

ويعتبر الكثيرون أغاني الفريق قصة متكاملة، فهي مترابطة مع بعضها البعض، لتقدم في النهاية قصة نضج أعضاء الفرقة وكذلك الشباب الكوري من معجبيهم.

جمهور الفرقة “بي تي إس آرمي” من هو؟

بعد حوالي عام من ظهور “بي تي إس” لأول مرة، اجتمع نادي المعجبين الرسميين معا، وذلك تحت اسم “آرمي (ARMY)”. اختصار لعبارة (Adorable M.C. for Youth) بالإضافة إلى معنى إضافي وهو أن كلمة (Army) بالإنجليزية تعني جيش، للدلالة على أن هؤلاء المعجبين وهذه القاعدة الجماهيرية ستكون دوما بجانب وفي صف فريق “بي تي إس”.

وفي الآونة الأخيرة، تلقى جيش معجبي الفرقة اهتماما عالميا ربما يكون مماثلا لما يحصل عليه الفريق نفسه، بسبب نشاطهم الكبير مثل جمعهم لتبرعات قدرها مليون دولار لصالح حركة “حياة السود مهمة (Black Lives Matter)”.

وقال “آر إم”، قائد الفريق الغنائي: “كل اختيار نقوم به هو بداية تغيير، وليس النهاية”

حيث لم يعودوا مجرد مستهلكين سلبيين لأعمال الفرقة، بل قادرين على إحداث تأثير ملموس، واستخدام رأس مالهم الاجتماعي كقاعدة جماهيرية واسعة في مساعدة الغير، وبالإضافة إلى تبرعاتهم الشخصية فقد شجع جيش “بي تي إس” الفنانين المحبين للفرقة للتبرع كذلك.

واستطاع معجبو الفرقة إحداث تغيير كبير في ثقافة الاستهزاء بالجماهير والمعجبين، حيث اتحد هؤلاء الشباب في أنحاء العالم، قادمين من خلفيات وثقافات ولغات مختلفة في حب 7 من الفتيان الكوريين الذين يتحدثون بلسانهم عن شؤون تتعلق بحياة الشباب والمراهقين من كل جنس ولون.

ويمتلك جيش “بي تي إس” شعورا بالهوية المشتركة، ولكن في ذات الوقت يتم الاحتفاء بالاختلافات الفردية داخل جماعة المعجبين، حيث يتواجد ضمن هؤلاء المعجبين العديد من التصنيفات الداخلية مثل “الجيش الأسود” على سبيل المثال، حيث يمكن للأشخاص التعبير عن هويتهم بداخل هذه القاعدة الجماهيرية العملاقة.

والشرق الأوسط ليس بعيدا عن جيش “بي تي إس”، فهناك ملايين المعجبين من العرب بالفرقة، والذين يحتفون بأعمالها الجديدة فور صدورها، وعلى شبكة الإنترنت ستجد عشرات المواقع والمدونات والمنتديات المخصصة لمناقشة الأغاني ومعانيها وكيف يمكن إسقاطها عليهم.

متابعة/ نادين اليزيد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.