المغرب يرفع حدة القطيعة مع اسبانيا ويخفض التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى مستوى

0

أفادت تقارير اسبانية أن المغرب ماض في قطيعته مع اسبانيا، التي يبدو أن تغيير وزيرة الخارجية السابقة التي كانت سببا في الأزمة مع المغرب، بوزير آخر، لم يحل دون تواصل الأزمة بين الرباط ومدريد، على خلفية استقبال الأخيرة لزعيم البوليساريو بأوراق ثبوتية مزورة، مسلمة من المخابرات الجزائرية.

وكشفت صحيفة “Ok diario” الإسبانية، أن المغرب خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي للمملكة في مدريد إلى أدنى مستوى، وأنهي مهام ثلاثة من أكبر المسؤولين الدبلوماسيين في مدريد، في خطوة تصعيدية جديدة تجاه الجار الشمالي، بينهم القائم بأعمال السفارة فريد أولحاج، وكذا إبراهيم خليل العلوي ومحمد أمين تيكاع المستشارين المقربين للسفيرة.

تأتي هذه الخطوة بعد نحو 9 أشهر من سحب المغرب لسفيرته في مدريد كريمة بنيعيش، لتؤكد تفاقم الأزمة الدبلوماسية، التي اندلعت بين البلدين عقب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في شهر أبريل من العام المنصرم، وذلك باستخدام أوراق ثبوتية مزورة.

وكانت السفيرة المغربية كريمة بن يعيش، قد غابت عن الاستقبال الذي خصصه الملك الإسباني فيليبي السادس للسفراء المعتمدين في مدريد، الأمر الذي أكد استمرار الأزمة بين البلدين، رغم التصريحات المتتالية من طرف مسؤولين إسبان تحدثت عن رغبة مدريد في عودة السفيرة.

يذكر أن الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين اندلعت في أبريل من السنة الماضية بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية (المغربية) إبراهيم غالي للعلاج.

وبلغت الأزمة الدبلوماسية ذروتها في منتصف مايو الماضي مع دخول أكثر من 10 آلاف شخص من المغرب إلى سبتة (المحتلة)، وتبادل البلدان تصريحات حادة، واتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب “عدوان” وبـ”الابتزاز”.

وفي وأواسط شهر مايو 2021 استدعت المملكة المغربية سفيرتها لدى المملكة الاسبانية، كريمة بنيعيش، قصد “التشاور”، على خلفية الأزمة التي طالت العلاقات بين المملكتين، في الأيام الأخيرة، بسبب استضافة مدريد لزعيم البوليساريو لأجل العلاج من مرضه بكورونا.

وأُعلن عن القرار المغربي، عبر وكالة الأنباء الرسمية، ومن خلال قصاصة جد مختصرة، جاء فيها بالتحديد: “كشف مصدر دبلوماسي، اليوم الثلاثاء، أن المغرب قرر استدعاء سفيرته في اسبانيا، كريمة بنيعيش للتشاور”.

وكانت الحكومة المغربية عبرت عن امتعاضها وسخطها من استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وذلك بهوية مزيفة هي “محمد بن بطوش” وبتواطؤ من النظام الجزائري، وفق ما كشفت تقارير مسربة يرجح أنها تعود للمخابرات المغربية.

وكانت الرباط، استدعت، في نهاية أبريل، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن “سخطها” بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، لتلقّي العلاج على أراضيها.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اعتبرت أن قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو هو فعل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لاسبانيا، أخذ المغرب عِلما كاملا به.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها يوم السبت 8 مايو الجاري، أن “قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو، ليس مجرد إغفال بسيط. وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لاسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به. وسيستخلص منه كل التبعات”.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.