النظام الجزائري يخرج عن صمته ويتهم المغرب بالمسؤولية عن قصف جديد على الحدود استهدف شاحنات مدنية

0

بعد صمت استمر نحو ثلاثة أيام خرج النظام الجزائري ليتهم المغرب من جديد بالمسؤولية عن قصف شاحنات مدنية تواجدت في منطقة حرب يوم الأحد الماضي.

واتهمت وزارة الخارجية الجزائرية، يومه الثلاثاء، مباشرة المغرب بارتكاب ما سمتها “عمليات اغتيال موجهة”، وذلك تعليقا على أنباء نشرتها وسائل إعلام عن قصف مغربي بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وكانت وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو وأخرى موالية لجهات أمنية جزائرية، قد أشارت الأحد الماضي إلى أن هجوما جويا استهدف فجر الأحد قافلة شاحنات في الصحراء قرب الحدود مع موريتانيا، قُتل فيها ثلاثة أشخاص من دون توضيح جنسيتهم.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من المغرب بخصوص هذه العملية، كما لم يتم تأكيدها من مصدر مستقل.

وأضاف بيان وزارة الخارجية الجزائرية أن الجزائر “تدين بشدة عمليات الاغتيال الموجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة من قبل المملكة المغربية، خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة”، والمقصود الجزائر وموريتانيا و”الجمهورية العربية الصحراوية” الوهمية التي تعترف بها الجزائر.

وأكد البيان أن “هذه الممارسات العدائية والمتكررة تنطوي عن مواصفات إرهاب دولة فضلا عن استيفائها لجميع خصائص عمليات إعدام خارج نطاق القانون والقضاء تعرض مرتكبيها للمساءلة أمام الأجهزة المختصة التابعة لمنظومة الأمم المتحدة”.

واتهمت الجزائر المغرب بـ”نزعة الاندفاع والمغامرة” التي تنجر عن الأهداف التوسعية للمملكة المغربية، وفق بيان الخارجية الجزائرية، وهو ما  يشكل “تحديا لمجلس الأمن للأمم المتحدة وكذلك للمبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا، الذي تتعرض مهمته وجهود التهدئة التي يقوم بها، لعملية تقويض جسيمة جراء الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لـلأمن في الأراضي الصحراوية المحتلة وجوارها المباشر والتي من شأنها أن تؤدي إلى انحرافات خطيرة على الصعيد الاقليمي”، يقول بيان الخارجية الجزائرية.

وحذر البيان من أن مثل هذه الهجمات “تعرّض المنطقة برمتها إلى تطورات بالغة الخطورة”.

وكانت جريدة “الناس” الإلكترونية قد تساءلت عن صمت النظام الجزائري عن الحادث الأخير، ونقلت الصحيفة استغراب بعض مكونات المعارضة الجزائرية في الخارجية صمت النظام الجزائري عن ما قالت إنه قصف مغربي استهدف من جديد قوافل شاحنات جزائرية تواجدت في منطقة حربية بالصحراء، هو الثاني من نوعها بعد الأول الذي جرى في بداية نوفمبر الماضي وقتل على إثره ثلاثة جزائريين أصحاب شاحنات.

وفي بداية شهر نوفمبر الماضي أعلنت الجزائر مقتل ثلاثة من رعاياها في قصف نسب إلى المغرب واستهدف شاحنات تقوم برحلات بين موريتانيا والجزائر، ووقتها نفا الجانب المغربي، على لسان مصدر لم يكشف عن هويته المسؤولية الحادث. لكن الجزائر مع ذلك أعلنت عن تنديدها بالعملية بأشد العبارات وتوعدت بالرد، لكن لم تفعل لحد الساعة.

ويدور نزاع منذ عقود حول الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، المدعومة من الجزائر.

لكن التوتر تصاعد بين الجارتين في الأشهر الأخيرة حتى قرّرت الجزائر في أواخر غشت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط متهمة المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها، وهي الاتهامات التي رفضتها الرباط.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.