برلين أم مدريد.. دبلوماسيتُنا الحولاء تُجيب ؟!

0

“الفوهامة المسيطرين على صُنع القرار هذه الأيام والسنوات، والله أعلم، غادين بالبلاد للحائط.. !!”.. من وحي اللحظة.

نورالدين اليزيد

كيف يُعقل أنه في الوقت الذي كان المواطن المغربي ينتظر موقفا أكثر حزما إزاء الموقف “العدائي” لاسبانيا التي أدخلت إلى ترابها عدو الوحدة الترابية الأول، زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، بوثيقة واسم مُزوّرين، وبتواطؤ مع العدو الحقيقي الجزائر، نرى دبلوماسيتنا والذين يتحكمون فيها، وفي رقاب البلاد والعباد، في السنوات الأخيرة من هذا “العهد الجديد”، يُولّون الأدبار لمدريد، ويَؤمون وجوههم إلى برلين فيَسحبون السفيرة هناك، غضبا على ما سموها “المواقف العدائية” لألمانيا !!

بيانات الدبلوماسية المغربية المعبرة عن الحنق إزاء الألمان، تتذرع بالموقف الألماني إزاء اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء، والذي رفضت من خلاله بلاد المستشارة أنغيلا ميركل  ذاك الاعتراف. وهو ما يجعل المرء يشك في المسألة، على الأقل مقارنة بالموقف الروسي الأكثر عدوانية، والذي تكرر أكثر من مرة، وآخرها في اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير، حيث أبت فيه موسكو إلا أن تكشف عدوانيتها المفضوحة، وتهاجم من جديد واشنطن، بل وتدعوها صراحة إلى سحب اعتراف ترامب ذاك؛ وقد كان لافتا ومثيرا للدهشة صمتُ الرباط المطبق إزاء عدوانية “القيصر”، بل لم تكلف نفسها حتى استدعاء السفير لديها قصد الاستفسار، على الأقل لحفظ بعض ماء وجه “القضية”، وحفظ ماء وجه الوطن والمواطنين !

وبالإضافة إلى ما سبق، تبرر مملكة محمد السادس غضبَها وسُخطها على ألمانيا، بموقف الأخيرة في السنة الماضية، عندما أقصت المغرب من المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، بينما استدعت دولا أخرى، ومنها الخصم اللدود الشرقي، وهو ما كان موضوع أكثر من بيانِ غضبٍ واستنكارٍ من الخارجية المغربية.

ويبدو أن المُبَرِّرين السالفين، ليسا بالأهمية القصوى التي ربما توليها المملكة للمبرر الثالث، المتعلق بالمواطن المغربي المسمى محمد حاجب، الذي أدين في ملف إرهاب سنة 2010، وحكم عليه بعشر سنوات سجنا، قبل أن تخفض إلى خمسٍ، ويعود إلى ألمانيا التي يحمل جنسيتها، ويبدأ في شن انتقادات لاذعة للسلطات المغربية، مستغلا في ذلك حتى بعض المعلومات التي مكنته منها السلطات الألمانية؛ ولعل هذا هو ما أثار حفيظة المغرب، وتحديدا حفيظة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ما جعل بيانا غاضبا يتهم السلطات الألمانية، بـ”التواطؤ” مع محمد حاجب، و”كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية” ! علما أن ما تعتبره “الأجهزة” عندنا “حسّاسا” يمكن أن لا يرقى إلى ذلك بالنسبة لبلد ديمقراطي حر كألمانيا، التي من منطلق احترامها للقانون، قد تفاتح المعني بالأمر، بتلك المعلومات التي قدمتها لها السلطات المغربية المختصة..

التطورات والأحداث، سواء ذات الطابع المحلي أو التي لها امتداد خارج الحدود، التي ظهرت فيها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بقوة، يجعل المتتبع للشأن السياسي والأمني ببلادنا، يرى بجلاء أن هذه “الأجهزة” باتت مُتغوّلَة أكثر، ومسيطرةً أكثر، في السنين الأخيرة، على دائرة صنع القرار المغربي. وهذا مؤشر، للأسف، لا يخدم الصورة التي يريد النِّظام إعطاءها وترويجها لنفسه، بأنه يسير بخطى حثيثة إلى مصاف الدول الصاعدة ديمقراطيا، حتى لا نقول الديمقراطية.. فهل مِن سلطة تُوقِف هذا التنامي المثير والمتصاعِد لدور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في صناعة القرار المغربي؟

مجرد سؤال بريء و #خليونا_ساكتين !!

[email protected]

www.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: هذه المقالة نشرت بادئ الأمر على شكل تدوينة على حساب صاحبها في الفيسبوك

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.