بوريطة يهاتف وزيري خارجيتي موسكو وكييف.. هل ينجح المغرب في اختراق ملف الصراع الروسي الأوكراني؟

0

في ما يبدو أنه اختراق لجدار الحرب الطاحنة رحاها بين روسيا وجارتها أوكرانيا تواصلت الدبلوماسية المغربية مع طرفي النزاع، عبر وزيري خارجتي البلدين، وفي حين لم يكشف عن فحوى المكالمة الهاتفية التي جمعت الرباط بكل من موسكو وكييف، لا يستبعد مراقبون أن تكون المملكة المغربية دشنت مساعيها للمساهمة في تذويب جبل الجليد بين المتحاربين.

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة

وكشفت تقارير واردة من موسكو أن المحادثة الهاتفية بين ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، تمحورت حول أهداف وغايات العمليات العسكرية التي تقوم بها موسكو داخل الأراضي الأوكرانية.

وحسب بيان مقتضب لوزارة الشؤون الخارجية بروسيا الاتحادية، فقد أبلغ سيرغي لافروف وزير الخارجية المغربي مستجدات المفاوضات الروسية-الأوكرانية بهدف حل الأزمة القائمة.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 17 فبراير 2022 بموسكو

كما تطرق اللقاء، يورد البيان، إلى العلاقات الودية بين روسيا والمغرب، بما في ذلك التنظيم المبكر لاجتماع اللجنة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادي والعلمي بموسكو.

كما ناقشت المحادثة أيضا الاستعدادات الجارية لانعقاد الجلسة الوزارية السادسة لمنتدى التعاون الروسي-العربي بمراكش، التي وافق المشاركون فيها على المواعيد المناسبة للطرفين.

في سياق ذلك، وفي وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، أعلن في الرباط عن إجراء ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي اتصالا هاتفيا مع دميترو كوليبا، وزير الشؤون الخارجية بأوكرانيا. ولم يصدر أي بيان يوضح موضوع المحادثة بين الرباط وكييف عبر وزيري خارجتيهما، لكن موضوع الجارية الدائرة هنالك لاشك أنها كانت في صلب المكالمة الهاتفية.

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا

وبينما لم تكشف الرباط عن مضامين المكالمتين الهاتفيتين مع الجانبين الروسي والأوكراني، فإن الظرفية الحالية تشير إلى أن الرباط قد تلعب دورا ما في المساهمة في توصل الطرفين إلى تجاوز الخلافات ووقف إطلاق النار، بعدما انخرط بعض العواصم الدولية والإقليمية في مساعيها الحميدة من أجل ذلك.

ولا يستبعد أن يكون اللجوء إلى المملكة المغربية في خضم تواصل الحرب بين البلدين، نابعا من إيمان سواء الطرفين المتنازعين أو القوى الغربية، بأن المغرب يمكن أن يكون ذاك الوسيط الموثوق الذي يمكن أن يمهد لأي اتفاق سلام محتمل بين الطرفين.

ومما زاد من ترشح المغرب للقيام بهذا الدور المفترض، والذي إن نجحت فيه الرباط فإن أسهمها سترتفع أكثر على الساحة الدولية، هو موقفها الأخير على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث فضل المغرب عدم المشاركة في التصويت على القرار المدين لغزو روسيا لأوكرانيا.

وكان المغرب آثر  في وقت سابق من هذا الشهر عدم المشاركة في عملية التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار  يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما طرح عدة تساؤلات حول خلفيّات القرار المغربي، علماً أنه يعتبر حليفاً تقليدياً للولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب ما جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، في توضيح للموقف المغربي، فإنَّ عدم مشاركة المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أيّ تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا.

وجدَّد بيان وزارة الخارجية الموضح لموقفه من التصويت ما أعربت عنه الحكومة المغربية في بيان سابق صدر يوم 26 فبراير 2022، عبرت فيه “عن قلقها وأسفها من تطوّر التصعيد العسكري”، وشددت على “احترام سيادة الدول”، داعيةً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تسوية نزاعاتهم بالطرق السلمية.

الناس/نورالدين اليزيد    

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.