خطابُ الملك والشعب!
نورالدين اليزيد
قرأت خطاب #الملك ليوم أمس بمناسبة ذكرى #المسيرة_الخضراء الـ 44، محاولا بكل جهد استخراج فكرة ذات تأثير على #الرأي_العام_الوطني فلم أجد بكل أسف، حينها ازداد يقيني وتأكدت من الأسباب التي أصبحت تجعل هذا الرأي العام الوطني يفضل متابعة مباراة كرة قدم برسم إحدى البطولات الأوروبية، على أن يتسمّر أمام التلفزيون ليتابع خطابا ملكيا بات روتينيا في كل شيء بما في ذلك التوقيت..
مرة أخرى يُخيل لي وأقولها من جديد.. يبدو أن مستشاري الملك والذين يُعِدون ويختارون محاور خطبه إلى الشعب يعيشون في عالم غير هذا العالم الذي يعيشه المغاربة؛ فلا هُم يضمنون في الخطب هواجس الشعب المغربي والقضايا التي تؤرقهم والتي تغلي بها مواقع التواصل الاجتماعي، ولا هؤلاء المستشارون يلائمون على الأقل مواقيت بث الخطب الملكية وجعلها لا تتزامن ومباريات كرة قدم تعتبر غاية في الإثارة والتشويق أكثر وأفضل للجماهير من انتظار خطاب ملكي أصبحوا يعرفون فحواه قبل إذاعته! وإن كانوا يوصلون للملك عكس ذلك فليتحملوا مسؤوليتهم وليكشفوا للناس حجم متابعة الخطب الملكية من طرف المواطنين، وإمكانية ذلك متاحة لهم طبعا!
هذا يحيلنها على الرغبة في معرفة مدى قدرة هؤلاء المستشارين -الذين يعتبرون بمعنى آخر حكومة الظل التي تحسم في أهم وأخطر قرارات الحكُم- على مواكبة التطلعات الشعبية ولاسيما الشبابية، وعلى قدرتهم على الإصغاء لنبضهم وتمثلاتهم للحاضر والمستقبل وللحاجيات التي يريدون، بينما هؤلاء الموظفون السامون لا نجدهم يتوفرون حتى على حسابات شخصية في #تويتر أو #فيسبوك، في وقت باتت فيه جل قرارات سياسة أعظم بلاد في العالم وهي #أمريكا تخرج على شكل تغريدات لرئيسها على تويتر..
ما دام صناع القرار في بلدنا مستمرون في الاعتماد على تقارير الأجهزة الأمنية الصماء كمادة دسمة لصناعة وصياغة خطبهم الموجهة إلى الشعب، فستستمر الهوة وسيستمر النفور بين الطرفين، وهذا طبعا ما لا يريده كل وطني يحب هذا #الوطن!
غيروا الأساليب والأدوات يرحمكم الله و #خليونا_ساكتين