دراسة حديثة تميط اللثام عن تحالف طالبان مع زعيم القاعدة الظواهري الذي أعلنت واشنطن اغتياله

0

رصدت دراسة حديثة صادرة عن المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان: “بين المكاسب والتحديات.. كيف نقرأ اغتيال زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري”؟ رسائل مقتل أيمن الظواهري، مؤكدة أن هناك دلالات ورسائل مهمة تحمل عملية مقتل زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري”.

وبحسب الدراسة التي رصدها موقع جريدة “اليوم السابع” المصرية، فإن هناك جملة من الدلالات والرسائل المهمة، للحدث، نذكر أبرزها  تعكير ذكرى استرداد طالبان الحكم، إذ تأتي عملية مقتل زعيم القاعدة في العاصمة الأفغانية كابول، قبل أيام قليلة، من حلول الذكرى السنوية الأولى لاحتفال طالبان بسيطرتها عسكريًا على الجغرافيا الأفغانية للمرة الثانية، وذلك بعد أن نجحت في إجبار القوات الأمريكية والناتو على الخروج من أفغانستان بعد حرب استمرت قرابة 20 عامًا، تمكنت خلالها الحركة من التغلغل في مفاصل الدولة الأفغانية وإسقاط حكومة “أشرف غني”، انتهاءً بوصول مُقاتليها إلى القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول “وإعلان إمارة أفغانستان الإسلامية” في منتصف أغسطس 2021.

وعليه، تورد الدراسة، تأتي عملية مقتل “الظواهري” في هذا التوقيت، المتزامن مع الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكي من أفغانستان –والذي عدته طالبان نصرًا لها- لترسل برسالة أمريكية مباشرة إلى الحركة، مفادها أن واشنطن لا تزال لديها القدرة على توجيه ضرباتها على الجغرافيا الأفغانية، حتى وإن اُضطرت إلى الانسحاب ميدانيًا.

وأشارت الدراسة إلى أن عملية مقتل تنظيم القاعدة تدلل على إثبات علاقة طالبان بالقاعدة: تدفع عملية مقتل “الظواهري” بصوابية التكهنات القائلة بوجود علاقات وثيقة تربط بين طالبان والقاعدة؛ وأن الأولى تحرص على استمرار إيجاد ملاذ آمن للأخيرة في كنفها، حتى وإن حاولت بطريقة أو بأخرى إثبات عكس ذلك. وهو ما يُمثل خرقًا واضحًا لاتفاق الدوحة (2020)، الذي تعهدت فيه الحركة بمنع استخدام الأراضي الأفغانية للقيام بعمليات من شأنها تهديد أمن الولايات المُتحدة الأمريكية وحلفائها، ووقف تعاونها مع التنظيمات الإرهابية على رأسها تنظيم القاعدة.

أمريكا تؤكد وطالبان تحقق في مقتل الظواهري..

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 3 أغسطس 2022، مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، على منزل بالعاصمة الأفغانية كابول، وقعت صباح يومه 31 يوليوز بتوقيت كابول، في ضربة تعتبر الأكبر للتنظيم بعد مقتل مؤسسه أسامة بن لادن قبل أكثر من عشر سنوات.

ويوم الخميس 4 أغسطس 2022 أكد مسؤول بارز في حركة طالبان أن الحكومة الأفغانية تحقق في تأكيد الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في هجوم بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال مسؤول المكتب السياسي للحركة، سهيل شاهين، لوكالة أنباء رويترز إن السلطات الأفغانية لم تكن على علم بوجود الظواهري في كابول.

وقال شاهين، مندوب الحركة المعين لدى الأمم المتحدة ومقره الدوحة، في بيان صحفي إن “الحكومة والقيادة لم يكن لديهما علم بما يرد من مزاعم ولا بأي أثر لذلك”.

وأضاف بأن نتائج التحقيق الذي تجريه الحكومة للتحقق من صحة المزاعم الأمريكية سيتم نشرها على الملأ.

دراسة مصرية.. طالبان متورطة في التحالف مع القاعدة!

بحسب الدراسة المصرية، يُعزز من الطرح الذي ذهبت إليه، جملةٌ من المؤشرات، أبرزها تنديد الحركة باغتيال “الظواهري”، واعتبار أن العملية الأمريكية تُعد انتهاكًا لسيادة البلاد، وتتعارض مع مصالح واشنطن في المنطقة، فضلًا عن وجود زعيم القاعدة في منزل يملكه أحد كبار مساعدي وزير الداخلية والقيادي البارز بطالبان “سراج الدين حقاني”، وفى أحد الأحياء الفاخرة لكابول، وهو ما يشي بأن الحركة لم تكتفِ فقط بإعطاء مساحة حركة أكبر لعناصر القاعدة للعمل علانيًة، ولملمة شتاتها واستعادة قوتها من جديد في أفغانستان، بل كانت حريصة على إبقاء قائدها على مقربة بنحو 200 متر من القصر الرئاسي بغرض الاستفادة من خبرات الأخير، والحصول على توجيهات استراتيجية تعزز من قدرتها في إدارة مقدرات الدولة الأفغانية، ومجابهة التحديات التي تواجهها وعلى رأسها الخطر المتنامي لتنظيم “داعش-خراسان.

ولا ينفي تورط طالبان في علاقات وثيقة بالقاعدة فرضية أن عملية مقتل “الظواهري” ربما جاءت بتعاون وثيق مع الحركة، أو بالأحرى مع العناصر المنشقة عنها، لاسيما في ظل تصاعد الحديث مؤخرًا عن بوادر لانقسامات وانشقاقات داخل صفوفها، والتي دفعت العديد من عناصرها لحل الارتباط مع الحركة والانضمام إما إلى جبهات المقاومة الوطنية أو إلى صفوف تنظيم داعش.

من هو أيمن الظواهري الذي أعلنت واشنطن مقتله؟

ولد الظواهري عام 1951، ونشأ في أحد أحياء العاصمة المصرية، القاهرة، وهو ابن لطبيب الأمراض الجلدية البارز محمد الشافعي الظواهري، وجده ربيع الظواهري شيخ الأزهر الراحل وجده من ناحية والدته الأديب الراحل عبدالوهاب عزام، وعم والدته عبدالرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية.

التحق الظواهري بـ”الجماعة الإسلامية” منذ تأسيسها في أوائل السبعينيات، واعتقل في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981، ورغم تبرئته في هذه القضية، فقد أُدين بحيازة أسلحة غير مشروعة.

غادر الظواهري مصر عام 1985 وشق طريقه إلى بيشاور في باكستان. وعمل كجراح يعالج المقاتلين ضد القوات السوفيتية في أفغانستان.

وهناك التقى الظواهري مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وأصبح الاثنان وثيقي الصلة. وفي أوائل عام 1998، ظهر بن لادن والظواهري معًا لإعلان دمج تنظيمي القاعدة والجهاد الإسلامي. كما عمل الظواهري كطبيب شخصي لبن لادن. وأصبح الظواهري زعيم القاعدة بعد أن قتلت القوات الأمريكية بن لادن عام 2011.

الناس/متابعة

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.