في انفصام جديد.. رأس النظام الجزائري يتهم المغرب بالتصعيد+فيديو

0

في خروج تصعيدي جديد للنظام الجزائري ضد المملكة المغربية، اتهم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الجارة الغربية لبلاده بـ”تأزيم” العلاقة أكثر، بحسبه، مدعومة من الدولة الإسرائيلية كما قال.   

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، في مقابلة تلفزيونية محلية نقلت فحواها وسائل إعلام جزائرية مختلفة، إن علاقة بلاده مع المغرب تأزمت أكثر، متهما المملكة بتلقي الدعم من إسرائيل.

وأضاف تبّون، في المقابلة ذاتها، أن المغرب سخر “جهاز الدعاية و  Fake News (الأخبار الكاذبة)، لضرب الوحدة الوطنية والإساءة إلى الجيش الجزائري، كل يوم”، مؤكدا أن “إسرائيل تدعم النظام المغربي أكثر ضد الجزائر”.

وكانت الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب نهاية غشت الماضي، على خلفية ما سمته “قيام الرباط بأعمال عدائية” ضدها، وهو ما نفته الرباط ووصفت تبريرات قرار الجزائر بـ”السخيفة”.

وبعد إعلان قطع العلاقات من جانب واحد سارع النظام الجزائري إلى القيام بمجموعة من الأعمال التصعيدية، أبرزها منع تحليق الطيران المغربي المدني والعسكري فوق الأجواء الجزائرية، قبل أن تتخذ الجزائر العاصمة قرارا بإنهاء العمل بأنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي” الذي كان يعبر المملكة ويصل إلى أوروبا عبر اسبانيا.

على صعيد آخر توقع الرئيس الجزائري أن تنعقد القمة العربية المقرر أن تستضيفها بلاده، خلال الربع الأخير من العام الجاري، نافيا أي خلاف مع القادة العرب بشأن هذا الموعد.

وقال الرئيس الجزائري، في المقابلة التي نقلها التلفزيون الرسمي الجزائري، “لا نريد أن نستبق الأحداث، والأمر متروك لوزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في مارس المقبل لتحديد تاريخ القمة العربية”.

وأضاف قائلا: “أتوقع أن تنعقد القمة في الربع الأخير من العام الجاري، ونتمنى أن يكون ذلك مقرونا بموعد مهم في تاريخنا”، نافيا أن يكون هناك اختلاف مع القادة العرب بشأن انعقاد القمة العربية. وأشار إلى أن “الجامعة العربية بحاجة إلى مراجعة قوانينها ونصوصها”.

وتحاشى تبون الرد على سؤال عما إذا كانت القمة ستعقد في شهر نوفمبر، الذي يصادف الأول منه اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.

وجدير بالإشارة إلى أن القمة العربية كان من المفروض أن تعقد في شهر مارس المقبل، قبل أن تعلن الجامعة العربية عن تأجيل موعدها، مؤكدة عدم إمكانية عقدها قبل شهر رمضان المقبل، دون أن تعطي تاريخا محددا لانعقادها.

وربط العديد من المراقبين بين التأجيل وبين مواقف السياسة الخارجية للجزائر، خاصة في ما يتعلق بالعداء اتجاه الجار الغربي المغرب، ورغبة النظام الجزائري في توجيه دعوة للنظام السوري للعودة إلى الجامعة، إضافة إلى التقارب الملحوظ بين قصر المرادية بالجزائر والنظام الإيراني.

كما تجدر الإشارة إلى أنه قبيل إعلان الجامعة العربية عن تأجيل القمة العربية بالجزائر، أعلن مجلس التعاون الخليجي تضامنه مع المغرب بخصوص وحدة أراضيه، وأكد بيان قمة الرياض الأخير على الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه، معتبرة أمنه واستقراره من أمن دول الخليج العربي، وهو ما اعتُبر رسالة واضحة إلى الجزائر في ظل تصعيدها ضد المملكة.

ويبدو أن رسالة الجامعة العربية وكذا بيان قمة مجلس التعاون الخليجي التقطتهما الدبلوماسية الجزائرية بوضوح، فتحركت دبلوماسية قصر المرادية، على صعيد الرئاسة والخارجية، أملا في إنقاذ مؤتمر القمة العربي، في ظل حديث عن إمكانية إلغاء عقدها بالجزائر أو نقلها على دولة المقر مصر.

وحاولت الدبلوماسية الجزائرية تدارك الأمر، بعدما تلقت الإشارات القوية المتضامنة مع المغرب، لاسيما الصادرة من دول الخليج العربي، المؤثرة بشكل فاعل في التجمع الإقليمي العربي (الجامعة)؛ فبدأت الجزائر تتبنى خطاب التهدئة، وتتحدث حينا عن ضرورة إنجاح القمة المقرر تنظيمها، وحينا آخر تستحضر شعارات “العمل العربي المشترك” ودعم “اللحمة العربية”، وهو ما فسره بعض المراقبين بأنه محاولة من النظام الجزائري ليتدارك أخطاءه وإعلانه العداء من جانب واحد إزاء جاره الغربي المغرب، أحد مؤسسي الجامعة العربية والفاعلين المؤثرين فيها، بينما فسره البعض من المتابعين للشأن العربي بأنه مجرد انحناءة للعاصفة ريثما يتم إنجاح عقد قمة عربية في الجزائر، ما أحوج النظام الجزائري إليها لدعم شرعيته في غياب شرعية شعبية ، ثم بعدها يواصل سياسته العدائية إزاء الرباط.

نورالدين اليزيد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.