كلاش راب قاسح.. مغني راب ينتقد بشدة رئيس الحكومة ويقصف الطبقة السياسية والأوضاع الاجتماعية+فيديو

0

في ظل أزمة اجتماعية وسياسية واقتصادية خانقة تعيشها المملكة، وأبرز مظاهرها الغلاء المستشري في المواد الأساسية، والدعوات المتزايدة للإضرابات في عدد من القطاعات، وكذا للنزول على الشارع للاحتجاج ضد الحكومة وسياساتها اللاشعبية، كما يقول مراقبون، طرح الرابور عمر السهيلي الرابور المعروف فنيا بلقب “ديزي دروس”، يوم أمس الثلاثاء (14 فبراير)، على قناته الرسمية على اليوتيوب، وتزامنا مع عيد الحب، أغنية جديدة بعنوان “مع العشران”، سرعان ما احتلت الطوندونس، وباتت حديث وسائل التواصل الاجتماعي، بالنظر لطابعها النقدي اللاذع.  

وفي جديده الأخير، تبنى “ديزي دروس” واحدا من “الكلاشات”، بلغة الرابورات، القوية  بـ”طراك” (قطعة غنائية من الراب)، لتوجيه مجموعة من الرسائل للمسؤولين والفنانين والإعلاميين والمؤثرين.

وطان واضحا توجيه نصيب الأسد من الانتقاد للطبقة السياسية وخاصة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش ولحزبه (التجمع الوطني للأحرار)، من خلال اقتباس بعض التصريحات المنسوبة لرئيس حزب “الحمامة”، ولاسيما ما نسب إليه عشية الانتخابات الأخيرة (سبتمبر 2021) التي حملته إلى رئاسة الحكومة، والتي توعد بها فئة من المواطنين “بإعادة تربيتهم”، إضافة إلى استعمال الرابور منبر الخطابة السياسية، في الكليب الجديد، منقوش عليه شعار عصفور لعبة “أنغري بيرد” بلون أزرق، مع عبارة “عاڴـرني” و (AGRNI)، وهو ما يشير بوضوح إلى “حزب التجمع الوطني للأحرار صاحب رمز الحمامة والمعروف اختصارا بحروفه بالفرنسية RNI، وإلى رئيسه ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذين كان يخاطب الصحافيين بوجه عبوس وبنفس متعالية، كما حاول مخرج “الكليب” إظهار ذلك، في الوقت الذي كان المغني يردد: “كيفَاشْ باغِي تربّي لْمغاربة نْتا ماكَتْعرَفْ تّى كِيفَاش تهْدَر///  نتَا زرڴ بْحالَّا كتْلعَب فْ”النّصر”!

ويقول “ديزي دروس” في مطلع أغنية الجديدة:

كابرِين وسْط الغابة الضّرب والجُرح

اسْطافيط كتقْنَص والوَالِيد راجَع مَن لفْجر

هْنا ماكَايَنْش love لْـﮕلب قسَاح بْحال لْحْجَر

بْغِيت غِي رْضا الله وَلْوالِيدة حِيث مُوحال يرْضَا لقْصَر

واشْ يرْضَا بِينا لْقْبَر

واشْ يقْبَل علِينا لْبْحَر

لْمَغْرِيب ديالْنا أحْسَن بْلَاد وطلّْعتُوه لِينَا في (… =كلمة خادشة)!

ضربْنا معَكَم جَهنّمْ ربّي غَايْغفَر لِينا بالصّْبرْ

كيفَاشْ باغِي تربّي لْمغاربة نْتا ماكَتْعرَفْ تّى كِيفَاش تهْدَر

نتَا زرڴ بْحالَّا كتْلعَب فْ”النّصر”

كتحرْنَط وڴاع ماكتْصنّطْ

كتهدَرْ بحالَّا كتصنَعْ فَ النّفْطْ

أُونْتا أصْلًا مْعَانا ڴاعْ مَامْصنَّف

كتْجَسْ النّبْض، حِيث كَتحَسْ بِالنّقْصْ

ماكَتْحمَلْش النّقْضْ وَاڴلَسْ لّْارْض

تْكَالْمَا حْبَسْ لّْلغْطْ

لقطة من أغنية “مع العشران”

ولقيت الأغنية الجديدة لمغني الراب عمر السهيلي تفاعلا واسعا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها قسم واسع من المتفاعلين بأنها تعبر عن ما يختلج المواطنين المغاربة من إحساس بالحُـﮕرة جراء السياسات الحكومية غير الشعبية، وانسداد الأفق، وغلاء المعيشة.

وفي أقل من يوم ونصف، وفي حدود التاسعة من مساء الأربعاء 15 فبراير، على طرحها شاهد الأغنية نحو أربعة ملايين مشاهد، وهي مرشحة لتضرب رقما قياسيا في المشاهدة والتفاعل.

وتماهى عدد من المراقبين والمتابعين للشان العام المغربي مع كلمات الأغنية المؤثرة، التي حملت عنوان “مع العشران” (مع الخِلان)، وكتب أحد هؤلاء (الإعلامي والباحث نورالدين اليزيد)، على حسابه في فيسبوك يقول: “لا شك أن الوضعية المغربية الحالية المتأزمة والمتسمة بكثير من الضبابية وعدم اليقين والانتظارية القاتلة والسخط المتفاقم في أنفس المغاربة، نتيجة أولا صعوبة العيش الكريم لدى شرائح واسعة من المجتمع جراء عوامل كثيرة، وفي ظل عجز حكومة عن التفاعل إيجابا مع المواطنين في معاناتهم، بل واستفزاز كثير من مكوناتها للمواطنين، إما بالتصريحات الصفيقة المستفزة أو بالاستغلال البشع واللاقانوني للسلطة لخدمة المصالح الشخصية.. كل هذه العوامل التي يتزامن وجودها تفاقما مع شبه غياب للفاعل السياسي والمدني والنقابي والإعلامي المؤثر، بل وتواطؤ قسم كبير من هذه الفئات مع الحكومة، وهو ما خلف فراغا مهولا في الساحة، لن يؤدي إلا إلى بروز تعبيرات ساخطة ومتمردة على الأوضاع”..

وختم ذات المحدث داعيا الله باللطف: “نسأل الله أن تبقى مجرد تعبيرات في الفضاء الإلكتروني وفي التعبير عن الرأي عبر الفن والكتابة والاحتجاج السلمي وليس العاصف!!”.

وكان لافتا إثارة صاحب الأغنية المنتقدة انتباه الجمهور منذ البداية إلى أنه يعني ما يقول، والرسائل موجهة إلى من يستحقها، قائلا في بداية الأغنية تحت عنوان “تنبيه”: “كل الأحداث والشخصيات في هذا الفيلم حقيقية وليست من وحي خيال المؤلف. واللي جا قدّو السباط يلبسو”!، وهو ما لا يحتاج إلى كبير عناء لفك طلاسمه.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.