لوفيغارو: السيناريو الأسوء (الحرب) بين أمريكا وإيران لا يمكن استبعاده

0

في تحقيق له بصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قال الصحفي المخضرم جورج مالبرونو إن واشنطن لا تريد دخول حرب مع طهران وإن كانت على أهبة الاستعداد لذلك، وفي نفس الوقت ذكر أن الرياض قد أعدت بالفعل خطة لغزو إيران.

ولفت الصحفي إلى أن أميركا -التي ظلت طيلة الثلاثين سنة الماضية تنتهج مع إيران سياسة “اللاحرب واللاسلم” الحذرة- بدأت مع رئيسها الحالي دونالد ترامب ترسل إشارات تعكس تغيرا في تلك السياسة، مشيرا إلى انسحابها من الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران عام 2015، وإرسالها حاملة الطائرات أبراهام لينكولن مصحوبة بقاذفة للقنابل إلى الشرق الأوسط، وفق ما نقل موقع الجزيرة.نت.

وأضاف أن مبرر تعزيز الوجود الأميركي هو وجود “تهديد حقيقي” ضد أهداف أميركية بالعراق وسوريا، بل حتى وجود “خطة” إيرانية لاستهداف المصالح الأميركية في الخليج، حسب الصحف الإسرائيلية التي ذكرت أن جهاز الاستخبارات (الموساد) زود بها الأميركيين.

وأيا كانت حقيقة هذه “التهديدات” فإن الصحفي استنتج أن الوضع الحالي ينذر بشكل متزايد بوقوع اشتباك بين الطرفين.

ونقل في هذا الإطار عن محلل فرنسي خبير بالشؤون الخليجية قوله “ما حصل من تطورات في الأشهر الأخيرة يدفع باتجاه شيء واحد هو المواجهة” مستبعدا في الوقت ذاته “دخول إيران وأميركا في حرب” ولكنه مع “احتمال حصول انزلاق في مياه الخليج”.

وقال الصحفي المخضرم إن إيران ما فتئت تكرر أنها “لا تريد الحرب” مع التأكيد على أنها “سترد على أي هجوم يوجه لها” مما يعني حسب الصحفي أن كلا الطرفين جاهز للحرب.

وتحدث عن تطوير إيران إستراتيجية بحرية تتبنى شكلا من أشكال الحرب غير المتكافئة القائمة على زرع الألغام في مضيق هرمز، وتحرش أسراب الزوارق الإيرانية السريعة بالمنشآت البحرية الأميركية وإطلاق النار من صواريخ أرض أرض مضادة للسفن منشورة على شواطئها.

وأورد التحقيق هنا تحذير القائد السابق لقوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني اللواء علي فدوي “في حالة نشوب صراع، سنكون في كل مكان وفي أي مكان للوصول إلى أعدائنا”، وهو ما اعتبر الصحفي أن الهدف منه واضح وهو جعل “الفضاء مشبعا” لتعقيد مهمة أنظمة الدفاع الأميركية.

ونبه إلى أنه في خضم حرب العصابات البحرية هذه، يمكن لسرعة القوارب الإيرانية المسلحة بقاذفات الصواريخ أن تصل إلى 65 عقدة، وهو ما يمكن أن يسمح لعدد منها -حسب تقرير من مركز الدراسات المتقدمة للبحرية الفرنسية- أن يدمر في عملية “انتحارية” السفن الحربية الأميركية المدججة بالسلاح بدرجة أكبر ولكنها غير معدة للتصدي لمثل هذا النوع من حرب العصابات.

كما يمكن لإيران حسب الصحفي دون عناء كبير أن تضع كمية من الألغام في مضيق هرمز تجعله غير صالح للملاحة، مما يعني أن إيران -التي يقر مسؤولوها أنها لا يمكن أن تواجه قوة عظمى مثل أميركا عسكريا- إنما تريد أن يدرك عدوها أن الثمن الذي سيدفعه في حالة مهاجمته سيكون باهظا.

من يدفع للمواجهة؟

ونقل صاحب التحقيق بالصحيفة عن خبير بشؤون الخليج تأكيده أن حليفيْ واشنطن بالمنطقة (أبو ظبي والرياض) يراهنان على وقوع انزلاق ما يؤدي لمواجهة أميركية إيرانية ويريدان التحرك بسرعة قبل نهاية ولاية ترامب الحالية.

وذكر الصحفي أن ولي العهد السعودي طلب من جنرالاته إمداده بخطة لغزو إيران، ونقل بهذا الصدد عن مصدر عسكري فرنسي قوله إن لعبة الفيديو التي نشرت قبل فترة وفيها محاكاة لهجوم سعودي على إيران تدخل في هذا الإطار.

وأكد المصدر الفرنسي أن جنرالات سعوديين تحدثوا عن هذه الخطة لضباط فرنسيين قالوا إن السعودية طلبت قوارب يمكن إنزالها على الساحل الإيراني، لكن باريس حذرتهم من مغبة التفكير في مثل هذه المقامرة.

غير أن الصحفي لدى لوفيغارو نقل عن الخبير بالشؤون الخليجية قوله “إن وجود ترامب وصقور مثل جون بولتون وولي العهد السعودي بن سلمان والإماراتي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعني وجود تحالف خطير ضد إيران”.

ورغم خطورة اندلاع مثل هذا الصراع، فإن الصحيفة الفرنسية تختم تحقيقها بأن السيناريو الأسوأ لا يمكن استبعاده.

الناس-عن الجزيرة.نت

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.