مساهمة في النقاش حول الدكتور محمد الفايد!

0

نورالدين اليزيد

الحديث عن الدكتور #محمد_الفايد مجازفة، سواء أردتَ انتقاده، حيث يجب عليك أن تكون جهبذا في علوم التغذية والطب وكذا في الدين، أو أردتَ تأييده، وهو الشخصية المكونة جيدا علميا ومعرفيا ودينيا، ما يجعله وحده ليس فقط خبيرا بل أمة قائمة بالذات، بالنظر لثراء تكوينه ودرايته الواسعة بعلوم شتى بما فيها علوم اللغة والتواصل!

نورالدين اليزيد

الموضوعية تقتضي أن لا نهاجم الرجل فقط لأنه يدعو إلى الرجوع للعلاج الطبيعي، مع العلم أنه يصر على الأهلية والتكوين في من يريد إعداد وصفات من هذا العلاج المعتمد على المواد الطبيعية، وهو ما يتناسق تماما مع وصلت إليه البلدان والأمم المتقدمة، التي باتت تعتمد على العلاج الطبيعي، بعدما فتحت مؤسساتها العلمية لدراسة هذا النوع من العلاج! وفي نفس الوقت نجد الفايد يصر على محاربة الدجل والخلطات التي يقدمها بعض الأشخاص عن جهل ودون معرفة علمية..

البعض ممن يهاجمون الرجل يتهمونه باكتفائه بـ”الشفوي” البعيد عن البحث العلمي والتنظير له، وهذا فيه تزييف للحقيقة، لأن بحثا بسيطا في مسيرة الرجل العلمية يجعلك تقف عند العشرات من المقالات العلمية، الفردية والجماعية، التي أنجزها الدكتور، وبلغات مختلفة (العربية والفرنسية والإنجليزية)..

ويبدو أن إحياء التهجم على الفايد، من جديد، تأجج مع ما يروج حول تقديمه وصفات لعلاج فيروس كورونا كوفيد-19، والواقع أني عدت إلى كثير من الأشرطة التي يبثها على قناته في #يوتيوب، ووجدته يتحدث عن طرق وقاية ووصفات تقوية المناعة، لمواجه الوباء والتصدي له، وهو ما يتقاسم فيه مع كل علماء الدنيا كلها، الذين ينصحون باستعمال بعض الوسائل والمواد ومنها المواد الطبيعية أحيانا لهذا الغرض!  بينما لم أرَ من الرجل أي دعوة إلى مخالفة التعاليم الطبية الجاري به العمل وكما توصي بها بروتوكولات الدول بشأن الجائحة، سواء الوقائية أو العلاجية..

مشكلة الفايد بدأت وانطلقت منذ سنوات مِن محيطه المهني داخل معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، عندما جعله اجتهاده الدؤوب يقفز في لمحة بصر من مساعد تقني إلى أستاذ التعليم العالي درجة C، وهو ما أحرج زملاء كثيرين له، ليأتي قرار مفاجئ من وزير الفلاحة بإعفائه من مهامه وتعيينه موظفا في المركز الجهوي الفلاحي بالرباط في السلم 10، وقتها اعتبر الفايد القرار “جريمة” ولجأ إلى القضاء الذي أنصفه وحكم بإرجاعه إلى مهنته، كأستاذ جامعي.

خلال نفس المرحلة، تحديدا منذ قراره فصله في 2015، بدأت معاناة الدكتور تتسع وتتمدد، حيث ألغت قنوات تلفزيونية وإذاعية عمومية وخاصة، وبصورة مفاجئة وغير مبررة، برامج كان يشرف عليها، بالموازاة، شُنت حملة ضد تتهمه بالدجل والخلط بين العلم والدين، لكن الغريب والأنكى في الأمر هو أن لا شخصية علمية من نفس المستوى الأكاديمي للفايد ومن نفس تخصصه، كانت له الجرأة على الصدح بما يتهمه به البعض، بدعوى أن الخبراء لا يعترفون بما يقدمه من توصيات ووصفات علاج!

قد لا نتفق مع الفايد في كثير مما يصرح به أثناء شرحه لمواصفاته العلمية المستندة على المواد الطبيعية، كمبالغته في ربط ذلك بالعنصر الديني، بل والتشدد على القبض على هذا الجانب في الإنسان، وهو ما يرجع إلى تشبعه بِتربية ومبادئ خاصة محافِظة وحِفظه للقرآن الكريم، لكن ما العيب في ذلك إذا كان لا يخل بالمبادئ العلمية القائمة على البحث والتجريب، وهو ما يؤكد عليه الدكتور، ثم أليس هناك علماء متدينين بأديان أخرى يستشهدون بالتوراة والإنجيل مثلا،  ودكاترة علمانيين يمررون أثناء مزاولتهم لنشاطاتهم العلمية أشياء يؤمنون بها ويتعاطونها ويقدمونها كعلاج لبعض الأمراض أو قد تكون مساعدة على ذلك، من قبيل شرب نوع من الخمور أو ممارسة الوثنية وعبادة الأصنام (عبر نوع من اليوغا) من خلال الإيمان بالتحرر الروحي ورفض الإيمان المطلق ولو تعلق الأمر بخالق الكون!

الطريقة التي يُهاجَم بها رجل أكاديمي حاصل على أعلى الشواهد العلمية ومارس مهنة التدريس العالي بمؤسسات الدولة، دون أن تتدخل السلطات لاتخاذ ما يلزم، سواء للتحقيق معه إذا كان ما يقدم من وصفات أو نصائح “تضر بالناس”، أو لإحالة ما يقدمه على لجنة علمية مستقلة للبث فيه، يجعلك تشك في خلفيات هذه الحملات الشبه منظمة للإساءة إلى رجل مهما اختلفنا معه، فإنه يقدم أشياء تستحق الاعتبار والانتباه والتحليل والتدقيق؛ وأما أن تشن حربا على شخص فقط لأنه يخالفك طريقة التفكير، أو يشكل خطرا على مصالح خاصة تجنيها من وضعية التفكير بعقلية القطيع، فهذا ما يعتبر خطرا، ليس على الفايد لوحده، بل على كل أبناء الوطن ممن يريدون التفكير والإبداع باستقلالية، وعلى الوطن برمته..

مشكلة البعض مع الفايد، بل الطامة الكبرى، هو أنه رجل أكاديمي ومطلع جيد وخبير بمجال تخصصه، ولديه مشروع طموح ومهم يريد نقله إلى مختبرات الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، قصد التمحيص والتدريس والتدقيق أكثر، وهو مأسسة “العلاج الطبيعي” وجعله يصدر عن جهة رسمية، وبدل أن يتم الجلوس والتحاور مع الرجل ومنحه الإمكانيات اللازمة لبلورة مشروعه على أرض الواقع، ويكون ذلك بحضور خبراء من طينته يكونون نزهاء ولا يبخسون عمل الناس، فإن هذا “البعض” يشن حربا بلا هوادة على هذا الذي يفكر من “خارج الصندوق” المنمط.. وعلى غير المألوف!

ما أخشاه شخصيا أن نندم ذات يوم ونعض على النواجذ، إذا ما وجد هذا الدكتور “المنبوذ” (مع كل التحفظ للمصطلح) مِن وطنه، من يسمع له ويحتضنه من خارجه، وقد بلغني أن هناك جهات رسمية من دولة آسيوية فتحت منذ أيام فقط، ومع بداية انتشار جائحة #كورونا، قنوات اتصال مع الرجل حول مشروعه الطموح للتدريس العلمي لما يسمى #العلاج_الطبيعي العربي، الذي يصر الفايد ويأمل أن يُنسب للعرب ولوطنه الأم #المغرب، فهل من ذوي نيات حسنة ومخلصة لهذا الوطن أن يصيخوا السمع لابنهم هذا البار قبل أن تتلقفه أوطان أخرى؟ #مجرد_سؤال_بريء و #خليونا_ساكتين

عطفا على هذا..

 هادي واحد تويشية أخرى حول #الدكتور_الفايد

كنت متأكدا قبل أن أكتب تدوينة الدكتور #محمد_الفايد أنها لن تعجب الكثيرين كما ستنال رضى كثيرين، وقد نوهت بداية إلى أنها مجازفة الكتابة عن الرجل المثير للجدل، والذي أجدد التأكيد أنه لا يحتاج إلى من يدافع عنه، لأن الرجل الذي لا يجد من يقارعه بالحجة والدليل العلميين، ما دام أنه يعلن تحديه نهارا جهارا لِمن يُكذب مزاعمه دون أن يجرؤ أحد من ذوي الاختصاص على فعل ذلك، تعرف أي نوع من الرجال هو وأي قدرة له على رفع التحدي ليدافع عن نفسه وعن ما تقدم يداه من وصفات..

ونحن نؤكد لِمن يحتاج أو لا يحتاج أننا لا نزعم أن الدكتور لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من أمامه أو خلفه، ولا حتى مقتنعين بكل ما يقدمه من وصفات، فإننا نقول للأصدقاء الظرفاء الذين لم يعجبهم ما رأوه دفاعا منا عن الدكتور، أن هذا هو دأبنا.. أن ننتصر لمن تكالب عليه القوم ولمن وجد نفسه في موقف “الحكرة” دون أن يرتكب جُرما إلا ما جعلوه جريمة لغاية في أنفسهم!!

لا يضيرني أن ينقلب بعض الأشخاص في تصورهم وموقفهم من كاتب هذه الكلمات، فهذا شأنهم وحريتهم ويسعدني كثيرا أن يولي عني الأدبار من لا يستطيع فهم ما أكتب وفيما أفكر وكيف أفكر، لكن الذي يضيرني أن يسارع بعض الظرفاء الآخرين الحاملين لشعار الحداثة والاختلاف والتنوع وحرية الرأي وهلم جرا من الشعارات البراقة، أن يتحولوا إلى أكبر وأخطر كتيبة قمعية بل إرهابية لا تتردد في شحذ سكاكينهم المسمومة لاغتيال كل مخالفي رأيهم وطريقة تفكيرهم.. هنا نكون ليس فقط أمام #محاكم_التفتيش تطارد طريقة تفكير الناس، وتوزع صكوك المعقول من اللامعقول، ولكن نكون أمام جائحة ووباء وفيروس يفوق #فيروس_كورونا في القتل والتصفية والتدمير.. وهؤلاء الذين لا يؤمنون بالاختلاف في الرأي ويسارعون إلى إشهار في وجهك إما تهمة التسفيه أو العته أو التطرف أو ما شابه، هم أخطر على المجتمع وعلى المشروع الديمقراطي التعددي الذي نطمح إليه جميعا، لأنهم يظهرون عكس ما تختزنه صدورهم من تسلط واستبداد وتحجر.. و #خليونا_ساكتين

[email protected]

ملحوظة: المقالة عبارة عن تدوينتين نشرهما كاتبهما على صفحته في الفيسبوك               

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.