البوليساريو تتحدى المجتمع الدولي وتقيم مناورات عسكرية بتيفاريتي والمغرب يندد فقط

0

في تحدّ صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء ودعوات الأمين العام الأممي بتهدئة الوضع، وفي ما يشير إلى محاولة يائسة لجر المغرب إلى مستنقع حرب، أقدمت جبهة البوليساريو اليوم الأحد على القيام باستعراض عسكري في منطقة “تفاريتي” التي تعتبر البوليساريو من الأراضي “المحررة”، وذلك احتفالا بالذكرى الـ 45 لما تسميه الجبهة اندلاع “الكفاح المسلح”.

وشهد الاحتفال الذي ترأسه زعيم الجبهة إبراهيم غالي حضور “وفود وشخصيات دولية وسفراء دول صديقة وشقيقة متضامنة مع القضية الصحراوية”، وفق ما نقلت وكالة جبهة البوليساريو للأنباء.

وبدأ الاحتفال برفع “علم” جمهورية البوليساريو المعلنة من جانبها، وتميزت المراسيم بتفتيش رئيس “الجمهورية”، الأمين العام لجبهة البوليساريو القائد الأعلى للقوات المسلحة، إبراهيم غالي، للوحدات العسكرية المستعرضة، تلاها تنظيم استعراضات عسكرية لوحدات قوات البوليساريو في مختلف الاختصاصات.


وفي ردها على هذه الخطوة الاستفزازية الجديدة للبوليساريو “أدانت بقوة” وزارة الشؤون الخارجية المغربية، في بلاغ لها أمس السبت، “الأعمال الاستفزازية الأخيرة التي تقوم بها “البوليساريو” في بلدة تيفاريتي، شرق المنظومة الدفاعية للصحراء المغربية، وتعتبر أن الأمر يتعلق مجددا بخرق سافر لوقف إطلاق النار، وبتحد صارخ لسلطة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وبحسب البلاغ فإنه “بعد أن وضعهما القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، في مأزق، وأصبحا في وضع حرج بشكل فاضح، بعد تأكيد الروابط مع المجموعة الإرهابية لحزب الله، اختارت الجزائر و”البوليساريو” الهروب إلى الأمام ومنطق الإفساد، عبر مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة.

 وفي هذا السياق، فإن المملكة المغربية تدين بقوة الممارسات الاستفزازية الأخيرة التي تقوم بها البوليساريو ببلدة تيفاريتي، شرق المنظومة الدفاعية للصحراء المغربية.

وأكد المصدر ذاته أن المملكة المغربية، تعتبر أن الأمر يتعلق مجددا بخرق سافر لوقف إطلاق النار، وبتحد صارخ لسلطة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

 وفي هذا الصدد، فقد راسل المغرب رسميا، بهذا الشأن، رئيس مجلس الأمن الدولي وأعضاء المجلس، والأمين العام للأمم المتحدة والمينورسو، وطلب منهم تحمل مسؤوليتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غير المقبولة، يقول بلاغ الخارجية المغربية.

وفي الوقت الذي يدعو فيه مجلس الأمن إلى استئناف المسار السياسي بهدف التوصل إلى تسوية واقعية وبراغماتية ومستدامة للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، يورد المصدر، فإن الممارسات الاستفزازية للأطراف الأخرى تقوض بشكل جدي جهود الأمم المتحدة.


ويعبر المغرب عن الأسف لكون هذا التصعيد يتم بمباركة وتواطؤ من بلد جار، عضو في اتحاد المغرب العربي، ولكن يخرق ميثاقه في مناسبتين: بإغلاق الحدود، وباستقبال حركة مسلحة على أرضه، تهدد الوحدة الترابية لدولة أخرى عضو في الاتحاد. هذا البلد، عوض احترام قيم حسن الجوار وضوابط الاستقرار الإقليمي، يتمادى في دعم مرتزقة “البوليساريو” في عملهم المزعزع للاستقرار في خرق للشرعية الدولية.

 وبدلا من الانحسار، فإن مسؤولية الجزائر والبوليساريو أمام المجتمع الدولي ما انفكت تتفاقم، يضيف البلاغ الذي أردف، “إن المغرب يطلب رسميا من الهيئات الأممية المعنية، الإسراع بفتح تحقيق دولي من أجل تسليط الضوء على الوضعية في مخيمات تندوف، التي تديرها “البوليساريو” فوق التراب الجزائري والتي يتم فيها احتجاز مواطنينا وأشقائنا المغاربة في ظروف مزرية وغير إنسانية، وحيث يتم تحويل المساعدات الإنسانية التي يمنحها المجتمع الدولي وبيعها في أسواق البلد المضيف، لتحقيق الإثراء الشخصي لشرذمة البوليساريو.

 وخلص بلاغ وزارة الخارجية المغربية إلى القول، إن المملكة المغربية تجدد حرصها القاطع على الدفاع على وحدتها الترابية ووحدتها الوطنية، على كافة تراب الصحراء المغربية وتطلب من الأمم المتحدة وتحديدا من بعثة المينورسو القيام بواجبها إزاء الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار”.


في سياق ذلك أكد زعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، أن “القضية (الصحراوية) حققت انتصارات عديدة ومتلاحقة خلال السنوات الأخيرة، حيث تعززت مكانة الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي، مع انضمام المغرب إلى المنظمة القارية، التي أظهرت كل الصرامة في موقفها المبدئي لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال، كما تنص على ذلك القرارات الأممية منذ 1960، وتنفيذ الخطة الأممية الإفريقية لسنة 1991 بإجراء استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي”، وأضاف في كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لاندلاع الكفاح المسلح، كما سماه، أن “قمة الشراكة الأوروبية الإفريقية في أبيدجان نهاية السنة الماضية، كانت رسالة قاطعة لمحاولات دولة الاحتلال المغربي المساس من القانون التأسيسي للاتحاد وقراراته الرافضة لكل أشكال الاستعمار والاحتلال؛ والتي تنص على منع تجاوز الحدود الموروثة غداة الاستقلال، وبالتالي التشبث بعضوية ومكانة وحقوق الدولة الصحراوية داخل المنظمة القارية”، بحسب غالي.

وكان المغرب هدد في وقت سابق بأنه قد يتدخل عسكريا لردع جبهة البوليساريو غذا ما استمرت في خرق وقف إطلاق النار ونقل آليات ومنشآت إلى بعض المناطق المعزولة التي تسميها “أراض محررة”.

إدريس بادا  

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.