البوليساريو تختار استفزاز المغرب من المنطقة العازلة أياما قليلة قبل لقاء جنيف

0

اختارت جبهة البوليساريو الانفصالية إحدى نقط المنطقة العازلة لإطلاق استفزازات إلى المملكة المغربية أياما قليلة على انطلاق لقاء جنيف الذي أكدت الأطراف المعنية بنزاع الصحراء المشاركة في أفق تحريك العملية السياسية الجامدة منذ سنوات بشان الملف.

واختار من يسمى “وزير الدفاع الوطني”، في البوليساريو المدعو عبد الله لحبيب البلال منطقة ميجك المتواجدة في المنطقة العازلة والتي تدخلها الجبهة الانفصالية في ضمن ما تسميها “المناطق المحررة”، للتأكيد على ما قال القيادي الانفصالي “ضرورة مواصلة تطوير قدرات الجيش الصحراوي على كافة الأصعدة والحفاظ على جاهزيته في أعلى درجاتها لمواجهة الرهانات والاحتمالات المطروحة”.

ودعا خلال اليوم الثاني من زيارة العمل والتفتيش التي  تقوده إلى وحدات ما تسميها البوليساريو “الناحية العسكرية الثالثة بمنطقة ميجك المحررة”، إلى “التعامل بنجاح واحترافية مع كل التحديات التي تشهدها المنطقة من أجل إفشال مخططات العدو والتصدي لكل دسائسه”، في إشارة واضحة إلى المغرب واحتمال فشل لقاء جنيف.   

ووفق ما نشرته وكالة الانفصاليين للأنباء فقد تميز اليوم الثاني من زيارة العمل والتفتيش باستعراض “وزير الدفاع” الذي كان مرفوقا بقائد الناحية العسكرية الثالثة المحفوظ الزين لكتائب وفيالق الناحية وكذلك بمعاينة الأسلحة والآليات العسكرية والوقوف على مدى تطبيق الخطط المطروحة والبرامج المنبثقة عن المؤتمر الأخير للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كما  شرعت بعثة التفتيش المركزية لوزارة الدفاع الوطني بتفقد امتدادات المديريات بهذه المنطقة”.

كما ترأس القيادي الانفصالي اجتماعا موسعا مع قيادات وأركان وأطر الناحية، حيث سمح اللقاء بالاطلاع على حالة كافة الإمكانيات ووحدات الدعم والإسناد التي تتوفر عليها الناحية وتقديم تقارير مفصلة عنها، وذلك لتقييم كل التفاصيل ورفع درجة الاستعداد لتكون في مستوى التحديات والرهانات المطروحة تحسبا لأي طارئ، كما تلقى عرضا شاملا لحصيلة النشاطات التي نفذتها الناحية في إطار البرنامج السنوي لوزارة الدفاع لسنة 2018، وفق المصدر التابع للبوليساريو.

وحث القيادي في البوليساريو قادة الانفصاليين بالمنطقة على “بذل المزيد من الجهد واليقظة والاستعداد الدائم للتصدي لكل محاولات العدو المساس بأمن واستقرار المنطقة”، قاصدا التصدي للقوات المغربية في حال أرادت تغيير الوضع القائم باستيلاء العناصر الانفصالية على هذه المنطقة التي يعتبرها المغرب معزولة السلاح.


في سياق ذلك كشفت مصدر قيادي في البوليساريو عن أسماء الوفد الذي سيقابل الوفد المغربي في جنيف بعد أيام قليلة، حيث سيشارك الانفصاليون في لقاء  جنيف المنتظر تنظيمها بداية شهر ديسمبر القادم، بمدينة جنيف السويسرية، بكل ممن يسمى “رئيس البرلمان الصحراوي” خطري ادوه، وأمحمد خداد منسق البوليساريو مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية “مينورسو”.

وأكد محمد سيداتي القيادي في البوليساريو ومن يسمى “الوزير المكلّف بأوروبا”، الذي كان يتحدث إلى الصحافة الجزائرية نهاية الأسبوع الماضي، على هامش أشغال “الندوة الأوروبية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي” بالعاصمة الإسبانية، على إمكانية إضافة أعضاء آخرين لكن دون المساس بالوفد الرئيسي.

وأعرب في ذات المناسبة عن أمله في أن تشكل ما تسميها البوليساريو “مفاوضات جنيف” بينما المغرب يسميها “مائدة مستديرة” تحضرها الجزائر وموريتانيا أيضا، “انطلاقة جديدة لمسار المفاوضات بعد سنوات عجاف وأعوام من الجمود”، وقال إن هذا الأمر يبقى أساسيا مع مجيء مبعوث شخصي جديد للأمين العام الأممي، وإلحاح الولايات المتحدة ودول أخرى على اختزال عهدة “مينورسو” من سنة إلى ستة أشهر”.

ووفق مصادر مطلعة فإن إقدام البوليساريو على الخطوة الاستفزازية الجديدة من مناطق منزوعة السلاح، تعكس هدفين متناقضين لدى البوليساريو؛ أولا بوصفها رسالة إلى المجتمع الدولي لفرض مزيد من الضغط على الجانب المغربي، باعتقادها، في أفق التسريع بحل للقضية، وثانيا رغبة دفينة لدى البوليساريو لعرقلة أية جهود قد يقوم بها المجتمع الدولي من أجل حلحلة القضية خاصة في ظل استدعاء الطرف المعني بالدرجة الأولى الجزائر، ولأول مرة، للحضور إلى مائدة مستديرة كطرف مباشر وليس فقط كمراقب كما ذل في السنوات الماضية، وهذا ما كان المغرب يطمح إليه وقد تقرر خلال الجولة المقبلة في جنيف.  

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.