المغرب يلتقي اليوم وغدا وجها لوجه بخصومه في نزاع الصحراء

0

انطلقت اليوم الأربعاء، بقصر الأمم بجنيف، أشغال المائدة المستديرة حول النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة وفد مغربي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.

 وتأتي مشاركة الوفد المغربي استجابة لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، هورست كوهلر، الموجهة بتاريخ 28 شتنبر و23 نونبر 2018 للمغرب والجزائر و”البوليساريو” وموريتانيا.

 ويضم الوفد المغربي عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وسيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، وفاطمة العدلي الفاعلة الجمعوية وعضو المجلس البلدي للسمارة.

وتحت إشراف هورست كوهلر، المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، يلتقي الوفد المغربي والجزائري والموريتاني ووفد من البوليساريو الأربعاء والخميس بجنيف السويسرية في خطوة جديدة “لإحياء المحادثات” بخصوص ملف الصحراء الغربية.


ويأتي هذا اللقاء، الأول من نوعه منذ العام2012 وهو تاريخ تعليق المشاورات بين المغرب وممثلي البوليساريو، بعد سنة واحدة فقط من استقالة المبعوث الأممي للأمين العام السابق بان كي مون إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من منصبه في 2017 إثر ضغوط من الرباط التي اتهمته بـ”الانحياز”.

كما يأتي أيضا هذا الاجتماع بعد أقل من شهر على الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة “المسيرة الخضراء” دعا فيه الجزائر إلى “حوار سياسي” لحل جميع المشاكل العالقة بين البلدين.

لكن الجزائر “امتنعت” عن الرد على هذه المبادرة المغربية، فيما دعت إلى انعقاد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لاتحاد المغرب العربي.

وفي رسالة بعثها هورست كوهلر لجميع الأطراف المتفاوضة والحاضرة في اجتماع جنيف، قال فيها “لقد حان الوقت لفتح صفحة جديدة من المحادثات السياسية وإيجاد حل يرضي الجميع”.

فيما أضاف مسؤول أمني آخر مقرب من الملف لم يكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية قوله “لقاء جنيف هو بمثابة خطوة أولية لإحياء المحادثات السياسية والوصول إلى حل عادل ودائم يرضي الجميع ويسمح لشعب الصحراء الغربية أن يقرر مصيره”.


وبالرغم من الغموض الذي يلف المواضيع التي سيتم مناقشتها يومي الأربعاء والخميس مثل الوضع الراهن في الصحراء الغربية ورزنامة المحادثات المقبلة بين الطرفين المغربي والصحراوي (البوليساريو)، إلا أن تنظيم مثل هذه المحادثات يعتبر انتصارا كبيرا للمبعوث الأممي هورست كوهلر الذي يسعى إلى إعطاء دفعة جديدة وقوية لهذا الملف.

من جهة أخرى، مشاركة الوفد الجزائري الذي يقوده وزير الخارجية عبد القادر مساهل والوفد الموريتاني بقيادة وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تترجم إرادة البلدين بالدفع نحو الاتجاه الصحيح المشاورات بهدف إيجاد حل عادل لقضية الصحراء الغربية.

أما جبهة البوليساريو فقد قامت بإرسال وفد من خمسة أشخاص بما في ذلك ممثلها في الأمم المتحدة سيدي محمد عمار وقائدها خطري أدوه.

وتنظر الجزائر والمغرب إلى لقاء جنيف من زوايا مختلفة. فبينما يقول الوفد الجزائري إنه مشارك بصفة “مراقب”، فالمغرب يعتبر الجزائر “طرفا” في النزاع.

ويرى متتبعون للشأن المغاربي أن “الجولة الجديدة من المحادثات هدفها غرس الثقة بين الأطراف المتفاوضة للذهاب صوب جولة ثانية من المفاوضات ستحدد طبيعة المسار الأممي للعملية السياسية”.

وأثر ملف الصحراء الغربية على العلاقات الجزائرية المغربية. فالرباط تتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو ماديا وسياسيا وعسكريا بينما تنفي الجزائر ادعاءات المغرب معتبرة قضية الصحراء الغربية مسألة تقرير مصير لشعب سلبت أراضيه.

وقبل لقاء جنيف، سافر ديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية مؤخرا إلى الجزائر والمغرب لحث الطرفين على إظهار نية حسنة وأخذ المحادثات بمحمل الجد.

كما سافر أيضا كوهلر إلى البلدين في حزيران/يونيو الماضي والتقى بالسلطات الجزائرية والمغربية مشددا على وجود حاجة لروح جديدة من الواقعية والتنازلات بغية إيجاد حل دائم.

الناس-وكالات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.