غرداية الجزائرية تشتعل.. مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا في مواجهات طائفية
قالت مصادر طبية ووسائل إعلام رسمية يوم الأربعاء إن 22 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين العرب والأمازيغ في مدينة غرداية الصحراوية الجزائرية كما أحرقت عدة متاجر ومنازل، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأعمال العنف التي اندلعت مطلع الأسبوع هي الأسوأ منذ سنوات في المنطقة المضطربة التي كثيرا ما تتصاعد فيها التوترات بين العرب وأبناء البربر من بني ميزاب -وهم من شعب الأمازيغ في شمال إفريقيا- بسبب التنافس على الوظائف والمنازل والأراضي.
وأرسلت قوات الأمن تعزيزات في محاولة لتهدئة الاشتباكات التي تصاعدت يوم الاثنين وليل الثلاثاء.
وقال مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الاعلام “توفي معظم الضحايا بإصابات في الرأس نتيجة مقذوفات. نأمل أن يتحسن الوضع. يقوم زعماء قبائل بدور الوساطة.”
وقال مصدر طبي محلي لرويترز إن 15 شخصا توفوا متأثرين بجروحهم ليل الثلاثاء وإن أربعة أشخاص آخرين توفوا متأثرين بجروحهم في المستشفى يوم الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية يوم الأربعاء إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عقد اجتماعا طارئا مع مسؤولين كبار بالحكومة خصص لبحث الوضع في غرداية.
ونقلت الوكالة عن بيان من رئاسة الجمهورية صدر عقب الاجتماع أن بوتفليقة “دعا بمناسبة شهر الرحمة السكان المحليين بتنوعهم إلى الإسهام في عودة الهدوء والحفاظ على أواصر الأخوة العريقة التي لطالما ميزتهم.”
وقال البيان إن الرئيس “قدم تعازيه لأسر ضحايا المواجهات المذهبية.”
ويعيش معظم أبناء بني ميزاب في المنطقة الصحراوية المحيطة بولاية غرداية لكن بعضهم يقيمون في المناطق الشمالية.
ونظم نحو 70 من أبناء بني ميزاب مسيرة في الجزائر يوم الأربعاء لحث السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المواجهات.
وقال شهود إن بعض المحتجين حملوا لافتات كتب على إحداها “أنا غرداية”.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ثلاثة أشخاص توفوا يوم الاثنين معظمهم في بلدة القرارة القريبة من غرداية.
وتقع غرداية على بعد نحو 600 كيلومتر عن مدينة الجزائر ويعيش فيها العرب مع أبناء البربر من بني ميزاب.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن وزير الداخلية نور الدين بدوي وصل إلى غرداية في وقت مبكر من صباح الأربعاء فيما دعا زعماء القبائل إلى “التحلي باليقظة والحكمة”.
وذكرت مصادر طبية ومحلية أن نحو 30 شخصا أصيبوا أيضا بينهم سبعة بجروح خطيرة خلال اليومين المنصرمين كما أحرقت عدة متاجر ومنازل وسيارات.
والاشتباكات هي الأسوأ في السنوات القليلة الماضية. واندلعت أعمال عنف مماثلة في المنطقة العام الماضي مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.
إلى ذلك ذكرت بعض التقارير أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كلف الجيش بمتابعة الحالة الأمنية في غرداية لوضع حد للمواجهات واستعادة الأمن، وذلك خلال اجتماع عقده لبحث أحداث العنف الجارية في ولاية غرداية جنوب الجزائر والتي أودت بحياة 25 شخصاً وإصابة المئات.
كما كلف رئيس الوزراء عبدالمالك سلال بالعمل على إنجاز البرامج التنموية التي تم تخصيصها بهدف استعادة الوضع الطبيعي على أن تقوم النيابة بملاحقة العصابات الملثمة التي تقف وراء القتل والتخريب.
وفي وقت سابق الأربعاء أكدت مصادر طبية ووسائل إعلام رسمية مقتل وإصابة العشرات في اشتباكات بين العرب والأمازيغ في مدينة غرداية الصحراوية الجزائرية، كما أحرقت عدة متاجر ومنازل.
واندلع العنف مطلع الأسبوع، وأرسلت قوات الأمن تعزيزات في محاولة لتهدئة الاشتباكات التي تجددت بعد أن اندلعت للمرة الأولى في 2013.
واشتد القتال يوم الاثنين وليل أمس الثلاثاء. وقال مصدر بمستشفى محلي: “توفي 15 شخصا متأثرين بجروحهم الليلة الماضية”.
فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن 3 أشخاص توفوا يوم الاثنين، معظمهم في بلدة القرارة الصغيرة القريبة من غرداية.
الناس-وكالات