العسكر الجزائري يقطر الشمع على المغرب..فهل هو استفزاز للقوات المسلحة الملكية؟

0

وجّه نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي (الجيش الجزائري)، مؤخرا، تحذيرات ضمنية للمغرب على خلفية ما وصفها بـ”الدسائس والمناورات المتواصلة”، مشددًا على تأهب القوات المسلحة الجزائرية لصد كل “التهديدات والمخاطر التي تتربص بالبلاد”، وفق ما نقلت صحف جزائرية مقربة من السلطة الحاكمة بقصر المرادية.

ونقلت نفس المصادر عن وزارة الدفاع الجزائرية قولها إن نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح باشر جولة عمل وتفتيش إلى مناطق الناحية العسكرية الثالثة ببشار لمدة تدوم ثلاثة أيام.

وتشرف الناحية العسكرية محل زيارة الفريق أحمد قايد صالح على مناطق حدودية لولايتي تندوف وبشار في الجنوب الغربي للجزائر والحدود الجنوب الشرقية للمغرب، وهي المنطقة التي قالت نفس الصحف أنها متاخمة للمغرب إضافة إلى ما يسميها الإعلام المقرب من العسكر الجزائري “الجمهورية الصحراوية”.

وكشف موقع “إرم” الإماراتي في تقرير لمراسله بالجزائر عن فحوى بيان صادر عن المؤسسة العسكرية الجزائرية تحدث عن أن جولة رئيس أركان الجيش الجزائري تتوخى “تفقد” القطاع العملياتي للوقوف على مدى جاهزية القوات العسكرية ومدى انسجام “التحضير القتالي لوحدات الجيش”.

وحث الفريق أحمد قايد صالح في خطاب أمام كبار الضباط ومسؤولي الوحدات العسكرية بتندوف على “تطوير قدرات الجيش على كافة الأصعدة والحفاظ على جاهزيته في أعلى درجاتها والتكيف المستمر مع متطلبات التطوير التكنولوجي والعلمي”.

وتابع المسؤول العسكري الجزائري أن “هدف الجيش هو توفير سبل وعوامل الدفاع عن المصالح العليا للأمة في كافة الظروف”، مشددًا على “اكتساب الجزائر مناعة وهيبة تتحصن بهما من كل المخاطر والتهديدات وتصبح معهما عصية عن تكالب أعدائها عليها وعن دسائسهم ومناوراتهم المتواصلة دون هوادة”.

وبحسب بعض التقارير الواردة من الجزائر فإن كلام نائب وزير الدفاع الجزائري يحمل مؤشرات قوية على وجود مخططات خارجية تستهدف الأمن القومي للبلاد، حيث يعتقد محللون –تقول نفس المصادر- أن جزءا من خطاب رئيس أركان الجيش الجزائري “موجه للمغرب باعتبار أن المملكة متعودة على الدسائس والمكائد لجارتها الشرقية”.

إلى ذلك قال اللواء سعيد شنقريحة قائد الناحية العسكرية الثالثة في كلمة تلت خطاب قائد الجيش “إننا ملزمون بتركيز الجهود على التدريب والتحضير القتالي الجدي والفعال لأفراد تشكيلاتنا وقواتنا المسلحة وبصرامة عالية للرفع من قدراتنا القتالية وإكسابهم الفعالية اللازمة في التنفيذ، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءة عالية تعكس مدى إتقانهم لمهامهم ميدانيا تحقيقا للأهداف المسطرة”.

ويبني بعض المراقبين تحليلهم على “رمزية المكان والزمان” حيث التـأكيد من “تندوف” على أن القوات المسلحة جاهزة ومستعدة للدفاع عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية”، لأن المغرب أصلاً كانت تعتبر “هذه المنطقة” جزءً من أراضيها، رغم ترسيم الحدود من طرف الأمم المتحدة عقب خروج الاستعمار الفرنسي من البلدين.

ويعتمد هذا التحليل على اقتناء المغرب مؤخرا أسلحةً متطورةً كما سبق لشركة “رايثون” الأمريكية المتخصصة في صناعة الأسلحة أن أعلنت أنها حصلت على “صفقة مربحة لتزويد المغرب بمعدات عسكرية جد متطورة، بينها صواريخ متوسطة المدى”، وهي تستعمل أيضًا في الطائرات الحربية المصنعة من طرف “رايثون” الأمريكية حيث يتوفر الجيش المغربي على أعداد منها.

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية، توترا منذ عقود لكنه اشتد خلال الأعوام الأخيرة بسبب إصرار الجزائر على دعم ما تسميه “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، أي تكوين دولة صحراوية في أقاليم الصحراء المغربية.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.