استمرار القطيعة.. “الاستقلال” يحذر “البّام” من الترشح لرئاسة الغرفة الثانية

0

شن القيادي في حزب الاستقلال عبد الله البقالي هجوما غير مسبوق على حزب الأصالة والمعاصرة الحليف القوي لحزب الميزان في المعارضة، ووصف البقالي رغبة حزب “التراكتور” في ترشيح نائب أمينه العام عبد الحكيم بنشماش لرئاسة الغرفة  البرلمانية الثانية بأنها قد تكون “تكريسا” لبعض المعتقدات بكون حزب الأصالة والمعاصرة “ليس كباقي الأحزاب السياسية الوطنية وهو حينما يريد شيئا يناله ويحققه شاء من شاء وكره من كره”.
وقال البقالي مدير نشر جريدة “العلم” لسان حال حزب الاستقلال، في عموده اليومي (حديث اليوم)، إنه إذا كان من حيث الشكل ومن حيث المبدأ مشروعا لحزب الأصالة والمعاصرة ولغير هذا الحزب ولجميع المستشارين الفائزين في انتخابات المجلس الترشح  لشغل هذا المنصب، إلا أنه في مثل هذه الحالات لا يكفي أن يتسلح العضو أو الحزب بالأحقية للترشيح. ذلك أن الأمر يتعلق بمؤسسة تشريعية يبوئها الدستور مكانة متميزة لائقة بها، تساهم في التشريع وتمارس إلى جانب شقيقتها الغرفة الأولى في مراقبة الأداء الحكومي، ولذلك وجب التذكير أن الإقدام على خطوة الترشيح يجب أن يكون نتيجة لتحليل عميق وموضوعي للمعطيات بحيث تمكن صاحب التحليل من تكوين قناعة شاملة في هذا الصدد. 
وبحسب البقالي فلا يعقل أن يقدم شخص ترشيحه  مثلا وهو يدرك مسبقا أن جميع المعطيات المرتبطة بهذا الخصوص ضده ولا تسعفه على تحقيق هدفه، اللهم إذا كان الأمر يتعلق بترشيح نضالي صرف، كما لا يقبل، يضيف المتحدث، أن يستغل أي كان وضعه الاعتباري أو قربه من مراكز القرار لإكراه البعض على مساندته للتعدي على حقوق الآخرين.
ومعلوم أن حزب الاستقلال مدعوما بذراعه النقابية حصل على المرتبة الأولى في انتخابات أعضاء مجلس المستشارين التي جرت يوم الجمعة الماضي.

 وأكد البقالي أن حزب الأصالة والمعاصرة شغل منصب رئاسة مجلس المستشارين خلال الولاية السابقة التي امتدت خارج زمانها، ومن الصعب القبول اليوم بعودة نفس الحزب إلى نفس الرئاسة لولاية أخرى ضد الإرادة المعبر عنها خلال انتخابات مجلس المستشارين، وضد رغبة جزء كبير من الرأي العام المتطلع إلى التغيير والتداول وإن حصول غير ذلك سيكرس ويجذر بعض المعتقدات التي مكنتها كثير من الممارسات من أن تصبح سائدة مفادها أن الأمر يتعلق بحزب ليس كباقي الأحزاب السياسية الوطنية وهو حينما يريد شيئا يناله ويحققه شاء من شاء وكره من كره.
وخلص عبد الله البقالي في افتتاحيته ليوم الأربعاء والتي كانت على غير العادة أطول مما عرف عنها، إلى أن البيداغوجية الديمقراطية توجد الآن في امتحان صعب جدا وسيترتب عما سيجرى كثير من النتائج والعواقب، ومشهدنا السياسي لم يعد قادرا على تحمل هزات جديدة، بل هو في أمس الحاجة إلى سيادة حقائق جديدة تعطي الاعتبار للقيم الديمقراطية. لذلك لابد من التحلي بالتواضع ونكران الذات والاعتراف بحقوق الآخرين، هذا ما يجب على حزب الأصالة والمعاصرة أن يقوم به ويفعله الآن إذا أراد أن يفتح بابا على المستقبل.

ويأتي هذا التصعيد من قبل حزب الاستقلال ضد حليفه في المعارضة ليكرس مدى الشرخ الذي تعرفه ضفوف المعارضة وذلك مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية والجهوية التي جرت يوم 4 شتنبر، حيث فاجأ حزب الاستقلال الرأي العام الوطني بتحوله إلى دعم الحكومة التي انسحب منها في وقت سابق عبر ما يسمى “المساندة النقدية”، وذلك احتجاجا على “تصرفات” لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة لم ترق قيادة حزب الميزان.  

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.