المغرب يسعى للاستفادة من الطاقة الشمسية والمتجددة في كل المجالات
تسعى المملكة المغربية لتكثيف جهودها في تطوير انتاج الطاقة المتجددة من خلال تقديم مصادر بديلة ومستدامة.
في إطار مشروع بيئي واسع يستخدم البلد استثمارات أجنبية لتمويل مشروع للطاقة الشمسية بتكلفة تبلغ تسعة مليارات دولار في مدينة ورزازات بهدف تحويل شمس الصحراء الحارقة الى كهرباء مربحة تصدر لأوروبا.
ويشمل مشروع الطاقة الشمسية خمس محطات -منها اثنان من المقرر إقامتهما في الصحراء المغربية تنتج ما اجماليه 2000 ميجاوات. ومن المقرر أن تبدأ المحطات توليد الكهرباء في عام 2017.
ولتمويل إقامة هذه المحطات اقترض المغرب 519 مليون دولار من البنك الدولي و654 مليون يورو من بنك كيه.اف.دبليو الحكومي الألماني (بنك التنمية الألماني) والباقي من بنك التنمية الافريقي والمفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي.
ولأن المغرب من بين دول قليلة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لا تمتلك احتياطيات نفط وغاز فانه من بين أكبر مستوردي الطاقة في المنطقة.
وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط في السنوات الأخيرة فان المبالغ التي تدفعها الرباط ثمنا لاستيراد النفط من بين أكبر المبالغ التي تدفع في المنطقة.
ويأمل المغرب في أن تمكنه الطاقة المتجددة من تصدير الكهرباء لدول الاتحاد الأوروبي.
ويواجه المغرب حاليا طلبا متزايدا (يرتفع 7 في المئة سنويا) على الكهرباء وعجزا تجاريا بسبب اعتماده على واردات النفط الأحفوري.
والمغرب محظوظ لأن لديه إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
لكن وعلى الرغم من ذلك فان الكثير من المغاربة لا يستطيعون حتى الآن استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء واستخراج الماء.
فالمنازل المجهزة بألواح للطاقة الشمسية قليلة جدا بسبب تكلفتها المرتفعة وكذلك لأن الدولة لا تدعمها.
وفي المناطق الريفية حيث تستخدم الطاقة الشمسية في ضخ المياه فان المزارعين الذين يستطيعون شراء ألواح شمسية يدفعون ثمنها من جيوبهم.
وأقيمت العديد من مزارع الرياح في الأعوام القليلة الماضية لكن الامكانات لا تزال غير مستغلة على نطاق واسع.
ونجح مزارع يدعى المختار خليف في شراء ألواح شمسية ضوئية لضخ الماء الى خزان مزرعته الأمر الذي وفر عليه مالا كثيرا كان يدفعه ثمنا للكهرباء.
وقال خليف لتلفزيون رويترز “جنوب المغرب كان معروفا بشمسه الحارقة التي لم نكن نستفيد منها شيئا. في الماضي كنت أدفع فاتورة مرتفعة من أجل الطاقة أما اليوم فإنني استفدت من الطاقة الشمسية لان التكاليف انخفضت وأصبح الماء متوفرا لدي بكثرة.”
ولجعل الناس العاديين يعتادون فكرة استخدام الطاقة الشمسية نظم المغربي المهدي العلوي مدغري والفرنسي باتريك باويه المقيمان في مدينة ورزازات مهرجانا للطاقة الشمسية في المغرب.
وقال المهدي العلوي مدغري “الشمس كما البحر ثروتان كبيرتان لدى المغرب. انه بلد يحظى بقدر كبير جدا من الشمس كما أن ورزازات أصبحت اليوم قطبا رائدا في التنمية المستدامة وفي الطاقة الشمسية بفضل المركب نور. من جهتنا نساهم كفاعل ثقافي من خلال فعاليات ثقافية وفنية. وهناك أطفال يشاركون في ورشات عمل تنظمها مؤسسة أركان التي هي شريك ثقافي. كما أن هناك جانب تكنولوجي مهم كذلك.”
نظم المهرجان بين يومي 16 و18 أكتوبر وحضره كثير من رجال الأعمال المغاربة والأجانب المهتمين بقطاع الطاقة الشمسية.
وكانت مصممة المجوهرات الشمسية الفرنسية ماري موران من بين حضور المهرجان حيث عرضت أحدث مجموعاتها من الخواتم والأساور الشمسية وعلمت زوار المهرجان كيفية استخدامها.
وقالت موران لتلفزيون رويترز “المجوهرات الشمسية تمكننا من معرفة الساعة الشمسية الحقيقية. منذ الأزل كان الإنسان يبرمج انشغالاته اليومية على الشمس وخصوصا شمس منتصف اليوم. ولهذا كان علينا أن نخترع أشياء صغيرة تساعدنا على معرفة الوقت في كل مكان كالحقول مثلا.”
واستمتع زوار مهرجان الطاقة الشمسية بليلة خاصة مساء السبت (17 أكتوبر ) عندما أقيم حفل للموسيقى الكلاسيكية في الهواء الطلق.
الناس-رويترز