اتفقت مع إسرائيل بخصوص الرعايا العالقين دون علمه موازاة مع هجوم “الذباب الإلكتروني”.. ماذا تريد الإمارات من المغرب؟

0

ماذا تريد الإمارات العربية من المملكة المغربية؟ سؤال ما يزال يفرض نفسه بقوة طيلة أزيد من ثلاث سنوات الأخيرة، في ظل استمرار التوتر غير المعلن بين البلدين في أزمة غير مسبوقة بين النظامين العربيين، اللذين ظلا لسنوات قريبين أكثر انطلاقا من تشابه بنية الحُكم.

آخر تمظهرات الأزمة بين الرباط وأبوظبي جاءت على خلفية تطورات مسألة إجلاء رعايا الإمارة الخليجية من المملكة، حيث أبت أبو ظبي إلا أن تعتمد على الدولة العبرية لهذا الغرض، دون التشاور مع الرباط وهو ما أزعج الأخيرة ورفضت الفكرة جملة وتفصيلا، ليقوم ما يسمى “الذباب الإلكتروني” بحملة مسعوة ضد المملكة المغربية ورموزها، وفق بعض التقارير.

سيناريو الأزمة الجديدة

الحكاية، وفق مصادر إسرائيلية، بدأت في الآونة الأخيرة عندما رفض المغرب الترخيص لنقل مواطنين إماراتيين وإسرائيليين دفعة واحدة، بعد أن قررت حكومتا “أبو ظبي” و”تل أبيب” إجلاء رعاياهما العالقين بالمملكة المغربية دفعة واحدة، وهو ما يبدو أنه فاجأ الرباط التي لم تقبل أن تتواصل الإمارات وإسرائيل في غيابها وتتفقا على الخطوة، وهو ما يعتبر مسا بالسيادة الوطنية للمغرب وإهانة لها.

رفض المغرب أدى إلى استمرار العشرات من الإسرائيليين عالقين بالمغرب الذي رفض الترخيص لهم بالتوجه إلى إسرائيل، وذلك بعدما تكشفت الأمور للمملكة، وفي ظل إغلاق الرباط حدودها الجوية والبرية بسبب جائحة فيروس كورونا، وهو ما كان يقتضي اتفاقا تشارك فيه كل الأطراف ولاسيما الدولة المستقبلة التي هي المغرب، ما أدى إلى أزمة وإفشال عملية الإجلاء للإسرائيليين على إثر التدخل الإماراتي الملتبس.

وبحسب إحدى الإذاعات الإسرائيلية فإن الإمارات العربية أجْلَت أغلب مواطنيها من المغرب، وبقي هناك 74 وكانت تخطط لإجلائهم لاحقا، وعلمت الإمارات بوجود سياح إسرائيليين عالقين في المغرب، فاتفقت مع إسرائيل على القيام بعملية إجلاء مشتركة في رحلة طيران على متن طائرة إماراتية تضم السياح الإماراتيين والإسرائيليين.

وافقت إسرائيل على رحلة الطيران المشتركة بسبب رفض المغرب استقبال رحلات شركة “العال الجوية”، وبحسب الإذاعة فإن المغرب غضب كثيرا جراء هذا الاتفاق الذي تم دون استشارته واعتبره إهانة له، لأن الأمر كان يتطلب استشارة الرباط منذ البداية للقبول أو الرفض.

ووفق مصدر إسرائيلي آخر فإنه رغم قيام الإمارات بإجلاء 180 من مواطنيها، إلا أن 74 ما زالوا عالقين في المغرب، وبحسب ما ورد في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية فقد حاولت الإمارات مع عدة دول أخرى القيام بخطوات مماثلة، إلا أن محاولاتها قد فشلتن ولكن تم أخيرا الاتفاق مع إسرائيل، لكن في غياب المغرب البلد المستقبل، وهو ما ازعج الأخير.

وبسبب التدخل الإماراتي “المشبوه فيه” يستمر الإسرائيليون في الإقامة بفنادق مراكش والدار البيضاء نتيجة تسرع الإمارات العربية وعرض خدماتها على إسرائيل، مع العلم أن المغرب كان قد رخص لعشرات الرحلات الجوية لإجلاء السياح من مختلف الجنسيات، ولكن بترتيبات مسبقة بين الأطراف المعنية.

وكشفت المصادر الإسرائيلية أن موقف الرباط التلقائي أزعج الإمارات، ولعل ذلك هو ما جعل ما يسمى “الذباب الإلكتروني”، وهو حسابات إلكترونية مجهولة الهوية ويتهما المراقبون بأنها تعمل لفائدة الغمارات والسعودية، تنخرط في حرب هوجاء ضد المملكة المغربية، وقادت حملة تشهير وساعة ضد المغرب ورموزه، وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، علما أن علاقة الأخير حتى الأمس القريب بحاكم أبو ظبي محمد بن زايد كانت وطيدة، وبالرغم من الأزمات المتتالية في السنوات الاخيرة فقد كانت هناك زيارات متبادلة، على علاتها، وآخر لقاء بين القيادتين كانت قبل أسابيع قليلة بالرباط عندما زار الملك محمد السادس ولي عهد أبو ظبي بمقر إقامته الخاصة بالمملكة.

وتأتي هذه الحملة الشعواء على رموز المملكة ليتأكد من جديد حجم الأزمة الصامتة بين البلدين، والتي لم تفلح كل المحاولات التي قامت بها المملكة المغربية، من جانبها، في اتجاه تبديد سوء الفهم الناجم بسبب موقف المملكة من عدد من القضايا الإقليمية المختلفة بوجهة نظر الإمارات، وبالخصوص موقف الرباط من حصار بعض دول الخليج ومهم مصر لقطر، حيث ما فتئ التقارب بين الرباط والدوحة يتوطد أكثر، وآخر مظاهره إبرام اتفاق بينهما قصد مشاركة قوات الأمن المغربية في تأمين تنظيم مونديال قطر 2022، وهو ما يزعج الجيران الخليجيين لقطر، ولاسيما الإمارات والسعودية ومعهما البحرين.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.