اقتحمتن قوات الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى فجر الأربعاء واشتبكت مع عشرات المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وتقول الشرطة إنها نفذت مداهمة قبل الفجر بعد تحصن من وصفتهم بـ”المحرضين” داخل المسجد ورشقهم للشرطة بالألعاب النارية والعصي والحجارة.
ويقول فلسطينيون إن 14 شخصا أصيبوا بعد أن استخدمت الشرطة قنابل الصوت والرصاص المطاطي لإخلاء المجموعة، وإن الشرطة قبضت على 350 شخصا.
وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى بدعوى وجود من وصفتهم بالمحرضين داخله، وذلك قبل ساعات من دخول عيد الفصح اليهودي الذي يتم الاحتفال به من الخامس إلى 12 أبريل الجاري.
خطير خطير خطير ومؤلم جدا
النساء تصرخ تحت وقع الهروات وأعقاب البنادق… الاحتلال يعتدي الآن بوحشية شديدة على المصلين صغارا وكبارا، داخل المصلى القبلي في #المسجد_الأقصى المبارك!!!
"لمثل هذا يموت القلب من كمدٍ.. إن كان في القلب إسلام وإيمان".!!#الأقصى_يستغيث pic.twitter.com/VBtJFWNE2W
— رضوان الأخرس (@rdooan) April 4, 2023
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا خلال الاقتحام، وإن قوات الاحتلال منعت أطقمه الطبية من الدخول إلى المسجد لإسعاف المصابين، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا على المسعفين وعلى سيارات الطواقم وحطموا زجاج عدد منها.
وعقب إخراج المعتكفين والمصلين بعد أدائهم صلاة الفجر اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت إلى اقتحام الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
ورصدت حركة “عائدون إلى جبل الهيكل” المتطرفة مكافأة قدرها نحو 5 آلاف دولار لكل مستوطن يتمكن من ذبح قربان الفصح داخل المسجد الأقصى.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مساعي دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في المسجد الأقصى.
المرابطون بصوت رجلٍ واحد
"لبيك يا أقصى.. بالروح بالـ ـدم نفديك يا أقصى"#المسجد_الاقصى pic.twitter.com/XyuscCi0gd
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) April 5, 2023
وأطلقت تسعة صواريخ على الأقل من قطاع غزة في وقت لاحق على إسرائيل، وسمع دوي صفارات الإنذار بالقرب من سديروت.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه اعترض خمسة صواريخ و”سقطت أربعة أخرى في مناطق مفتوحة”.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاق النار حتى الآن، لكن يعتقد أن حركة حماس وافقت على إطلاق النار.
وحذر نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري من أن “الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيكون له ثمن باهظ، وسنحرق الأرض تحت أقدامهم (الإسرائيليين)”.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن طائراته الحربية استهدفت مواقع النشطاء.
وبدأت الاشتباكات في القدس الشرقية المحتلة بعد أن تحصن عدد من المصلين الفلسطينيين في المسجد بعد صلاة التراويح.
وتظهر اللقطات التي صورت من داخل المسجد الألعاب النارية التي أطلقها المتحصنون.
وقالت شرطة الاحتلال إن المتحصنين رشقوها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة ضابط شرطة.
ويظهر مقطع فيديو آخر أفراد الشرطة الإسرائيلية وهم يضربون فلسطينيين بالعصي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق إن القوات الإسرائيلية تمنع مسعفيه من الوصول إلى المسجد.
وكان نشطاء فلسطينيون قد دعوا في وقت سابق المسلمين إلى التحصن في المسجد وحمايته بعد ورود تقارير تفيد بأن المصلين اليهود يريدون ذبح قرابين من الماعز في الحرم بمناسبة عيد الفصح الذي يبدأ الأربعاء.
وقد تصاعد التوتر في بداية هذا العام بين الجانبين وأودى الصراع بحياة أكثر من 90 فلسطينيا و15 إسرائيليا.
مشاهد مروعة ومؤلمة.. بكاء وخوف الحرائر وصرخاتهن أثناء عدوان قوات الاحتلال عليهن في #المسجد_الأقصى المبارك قبل قليل!!! #الأقصى_يستغيث pic.twitter.com/6uD9GwiJoe
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) April 5, 2023
إدانات عربية..
وأدانت الجامعة العربية الأربعاء اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومهاجمة المصلين والمعتكفين بداخله والقبض على نحو 400 فلسطيني.
وقال البيان الصادر عن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن هذه التصرفات التي وصفها بغير المسؤولة في الأماكن المقدسة تمس مشاعر ملايين المسلمين حول العالم خاصة في شهر رمضان.
ودعا البيان المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن للتحرك العاجل من أجل وقف التصعيد الإسرائيلي الذي ينذر بإشعال الأوضاع في الأراضي المحتلة، على حد وصفه.
وقال البيان إن التوجهات التي وصفها بالمتطرفة التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية ستؤدي إلى مواجهات واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع لها حد.
من جهتها أدانت السعودية ومصر وقطر والأردن، اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى فجر الأربعاء واعتداءها على المصلين، وحملت تل أبيب مسؤولية تصاعد العنف وتقويض جهود التهدئة.
جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن وزارات خارجية البلدان الأربعة، بعد ليلة شهدت توترا شديدا في المصلى القبلي، حيث اعتدت الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المصلين والمعتكفين واعتقلت 350 منهم.
ولحد تحرير هذا الخبر التزمت الرباط الصمت تجاه هذه الأحداث، علما أن العاهل المغربي محمد السادس يترأس لجنة القدس، ولا يعرف ما إذا كانت المملكة ستندد بهذا الاقتحام للأقصى أم ستلتزم الصمت مراعاة لعلاقاتها مع تل أبيب.
وقالت الخارجية السعودية إن “المملكة تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددا من المواطنين الفلسطينيين”.
وأضافت: “المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، تعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.
وجددت المملكة “التأكيد على موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
من جانبها، أدانت الخارجية المصرية بأشد العبارات الاقتحام، وما صاحبه من “اعتداءات سافرة أدّت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين بما فيهم النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية”.
وحمّلت مصر في بيان خارجيتها “إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوّض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين”.
وطالبت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل في بيان بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين، كما وصفت مصر هذه المشاهد بالبغيضة والمستنكرة.
بدورها، أدانت الخارجية القطرية بأشدّ العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وتخريبه والاعتداء على المصلين ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
وأضافت أنها “تعتبر هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تصعيدًا خطيرًا وتعديًا سافرًا على الأماكن المقدسة وامتدادًا لسياسة تهويد القدس واستفزازًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان”.
كما حمّلت الخارجية القطرية إسرائيل “مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن سياساتها الممنهجة ضد حقوق الشعب الفلسطيني”، وحثّت المجتمع الدولي على “التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات”.
وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الأردنية اقتحام الأقصى والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه، وطالبت إسرائيل بـ”إخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً”.
ونقلت الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها السفير سنان المجالي قوله، إن الاقتحام “يعدّ انتهاكًا صارخًا وتصرّفًا مًدانًا ومرفوضًا”.
وطالب المجالي إسرائيل “بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها”.
كما شدد على أن “إسرائيل تتحمّل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوّض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد أمن والسلم”.
ذبح قرابين في الأقصى احتفاء بعيد الفِصح..
في بيان صدر عن مؤسسة تراث حائط المبكى (البراق)، أعلن كبير حاخامات إسرائيل الثلاثاء حظر حمل القرابين الحيوانية في عيد الفصح اليهودي للتضحية بها عند المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
جاء ذلك “في أعقاب ورود أنباء عن نية يهود متطرفين إحضار قرابين عيد الفصح إلى المسجد الأقصى”.
وقال البيان “بتوجيه من الحاخام شموئيل رابينوفيتش حاخام حائط المبكى والأماكن المقدسة، سنعمل على منع جلب الحيوانات إلى منطقة وساحة باب المغاربة” المؤدي الى حائط المبكى والمسجد الأقصى.
يقع حائط المبكى وهو أقدس موقع يمكن لليهود الصلاة فيه، أسفل المسجد الأقصى في الحرم القدسي الشريف. والمسجد الأقصى هو ثالث أقدس موقع في الإسلام، في حين يطلق عليه اليهود اسم “جبل الهيكل” ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم.
يبدأ عيد الفصح اليهودي الأربعاء ويتم عادة التضحية بالأغنام والماعز عشية العيد. في السنوات السابقة حاول نشطاء يهود تهريب الحيوانات إلى المسجد لإعادة تمثيل الذبيحة كما هو موصوف في الكتاب المقدس اليهودي.
ودعت جماعة أمناء جبل الهيكل وهي جماعة يهودية متطرفة إلى “حمل القرابين والتضحية بهم على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ومن ينجح بهذه المهمة المقدسة يربح 20 ألف شيقل”، أي 5570 دولارا أمريكيا.
وكانت الشرطة قد أعلنت الإثنين أنها “القت القبض على مسؤول الجماعة كإجراء وقائي”. والثلاثاء أعلنت الشرطة توقيف شخصين متحدرين من جنوب إسرائيل ووسطها، على مقربة من مجمّع الأقصى بحوزتهما ماعز.
ونشر الحاخام الإسرائيلي لليهود الشرقيين يتسحاق يوسف الثلاثاء مذكرة تمنع المصلين من زيارة الأقصى لأنه “انتهاك صارخ للقانون اليهودي”.
يتزامن عيد الفصح هذا العام مع شهر رمضان عند المسلمين الذي يجتذب حشودا غفيرة للصلاة في المسجد الأقصى. وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة الإثنين “إن تخطيط المستوطنين الصهاينة لذبح القرابين وتدنيس المسجد الأقصى يصب الزيت على النار ويتحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تداعياتها”.
والمسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه والصلاة فيه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لهم.
والثلاثاء دعت الشرطة الإسرائيلية إلى “عدم مجاراة مجموعات متطرفة تحاول أو تدعو إلى كسر الممارسات المتّبعة في جبل الهيكل”.
الناس/وكالات
[…] دول عربية أخرى والجامعة العربية أدانت من جهتها يوم الأربعاء اقتحام القوات الإسرائيلية […]