بعد تصريحاته المثيرة.. النظام الجزائري يعتقل القيادي في البوليساريو سيد البشير وأخبار عن مصير مجهول ينتظره

0

تناقل نشطاء صحراويون ومعارضون جزائريون مقيمون بالخارج أخبارا تفيد بتوقيف القيادي في البوليساريو مصطفى سيد البشير، مباشرة بعد حلوله بمطار هواري بومدين، قادما من أوروبا، في أعقاب قيامه بزيارة لعدد من الدول الأوروبية، منها فرنسا، التي أطلق فيها تصريحات مثيرة وغير مسبوقة، عبر فيها عن كرهه للجزائر، ونفيه أن تكون هناك حكومة ووزراء صحراويون، وأنهم مجرد لاجئين يعيشون على المساعدات الجزائرية.

وكشفت ذات المصادر أن مصطفى سيد البشير الذي يشغل منصب ما يسمى “وزير الأراضي المحتلة والصحراويين بالخارج”، بمجرد وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة الدولي، وجد فرقة من المخابرات الجزائرية في استقباله، وسرعان ما انتزعوا منه جواز السفر الدبلوماسي الذي تمنحه له ولزملائه من قادة البوليساريو السلطات الجزائرية، واقتيد على مكان مجهول.

وجاء تعامل السلطات الجزائرية مع هذا القيادي الصحراوي، بهذه الصرامة، والتي يجهل عما ستسفر عنه الأبحاث الذي سيجريها معه المحققون التابعون للمخابرات الجزائرية، بعد تصريحاته المثيرة قبل أزيد من أسبوع ضاحية باريس مع مجموعة من الصحراويين في أوروبا، والتي من بين ما قال فيها إن “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ليست دولة”، وإن الجميع مجرد لاجئين وأن إبراهيم غالي ليس رئيسا وإنما هو لاجئ مثل الجميع، واسمه في اللوائح الدولية للاجئين هو غالي سيد مصطفى ولا يوجد هناك “إبراهيم”.

واستغرب نشطاء صحراويون ومعارضون جزائريون مقيمون بالخارج من سقطة القيادي في البوليساريو ومما سموه الخطأ الفادح والقاتل، بعدما قرر العودة إلى الجزائر عقب تصريحاتها الخطيرة، معربين عن تخوفهم من أن يكون مصيره الاغتيال تماما كما فعلت المخابرات الجزائرية الدموية مع غيرها من القادة الصحراويين.

وكان مصطفى سيد البشير قد صرح بالقول: “أنا لست وزيرا للأراضي المحتلة، أنا مجرد لاجئ في دائرة المحبس، وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر، علينا أن نكون واقعيين، كما أن رئيس وزرائنا بشريا بيون ليس رئيسا للحكومة”.

كما شدد على أن “إبراهيم غالي هو أيضا لاجئ في دائرة الكويرة ومسجل باسم غالي سيد المصطفى وليس هناك إبراهيم.. ولا يعتبر حتى إطارا لدى غوث اللاجئين التي تعطي التمويل”، مؤكدا أن “وكالة اللاجئين لا تعتبره رئيسا لدولة أو مسؤولا كبيرا”، ومبرزا أن “كل الصحراويين هم لاجئون يعيشون بفضل مساعدة الجزائر”.

وقال مصطفى سيد البشير كذلك “نحن لا يجب أن نخطأ، حكومة في المنفى ولاجئة عند الجزائر، الجزائر لديهم وزير خارجية، وهل “ولد السالك” وزير خارجية آخر في الجزائر؟، هذا يجب أن تفهموه. ووزيرنا الأول يسمى بشرايا بيون، وليس اسمه عبد العزيز جراد.

وأكد مصطفى سيد البشير “هذا غير معقول، نحن لاجئون، أنا تسمونني وزير الأرض المحتلة، وأنا في سجلات غوث اللاجئين اسمي مصطفى ولد سيد البشير، لاجئ بدائرة المحبس .”

وأضاف وزير البوليساريو هذه مجموعة من الألقاب، نحن حين نذهب للجزائريين فنحن نطلبهم (نتسول) وقد أكثرنا من الطلبات وطال زمن الطلب .

وبنبرة يائسة تشير إلى قرب نهاية جمهورية الوهم القائمة على الاستجداء واستبلاد المحتجزين بالمخيمات قال سيد البشير “اليوم لا يوجد أحد منكم لديه أب مشلول منذ عام أو أم مشلولة، إلا ويجب أن يكون قادرا على التحمل، فما بالك بالجزائر، 46 أو 47 سنة نطلبهم لعلاج المرضى، نطلبهم التدريب للرجال، نطلبهم السلاح، نطلبهم الوقود، نطلبهم الغاز، نطلب التذاكر، ونحن لا نساعد في أنفسنا، وتحركاتنا كثيرة في الزمن الأخير، ولا نعرف إلى أين نسير، الحمد لله أننا لسنا كثيرين، كما قال .

ويضيف القيادي في البوليساريو في لحظة بوح صريح “الناس لا تعرف أين تذهب، تجد الشخص يذهب صباحا من عند أهله وينطلق إلى الرابوني، في مساء اليوم يعود بالاعتماد على الوقوف في الطريق طلبا لنقله من طرف إحدى السيارات، والمشكل أنه يعود دون أن يأتي بشيء معه. وقبل الاجتماع كنت أمازح أحدهم ربما يكون الآن في القاعة، قلت له إنني أعتقد أن ما تحصلون من أموال بأوروبا يذهب فقط في النقل” !

وأثار المسؤول الانفصالي في نفس الاجتماع قضية تتعلق باستحواذ الجزائر على جوازات السفر لعناصر البوليساريو التي يتم الحصول عليها عن طريق الرشاوى عبر جهاز أحدثته وزارة الخارجية الجزائرية، ومهامه غير واضحة.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.