قال إن الفساد أكبر من الدولة.. رئيس الحكومة اللبنانية يعلن استقالة حكومته بعد انفجار بيروت
تقدمت الحكومة اللبنانية باستقالتها، اليوم الاثنين، وذلك وسط موجة عارمة من الغضب جراء الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة بيروت الأسبوع الماضي.
وتم اتخاذ قرار الاستقالة أثناء اجتماع للحكومة يومه الاثنين 10 أغسطس الجاري، حسبما قال وزير الصحة لوكالة رويترز للأنباء في وقت سابق.
وأسفر الانفجار عن مقتل 200 شخص على الأقل، وإصابة 6 آلاف، وتشريد نحو 300 ألف.
وقالت السلطات اللبنانية إن الحادث كان نتيجة انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مرفأ بيروت لست سنوات.
وقوبل قرار الاحتفاظ بهذه الكمية الكبيرة من تلك المادة في مستودع قريب من وسط المدينة بحالة من الغضب وعدم التصديق من قبل عدد كبير من اللبنانيين، الذين يتهمون الصفوة الحاكمة بالفساد، والإهمال، وسوء الإدارة.
ومباشرة بعد إعلان استقالته اليوم، توجه رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب إلى القصر الرئاسي حيث سلمها إلى الرئيس ميشال عون.
ويأتي ذلك بعد سويعات من قرار الحكومة إحالة ملف انفجار مرفأ بيروت إلى أعلى مجلس قضائي في البلاد ينظر في جرائم أمن الدولة.
وبحسب الدستور، بعد الإعلان عن الاستقالة يتوجه رئيس الحكومة إلى قصر بعبدا مقر رئاسة الجمهورية ليقدمها للرئيس، وبعدها يصدر الأخير مرسوما بإقالتها ثم تكليفها بتسيير الأعمال.
وقال دياب في مؤتمر صحفي “نتراجع خطوة إلى الوراء كي نخوض معركة التغيير مع الناس، لذلك أُعلن اليوم استقالة هذه الحكومة والله يحمي لبنان”.
وأكّد في كلمته أن “منظومة الفساد أكبر من الدولة والدولة مكبلة بالمنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها وانفجر أحد نماذج الفساد في مرفأ بيروت”.
وقال “وصلنا اليوم إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد وهمُّنا الأول التعامل مع التداعيات وتحقيق سريع يحدد المسؤوليات واليوم نحتكم الى الناس ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة المختبئة منذ سبع سنوات”.
ولفت دياب إلى أنّ حجم المأساة أكبر من أن يوصف لكن البعض لا يهمه من كل ما حصل إلا تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية الانتخابية، معتبرًا أنّه “كان يفترض أن يخجلوا لأن فسادهم أنتج هذه المصيبة والله أعلم كم مصيبة موجودة تحت عباءة فسادهم”.
وشدّد على أنّ المطلوب تغييرهم لأنهم هم المأساة الحقيقية للشعب، قائلا “حاولوا تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار والدَّين العام فعلا “اللي استحوا ماتوا” وهذه الحكومة بذلت جهدا لوضع خريطة طريق، وكل وزير في الحكومة أعطى أقصى ما عنده”.
وأكّد دياب “ليست لنا مصالح شخصية وكل ما يهمنا هو إنقاذ البلد وتحمّلنا الكثير من الإهانات ورفضنا استدراجنا إلى سجالات لأننا أردنا العمل”.
وقبل إعلان دياب الاستقالة، قدّم وزير المالية غازي وزني استقالته، ليكون الوزير الرابع المستقيل عقب انفجار مرفأ بيروت الضخم الذي أوقع نحو 160 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وسبب دمارا هائلا في العاصمة اللبنانية.
وسبق وزني كل من: وزيرة العدل ماري كلود نجم، ووزير البيئة دميانوس قطار، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد؛ على خلفية غضب شعبي عارم يطالب بإسقاط كل التركيبة السياسية في البلاد.
وتتألف الحكومة اللبنانية من 20 وزيرا. وبموجب القانون، لا بد من استقالة أكثر من ثلث أعضائها لتسقط حكما.
الناس/وكالات