نورالدين اليزيد
“نويطات” (ملاحظات دقيقة) حول الـ”ملاك” الطفلة “لَمْزرْفة” (المُورّطة) !!
الأولى: كون الطفلة قاصرا فهذا لا يعني أنها فوق القانون، وإلا فلِم وُضعت قوانين خاصة بالأحداث (القُصر)؛ والأصح والأصوب أن نناقش مدى ضلوعها وتورطها في المنسوب إليها وأفراد عائلتها، وكذا نناقش مدى توافر وتوفر شروط المحاكمة العادلة؛
الثانية: القانون لم يكن دائماً قاعدة مجردة خشنة وقد يكون الهاجس الإنساني عنصرا حاسما أحيانا في إصدار الأحكام، فيكون التخفيف أو حتى الإعفاء من إنزال العقوبة النهجَ الذي يسير عليه قضاة إذا رأت سلطتهم التقديرية أن ذلك لن يشكل تهديدا للقاعدة القانونية وللأمن القانوني والقضائي وللمؤسسات الدستورية للدول، وبالتالي لن يهدد الأمن المجتمعي!
يعتبر سقوطاً تهافتُ العديد من الأقلام والنشطاء، والذين بين غالبيتهم وبين الدولة أو مسؤولين معينين حساب بل و”ثأرٌ” متواصل ينتظرون فقط “الدوائر/المنعطفات لتصفيته ، فيسارعوا إلى رسم صورة سوداوية في كل مناسبة بقصد النكاية بالخصوص، وتلطيخ صورة المؤسسات والمسؤولين، وبتماه مستفز بل ووقح أحيانا مع أعداء الوطن؛ ولا يهم هؤلاء طبعا لا موقوفون ولو كانوا قُصرا ولا هم يحزنون، وإنما همهم فقط الظهور بمظهر جهابذة الرأي والمدافعين عن الحقوق، وفي قرارة أنفسهم وهدفهم هو أن يغيظوا “خصومهم” من المسؤولين، حتى ولو كان ذلك على حساب سمعة الوطن!
الثالثة: وتبَعاً للنقطة السالفة وحرصا على سمعة المؤسسات والدولة واتقاء لشبهة كون الدولة ارتضت لنفسها أن تنزل إلى درك الانتقام الذي هو ميزة الأفراد، فإن حالة “ملاك” كان ينبغي معالجتها بطريقة أفضل وأمثل، بحيث تتابع مثلا وهي في سراح في أحضان ودفء أسرتها، لاسيما في ظل حالتها المرضية التي تتعدى إنسانية كونها طفلة!
الرابعة: ولأننا لسنا لا مِن طابور أصحاب الكأس الفارغة الذين يتربصون الدوائر بالدولة والمؤسسات، ولا مِن جوقة “المطبلاتية” (المطبِّلون) الذين يرون أن الحكومة والدولة لا يأتيها الباطل لا من أمامها ولا من خلفها ولا من بين أيديها، فإننا نوضح التالي:
1- حديث جمعية حقوقية (الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) علنا عن أن الدولة بتوقيفها أفرادا من عائلة “التكتوكر”/”اليوتوبر” هشام جِراندو المقيم بكندا، هو من باب “الانتقام” لأنه “يحارب الفساد”، كما قالت، هو سقطة حقوقية وأخلاقية، وسقوط لورقة توت أخرى عن عورة الجمعية لتبدو بوضوح أدوارها السياسية البعيدة كل البعد عن ما هو حقوقي، ولتكرس الاتهامات بالتورط في النشاط السياسي الذي بات يفقدها مصداقيتها، تماما كما خرج رئيسها قبل أيام وفي مناسبات كثيرة يعبر عن مواقف سياسية مستفزة لغالبية المواطنين بشأن قضية الصحراء!
2- كذلك يعتبر سقوطاً تهافتُ العديد من الأقلام والنشطاء، والذين بين غالبيتهم وبين الدولة أو مسؤولين معينين حساب بل و”ثأرٌ” متواصل ينتظرون فقط “الدوائر/المنعطفات لتصفيته ، فيسارعوا إلى رسم صورة سوداوية في كل مناسبة بقصد النكاية بالخصوص، وتلطيخ صورة المؤسسات والمسؤولين، وبتماه مستفز بل ووقح أحيانا مع أعداء الوطن؛ ولا يهم هؤلاء طبعا لا موقوفون ولو كانوا قُصرا ولا هم يحزنون، وإنما همهم فقط الظهور بمظهر جهابذة الرأي والمدافعين عن الحقوق، وفي قرارة أنفسهم وهدفهم هو أن يغيظوا “خصومهم” من المسؤولين، حتى ولو كان ذلك على حساب سمعة الوطن!
كما قلنا ونقول دائما، لو لم تُعقَد نوايا ورغبات سيئة في إضعاف المؤسسات الإعلامية، سواء باستقطاب غالبيتها إلى جوقة العازفين للمعزوفة الخالدة “قولوا العام زين…”، أو بإعدام ما قلّ منها وقد كان يلتزم بخط تحريري موضوعي ومحرَّر من إغراءات السلطة، لكنا أمام منابر إعلامية قوية تستهوي المصادر وأصحاب الشكاوى لنشر ما يعانون منه أو يرون أنه فساد، ولَمَا كان اليوتوبرات هم البديل وهم القبلة لنشر غسيل المؤسسات والمسؤولين والشخصيات المجتمعية البارزة!
3- الاصطفاف الأعمى وراء الجهات الرسمية وترديد “آمين” دائما، حتى لَما تُصدر قرارات خاطئة أو على الأقل مشكوكا في موضوعيتها وقانونيتها، يعتبر استغباء واستِبلاداً للرأي العام؛ ولعل أصحاب هذه المهمات التلميعية والتضليلية هم من بين المسببات الرئيسية التي أفرغت الإعلام الوطني من محتواه، بحيث لم نعد نرى إلا إعلاما مُصفّقا ومطبلا يفتقد لآليات نقدية ويكون إعلاما مُنفرا لا مستقطِبا، وهذا ما جعل الإقبال يكون أكبر وأخطر على يوتوبورات وتكتوكرات خرجوا من العدم ولا يعرفون أو يميزون بين السب والقذف والطعن في الأعراض وبين العمل الصحافي والإعلامي التنويري. بل الأنكى والأمر أن جهات رسمية باتت تتماهى مع هذا النوع الجديد من “الإعلاميين” الجُهل الجاهلين بأدبيات الإعلام، ومنهم حتى أنصاف أو أشباه رجال أو أشباه نساء، فتمنحهم الضوء الأخضر ليعيثوا فسادا في البلاد والعباد، بعدما كانوا سابقا يتهجمون على المؤسسات وحتى على الجهات التي باتت تتغافل وتتغاضى اليوم عن هؤلاء رغم كل ما يقومون به من مساس بأعراض الناس!!
4 – وتبعا للنقطة السالفة، وكما قلنا ونقول دائما، لو لم تُعقَد نوايا ورغبات سيئة في إضعاف المؤسسات الإعلامية، سواء باستقطاب غالبيتها إلى جوقة العازفين للمعزوفة الخالدة “قولوا العام زين…”، أو بإعدام ما قلّ منها وقد كان يلتزم بخط تحريري موضوعي ومحرَّر من إغراءات السلطة، لكنا أمام منابر إعلامية قوية تستهوي المصادر وأصحاب الشكاوى لنشر ما يعانون منه أو يرون أنه فساد، ولَمَا كان اليوتوبرات هم البديل وهم القبلة لنشر غسيل المؤسسات والمسؤولين والشخصيات المجتمعية البارزة!
5- ليس كل الأطراف في المعادلة التي أصبحنا عليها اليوم ملائكة، كما ليسوا كلهم شياطين، لكن تمادي هذا الطرف أو ذاك في التطرف لمواقفه، ورغبته في إعدام المواقف الأخرى قد ينزع عنه صفة الملاك فيصبح بالتأكيد شيطانا رجيما والعياذ بالله!!
“النويطة” الخامسة والأخيرة: هشام جِراندو هنا (الفيديو أسفله) يوضح “بوضوح” ما قلناه ونقوله دائما؛ طريقة المعالجة الهاوية وغياب أو تغييب الكفاءات المهنية وسيطرة السذج الذين لا يفقهون في مجال الإعلام والتواصل والتواصل الحديث (سيطرتهم) على تدبير مثل هذه الملفات الجماهيرية… كل هذا هو ما قادنا إلى صناعة “مؤثرين” يستقطبون الرأي العام بقوة؛ من طينة هذا المتحدث والآخرين ومنهم حتى مَن ذكره المتحدث (خونا د اسبانيا، ويقصد الـ”زا…ل”/الصورة) الذي بعدما سب وشتم ملك البلاد بأقذع النعوت جيء به إلى العاصمة الرباط، وجمعوا له الصحافة المسخرة في ندوة كالنجوم والأبطال وسلطوا عليه الأضواء التي لا يستحق..
المشكلة ليست في مثل هؤلاء النكرات الذين باتوا يساومون الأجهزة على إمكانية تغيير “خطهم التحريري” (واحسرتاه على خطوط التحرير!!!) الممعن في نشر غسيل المؤسسات والشخصيات، ولكن المشكلة هي في هذه المؤسسات التي لا توظف الكفاءات المستحقة، ولا تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإنما تضع في المناصب فقط مدفوعين من خلف يخشون مجرد تيكتوكرات أو يوتوبرات مغمورين، فيصنعون منهم “بُعبعات”، بسوء تقديرهم، فيتورطون ويورطون معهم مؤسسات الدولة!
والمشكلة هي في طغيان اتجاه في السلطة مُصِر على إضعاف الصحافة والصحافيين النزهاء وبدل ذلك حشد صحافة التطبيل وصحافة الماكياج والتلميع، فنكون أمام فراغ إعلامي يملأه بالضرورة أمثال هؤلاء النكرات الذين أصبحوا بديل الصحافة والصحافيين في هذا الوطن، للأسف الشديد!!!
و #خليونا_ساكتين
ملحوظة: هذه المقالة هي تركيبة لتدوينتين مطولتين للكاتب نشرهما على حسابيه في فيسبوك و”إكس“.