هل جرّت تغريدة لإعلامي الجزيرة جمال ريان ضد المغرب غضب القصر الأميري القطري عليه؟
أفادت مصادر مطلعة أن قناة “الجزيرة” القطرية أنذرت الصحافي والإعلامي البارز في القناة، جمال ريان، المواطن الأردني من أصل فلسطيني، وذلك على خلفية تغريدة له استهدف فيها المملكة المغربية، حتى ولو لم يذكرها صراحة.
وكان جمال ريان قد غرد يوم 3 نوفمبر الجاري مهاجما المغرب، ومشيدا بالنظام العسكري الجزائري، وجاءت تدوينته عبارة عن دعاء للجزائر ضد المغرب وإسرائيل، قائلا: “بسبب تطبيع جارتها (المغرب)، أصبحت إسرائيل على حدودها (الجزائر)، اللهم انصرها وثبتها على مواقفها التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، آمين”.
بسبب تطبيع جارتها ، اصبحت اسرائيل على حدودها ، اللهم انصرها وثبتها على مواقفها التاريخية الدعمة للقضية الفلسطينية، آمين #فلسطين #الخليج #مصر #المغرب_العربي pic.twitter.com/e9JvbFFCml
— جمال ريان (@jamalrayyan) November 3, 2021
وسرعان ما انتشرت تقارير بعد هذه التغريدة تفيد أنها خلفت غضبا لدى القصر الأميري، الذي اضطر لإخبار إدارة القناة بتوقيف جمال ريان عن التغريد واستدعائه لمعرفة وجهة نظره بخصوص معرفة خلفيات التدوينة التي تهجم فيها على المملكة المغربية، لاسيما أن العاهل المغربي تربطه علاقة صداقة متينة مع أمير قطر، وأن المغرب قد وقف موقفا تاريخيا مع الدوحة في حصارها من قبل أشقائها الخليجيين سابقا.
وتناقل بعض النشطاء والمواقع الإلكترونية أن “الخلافات تصاعدت بين جمال ريان وقناة الجزيرة، بعد أن طلب الديوان الأميري القطري من إدارة القناة وقف جمال ريان عن التغريد، في انتظار التحقيق معه”.
وعلى إثر هذا الاستدعاء من قبل إدارة القناة، ويبدو أنه كان لأجل التنبيه والإنذار، من مغبة الإساءة إلى حلفاء قطر، بل وحتى تأجيل البت في القرار اللازم اتخاذه ضده، خرج ريان لاحقا يوم السبت الماضي 6 نونبر، وأعلن عن توقفه عن التغريد مؤقتا.
سوف اتوقف عن التغريد مؤقتا حتى اشعار آخر ، الى اللقاء يا شرفاء الامة pic.twitter.com/LRZvNTl41O
— جمال ريان (@jamalrayyan) November 6, 2021
وانتقد بعض النشطاء والإعلاميين المغاربة إساءة المذيع الأردني من أصل فلسطيني للمغرب، واتهموه بالجهل لواقع الأمور، ولاسيما للقضية الفلسطينية، التي لا يختلف اثنان من الفلسطينيين عن الدعم المغربي المتواصل لها، بعكس النظام الجزائري الذي يكتفي بترديد الشعارات، دون أن يبلور ذلك على أرض الواقع، ولعل هذا الواقع هو ما جعل القيادات الفلسطينية، ومنها قادة حماس لا يترددون في زيارة المغرب، حتى في عز تطبيع الرباط مع إسرائيل، وهو ما لم يفعلوه مع الجزائر.
لكن جمال ريان ما فتئ أن عاد من جديد للتغريد مكذبا ما راج عن توقيفه من القناة القطرية، ولئن ألمح إلى وجود تلويح بذلك، أو ما جعله يقر بإمكانية مغادرته القناة، عندما أكد أنه وإنْ حدث ذلك فإنه سيبقى وفيا للقيادة القطرية “الحكيمة”، كما قال.
لا يوجد اي خلاف بيني وبين ادارة قناة الجزيرة حول التغريد ، وتوقفي عن التغريد مؤقتا جاء بقرار شخصي ، وإن تمت اقالتي كما يدعي هذا "الموقع الكذاب" فسوف ابقى على العهد وفيا لقناة الجزيرة ولقطر ولاهلها وقيادتها الحكيمة #الخليج #قطر #فلسطين #مصر #المغرب_العربي https://t.co/ebeGF0UzvD
— جمال ريان (@jamalrayyan) November 7, 2021
ويقدم ريان نفسه على حسابه في تويتر بانه أول مذيع ظهر على شاشة قناة الجزيرة الفضائية عند انطلاقها، ومقدم أول نشرة إخبارية على قناة الجزيرة وذلك عام 1996.
إسرائيلي وبكل وقاحة يهدد بمحاربة الجزائر عبر الحدود المغربية !!! فهل تحول المغرب الى قاعدة عسكرية إسرائيلية ضد الجزائر؟ ما يسمى إسرائيل مجرد كيان وظيفي عابر اوجد لخدمة مصالح الغرب وليس مصالح العرب ، متى يفيق العرب ؟ آراؤكم مهمة #الجزائر #المغرب #الخليج #مصر #المغرب_العربي https://t.co/QdG0kuDRSe
— جمال ريان (@jamalrayyan) November 8, 2021
وفي بداية حياته الإعلامية، عمل جمال مقدمًا للأخبار والبرامج السياسية في الإذاعة الأردنية عام 1974، ثم انتقل للعمل في التلفزيون الأردني، وفي عام 1979 التحق بقسم الأخبار في هيئة إذاعة كوريا الجنوبية، ثم عمل بقناة أبو ظبي في الإمارات العربية، وقد كان ممن أطلقوا البرنامج الإخباري “المدار”، والبرنامج السياسي “البعد الرابع”، كما كان مقدمًا للأخبار والبرنامج السياسي “العالم هذا المساء” في تلفزيون أبو ظبي عام 1989.
انضم جمال ريان عام 1994 لهيئة الإذاعة البريطانية العربية (BBC)، ثم التحق عام 1996 بقناة الجزيرة الفضائية في قطر، ليكون أول مذيع يظهر على شاشة القناة، ويصبح من أهم مذيعيها.
سعاد صبري