استهداف جديد لحرية الصحافة.. إحالة الصحافي عمر الراضي على وكيل الملك

0

في فصل جديد من فصول تضييق الخناق على حرية الصحافة بالمغرب، واستعمال السلطة القضائية لإسكات الأصوات الحرة، قررت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اليوم الخميس، تقديم الصحافي عمر الراضي أمام وكيل الملك.

وكان الصحافي الراضي الذي كان أحد المشاركي في حلقات “ملحمة العدميين” وهو البرنامج المثير للجدل الذي احتضنته جمعية “جذور” التي تم حلها بمقتضى حكم قضائي، قد نشر على حسابه في فيسبوك خبر توصله باستدعاء من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يخبره بالحضور إلى مكتب أحد ضباطها، كاشفا انه الاستدعاء الثاني من نوعه الذي توصل به من نفس الجهة خلال هذه السنة.

ومثل الصحافي عمر الراضي اليوم الخميس أمام الشرطة القضائية بعدما توصل أمس الأربعاء باستدعاء للحضور، ليتأكد بعدها أن الأمر له علاقة بتدوينة كان قد كتبها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تضمنت تعليقا على الأحكام القضائية الصادرة في ملف معتقلي حراك الريف، وفق ما أفادت مصادر مطلعة.

وكان الراضي قد تعرض لتحقيق مماثل خلال شهر أبريل الماضي استمر لأزيد من 4 ساعات، وتم الاستماع إليه حينها من طرف قسم الجرائم الإلكترونية لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حيث ركز التحقيق على ما تم اعتباره إهانة لشخص القاضي الذي ترأس جلسات الاستئناف ونطق بالأحكام في حق معتقلي الحراك.

وتجدر الإشارة إلى أن عمر الراضي عُرف بمشاركته في حلقات “ملحمة العدميين”، وهو برنامج مثير للجدل وكان يتم إذاعته مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ويجمع عددا من النشطاء والصحافيين يناقشون قضية من القضايا التي تهم الرأي العام، وأحيانا تكون طريقة المعالجة ذات طابع ساخر، واحتضنت البرنامج جمعية “جذور” التي تم حلها بنقتضى حكم قضائي لاحقا أصدرته المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء وتم تأييد الحكم استئنافيا.

ويأتي تقديم الصحافي الراضي أمام النيابة أياما قليلة فقط على تأييد حكم استئنافي ضد أربعة صحافيين بالسجن مع وقفت التنفيذ، في قضية تسريب معلومات عن لجنة تحقيق برلمانية، وهو الحكم الذي استهجنته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، واعتبرته يعود بالبلاد إلى سنوات القمع، داعية كل المهنيين إلى الاستعداد للنضال والوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا الاستهداف المتوالي لهم في الأشهر الأخيرة، حيث سجلت عودة قوية للإدانات والغرامات الثقيلة”، مشددة على “عزمها مواجهة هذا الواقع المراد فرضه على قطاع الصحافة والمس بحرية النشر والتعبير”، ومنوهة إلى أنها “ستبقى طرفا مساندا لكل الزملاء الذين طالهم الحيف أو سيطالهم في قادم الأيام”.

وكانت منظمات مهنية دولية وإقليمية حذرت هي الأخرى من هذا التراجع الذي سجل على مستوى حرية الصحافة والنشر بالمغرب، في السنوات الأخيرة، ونددت باستهداف الصحافيين، بدءاً بالصحافي ومدير صحيفة “أخبار اليوم” توفيق بوعشرين الذي حُوكم قبل نحو سنتين بتُهم “خيالية” هي تهم الاتجار بالبشر، وذلك نظرا لقلمه الحر وافتتاحياته النارية، وفق ذات المنظمات، وكذا كما حدث أيضا مع الصحافي حميد المهداوي مدير موقع “بديل” الذي اتهم هو الىخر بتهم خرافية تتعلق بتهديد أمن الوطن، وكان تم اعتقاله بينما كان يتحدث إلى نشطاء من “حراك الريف” بمدينة الحسيمة.

ناصر لوميم  

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.