كان كنيسة في عهد الاستعمار.. افتتاح المركز الثقافي بسيدي سليمان وسط ترحيب الساكنة والمثقفين+صور

0
بعد انتظار طويل جدا، فَتح المركزُ الثقافي بسيدي سليمان قاعتَهُ لأول مرة أمام العموم مساء الخميس 1 فبراير.. كان “فتحا” أو “غزوة” لرفع الحرج! جميع المهتمين بالثقافة انتظروا ذلك على أحر من الجمر..
ومساء يومه السبت 3 فبراير عرفت القاعة أول نشاط ثقافي حقيقي من خلال عرض مسرحي بعنوان “امرأة من زبرجد”من تشخيص إيمان الإدريسي، وتأليف وإخراج سعيد غزالة، وذلك بالتنسيق مع “جمعية أفق للثقافة والإبداع”.. عرضت المسرحية لحالات نسائية، واشتملت على وصف عدة وضعيات للمرأة في المجتمع.. وذلك من وجهة نظر امرأة وحسب الحالات التي تقمصتها.. بحضور جمهور متنوع غصت به القاعة..
هذه القاعة ليست سوى الكنيسة التي خلفها المعمرون، وقد شيدوها منذ نزولهم بسيدي سليمان ونواحيها… من بناء متين وأنيق، بتصميم كنسي تقليدي يخص قاعة متوسطة الحجم، سقفها مرتفع، يقوم على دعامات مقوسة، إلى جانبها دعامات أخرى على الجوانب لشد الدعامات الأساسية كما حدث في البنايات القديمة منذ العصور الوسطى..
الحائط مبني بالحجارة، وقد بقيت ظاهرة، مما يوحي بارتباط الانسان بالطبيعة، وعلى الجوانب الزجاج الملون حيث تدخل مختلف ألوان الضوء إلى القاعة، مما يعطي ويخلق هالة من الدهشة المقرونة بالعظمة والطمأنينة.
أدخلت على القاعة تغييرات حتى تتحول إلى قاعة للعروض الثقافية، من مسرح وندوات وسينما..
تحولت خلفيتها التي كان يقف بها الأساقفة إلى ركح أو خشبة.. ووضع رفٌّ كبير فوق البوابة للمعدات التقنية، الإضاءة، التحكم في الصوت، بث الأفلام..
وحسب كل من تحدثت إليهم أو سمعت تعاليقهم، فقد مثل الافتتاح حدثا… وهذه القاعة مكسب مهم..
لكن، هناك من رأى بأن نعتها بـ “المركز الثقافي” فيه مبالغة.. حيث ينقص الكثير، من ذلك قاعات الاجتماعات والورشات وعرض اللوحات التشكيلية.. عدد الكراسي في حدود المائتين!
وأجمع الكل على أنه من حسن حظ مدينة سيدي سليمان وساكنتها أن الكنيسية سلمت من الأطماع!
بقيت بعض الملاحظات أو الأماني، من ذلك عدم تضييع العقار الذي يوجد خلف الكنيسة، من ذلك قاعة كبيرة كانت مخصصة للعرض السينمائي ومسكن أو مسكنين.. مساحة أرضية مهمة..
ولحسن الحظ وبعد الاستعمال، ظهر أن القاعة لا تحدث صدى رغم عدم وضع الخشب أو الفلين على الجوانب. وغالبا يعود ذلك لهندسة البناية وعلوّها، وانطلاق الصوت من جهة الخشبة التي تحتل واجهة كبيرة لها تموجات نحو الأعلى.. ولعل شكل السقف بدوره يكسّر تموجات الصوت دون أن يرجعه، وإلا لجاءت مثل قاعات الأعراس حيث يتضارب الضجيج بين الجدران.
شيء آخر، لو كانوا قد رفعوا من علو الخشبة لكان ذلك مناسبا، أولا بسبب انبساط القاعة مع ميلان ضعيف جدا.. ثم تواجد المزيد من الفضاء الذي بقي فارغا في أعلى الستائر.. (الصورة)
على أي، قاعة عروض مهمة وفي موقع استراتيجي في خريطة المدينة، يجب استغلالها بعقلانية ونظام للسمو بالشأن الثقافي والتربوي والفني.. مع الحرص على الحفاظ على الممتلكات والتجهيزات، من كراسي ومعدات..
أخيرا، هذه القاعة تحتاج وجوبا لاستعمال مكيفات الهواء، وهي موجودة ومثبتة على الجدران..
كما يجب تعيين طاقم إداري يشرف على التسيير تابع لوزارة الثقافة..
وفي كلمة له بالمناسبة في ختام العرض ثمن ذ. جواد المومني رئيس “جمعية أفق للثقافة والإبداع”، فتح هذه القاعة، وشكر الفرقة المسرحية على حضورها، ومن جانبه تحدث ذ. محمد صولة عن ضرورة الاستغلال الأمثل لهذه القاعة.. كما أشار السيد جمال تمازيغت ممثل مندوبية وزارة الثقافة بالقنيطرة إلى إعداد برنامج ثقافي..
سيدي سليمان/ مصطفى لمودن (خاص)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.