بينما لم يفعلها الرجال.. قياديتان في بيجيدي تهاجمان تصرف ماء العينين بباريس وتتهمانها بالخداع
شيء مؤسف ومفرح، في آن، أن تظهر أصوات بتاء التأنيث داخل حزب العدالة والتنمية “بيجيدي” تعيب على البرلمانية والقيادية آمنة ماء العينين تصرفها الأرعن بالظهور في شوارع باريس سافرة دون حجاب، ثم تزعم أن الصور مفبركة قبل أن تذهب لعراب الحزب إلى الحُكم عبدالإله بنكيران ويطمئنها بأن لا حرج عليها ولا خوف ولا هم يحزنون، ويؤكد لها أن الحجاب ليس عقدا مع الحزب، وهذا افتراء وكذب وتدليس على الرأي العام؛ لأن صاحب هذا القول وقيادي آخر هو الحبيب الشوباني تهجّما سابقا على امرأتين لأنهما غير محتجبتين وتحت غطاء أن لباسهما غير محتشم، لتخرج ماء العينين بتدوينة أمس الخميس تقر بين سطورها بصحة الصور وبأن المسألة عادية مادامت تدخل في الحياة الخاصة والحريات الشخصية!
الرد المفحم تقاسمته معنا سيدتان من داخل الحزب وهما زميلتان للمعنية بالأمر، ويتعلق الأمر بكريمة_بوتخيل رئيسة مقاطعة تابريكت-سلا، والعضو المعروف في الحزب إيمان اليعقوبي، حيث كتبت الأولى على جدارها في فيسبوك تدوينة نارية هاجمت خلالها ماء العينين، ومما جاء فيها “لا أخفيكم سرا، يقشعر بدني لمجرد التفكير في أن هناك من يستطيع أن يدافع، وبقوة، عن مبادئ إنسانية جامعة ويعتبر الخداع والتمويه حرية خاصة أو أمرا عاديا وهامشيا”.
بينما كتبت اليعقوبي في نفس موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك موجهة كلامها لماء العينين: “الأخت أمينة، لم يجادل أحد في حقك نزع الحجاب لكن الكيف والطريقة مهمة. فالمطلوب لم يكن النزع لكن الوضوح التام مع المواطن”، مؤكدة قولها “أختي أمينة، لم يرشحك الحزب للبرلمان لحجابك ولم يصوت عليك المواطن لهذا الأمر.. لكنْ من حق من رشّحك وصوت عليك أن تكوني صادقة معه، فالنقاش ليس حول نزع الحجاب، بل حول التراجع عما يمثله هذا الحجاب من قيَم للمجتمع من قبَل عضو في حزب رأسماله هو التشبّث بالقيم، التي إن اختار مراجعتها فهو يصرّح بالأمر صراحة”.
أخيرا يؤسف ويفرح كاتب هذه السطور –كما أسلف- أن تكون المرأة داخل بيجيدي هي من يمثل العقل والحكمة إزاء ورطة أخلاقية لها أبعاد تنظيمية وسياسية، بينما الرجال سارعوا إلى إشهار سلاح المؤامرة ورفع شعار “أنصر أختك ظالمة أو مظلومة”!
الناس