اختفاء الصحافي الجزائري هشام عبود باسبانيا وتخوفات من اختطافه أو تصفيته من طرف النظام الجزائري
عُلم لدى مقربين من عائلة الصحافي الجزائري المعارض اللاجئ بفرنسا هشام عبود أنه اختفى عن الأنظار لمدة ثلاثة أيام، بينما عائلته المتواجدة بفرنسا يساورها القلق من أن يكون تعرض لمكروه !
وتفيد المعطيات المتوفرة الصادرة عن مقربين من هشام وعائلته بفرنسا، أنه غادر باريس يوم الخميس الماضي (17 أكتوبر)، على عجل، واتجه إلى اسبانيا لغرض لم يكن يعلمه غيره، وهناك انقطع تواصله بعائلته وبمقربيه وأصبح هاتفه الشخصي خارج التغطية!
هشام عبود الصحافي المهني والوجه الجزائري المعروف المعارض للنظام الجزائري، لا ينكر أنه كان ضابط مخابرات واشتغل في مجلة الجيش الجزائري كرئيس تحرير، ولكنه قرر في وقت من الأوقات الانسحاب من العمل مع “النظام” ومارس الصحافة المستقلة بأكثر من منبر كان هو مؤسسا له، كما تعرضت منابره للإغلاق والمحاكمة أكثر من مرة، وحوكم هو أيضا بالسجن من طرف النظام الجزائري، قبل أن يقرر مغادرة البلاد ويستقر بفرنسا التي حصل فيها على اللجوء السياسي، ولكن دون أن يطلب الجنسية الفرنسية، كما ظل يفتخر بذلك ويفتخر بإبقائه على جنسيته الوحيدة وهي الجزائرية !
هشام عبود صاحب كتاب “مافيا الجنرالات” (Mafia des généreux)، الذي كان منتقدا شرسا للنظام الجزائري، مستغلا معرفته بخباياه ولتوفره على مصادر عدة من عمق هذا النظام، واصل عمله الصحافي بفرنسا بالتعاون مع أكثر من منبر فرنسي، كما أنشأ تجربة تلفزيونية (أمل تيفي) في الديار الفرنسية سرعان ما أغلقها لغياب الدعم المالي، كما صرح بذلك أكثر من مرة!
ويعتبر هشام عبود أيضا من الوجوه المعارضة التي راجعت مواقفها إزاء قضية الصحراء المغربية، ولم يعد هشام يتردد في الإقرار بأن قضية الصحراء قد حسمت لفائدة المغرب، وبأن الأقاليم الجنوبية للمملكة التي زارها أكثر من مرة، باتت أفضل حتى من كبريات مدن الجزائر، بما تتوفر عليه من بنية تحتية هائلة، ولِما تشهده من مشاريع تنموية.
هشام كان يستعد هذه الأيام لإصدار كتاب جديد منتقد للنظام الجزائري قال إنه كان سيترجمه إلى أكثر من لغة بالإضافة إلى العربية، كما كشف في الأيام الأخيرة أنه سيخصص في كتابه الجديد حيزا للمعارض الجزائري المعروف محمد العربي زيتوت، الذي وصفه في فيديوهات حديثة بـ”المدسوس” في صفوف المعارضة، وشن عليه هجوما لاذعا، بعدما تعرّض له الأخير وأنكر عليه صفة الصحافي.
وجدير بالإشارة فإن هشام عبود سبق له في سنة 2022 أن قدم شكاية لدى الشرطة الفرنسية اتهم فيها الدولة الجزائرية التي دأب على نعتها بـ”عصابة العرايا”، بمحاولة اختطافه بعد استدراجه إلى اسبانيا، وكشف في الشكاية عن مجموعة من الأسماء/العملاء الذين قال إنهم كانوا مكلفين بعملية الاستدراج والاختطاف.
عبدالله توفيق