الأمم المتحدة تدعو مدريد والرباط إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل 23 شخصا أثناء اقتحام مليلية
دعت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل 23 شخصًا على الأقل أثناء محاولة نحو ألفي مهاجر العبور من المغرب إلى جيب مليلية الإسباني (المحتل) الأسبوع الماضي.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شمدساني، للصحافيين في جنيف “ندعو البلدين إلى ضمان إجراء تحقيق فعال ومستقل كخطوة أولى نحو تحديد ملابسات الوفيات والإصابات وأي مسؤوليات محتملة”.
كان ما لا يقل عن 23 مهاجرا أفريقيا قد قتلوا الجمعة 24 يونيو 2022، وفق السلطات المغربية، عندما حاول حوالي ألفي مهاجر تجاوز سياج يفصل بين المغرب وجيب مليلية الاسباني (المحتل).
وهذه الحصيلة هي الأكبر على الإطلاق من بين الحصائل المسجلة أثناء المحاولات العديدة التي قام بها مهاجرون لدخول مليلية والجيب الإسباني المجاور سبتة (المحتلين) اللذين يمثلان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية.
وقال مهاجرون قابلتهم وكالة “فرانس برس” في مليلية إنهم تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن المغربية وكذلك على أيدي أفراد من قوات الأمن الإسبانية بعد عبورهم السياج الحديدي الفاصل بين مليلية والمغرب. من جهتها أكدت سلطات البلدين أن المهاجرين استخدموا “العنف”.
وترتفع أصوات متزايدة منذ الجمعة الماضي للمطالبة بإجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات.
واستنكر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فقي محمد، مساء الأحد “المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة”، ودعا إلى “تحقيق فوري في هذه القضية”.
وانضمت إليه حوالي خمسين منظمة تدافع عن المهاجرين بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة الإسبانية غير الحكومية كاميناندو فرونتيراس.
وقالت المنظمات في بيان مشترك “موت هؤلاء الشباب الأفارقة… ينبهنا إلى الطابع المميت للتعاون الأمني بشأن الهجرة بين المغرب وإسبانيا”.
ومحاولة الدخول الجماعية إلى مليلية هي الأولى منذ تطبيع العلاقات في مارس بين مدريد والرباط بعد نزاع دبلوماسي دام نحو عام. والهدف الرئيسي من هذا التطبيع بالنسبة لمدريد هو ضمان “تعاون” الرباط في التصدي للهجرة غير النظامية.
ودافع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن طريقة تصدي الشرطة المغربية والإسبانية لمهاجرين الأسبوع الماضي أثناء محاولتهم عبور الحدود المشتركة إلى جيب مليلة الواقع بشمال أفريقيا.
ووصف سانشيز المحاولة، التي أسفرت عن مقتل 23 شخصا في الأقل، بـ “الهجوم على حدود إسبانيا”.
وقال سانشيز خلال مقابلة مع الأسوشيتدبرس: “علينا تذكر أن معظم هؤلاء المهاجرين هاجموا حدود إسبانيا بالفؤوس والخطاطيف، نحن نتحدث عن محاولة اعتداء على السياج الحدودي بشكل واضح وعدواني، وبالتالي فإن ما فعلته قوات الأمن الإسبانية وحرس الحدود المغربي كان دفاعا عن حدود إسبانيا”.
وألقت السلطات المغربية باللائمة في سقوط قتلى على “حادث تدافع” صبيحة الجمعة، حيث حاول مئات الأشخاص تسلق أو اختراق السياج الحديدي المزدوج، الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا.
الناس/الرباط