الجيش الروسي يعلن حالة الطوارئ بعد هجوم وتوغل الجيش الأوكراني في كورسك
في وقت ماتزال فيه الصورة غير مكتملة المعالم حيال ما يجري في منطقة كورسك جنوب روسيا بعد التوغل الأوكراني الضخم الذي بدأ قبل أيام، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية الجمعة حالة الطوارئ الاتحادية في منطقة كورسك.
ومنذ الثلاثاء الماضي، تخوض القوات الروسية معارك ضد وحدات من الجيش الأوكراني، اخترقت الحدود عند منطقة كورسك. وعلى اختلاف التقديرات، إلا أنه يعتقد أن نحو ألف جندي أوكراني عبروا الحدود في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مدعومين بالدبابات والمركبات المدرَّعة والطائرات المسيرة والمدفعية، وفق ما نقل موقع إذاعة “مونتي كارلو” الدولية.
ولا تزال الصورة الميدانية غير واضحة، حيث تسعى أوكرانيا للتكتم على المجريات على الأرض فيما يبدو للحفاظ على سير العملية، في وقت قدر فيه خبراء أن الأوكرانيين تمكنوا من اختراق عدد من النقاط الدفاعية الروسية في المنطقة.
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إفشال محاولات القوات الأوكرانية لاستكمال التوغل في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك، وقالت في بيان إن خسائر القوات المسلحة الأوكرانية في كورسك بلغت أكثر من 280 عسكرياً، وأن وحدات من الجيش أحبطت من خلال الضربات الجوية والمدفعية محاولات توغل للقوات الأوكرانية.
10 كلم داخل الأراضي الروسية
وفي أول تعليق له على التوغل داخل الأراضي الروسية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “روسيا جلبت الحرب إلى أراضينا، ويجب أن تشعر بما فعلته”.
وأضاف أن بلاده تسعى لتحقيق أهدافها في أسرع وقت ممكن للتوصل لسلام وفق شروط عادلة، مؤكدا أن ذلك “سيحدث لا محالة”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أمس الخميس أنه يعتقد أن التوغل الأوكراني جزء من “الحرب الدفاعية المشروعة” للبلاد، حسبما صرح متحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل.
وقال المتحدث إن أوكرانيا “لديها الحق في الدفاع عن نفسها” ضد روسيا، ويشمل ذلك الحق في “ضرب العدو على أراضيه”.
ووفقاً لمؤسسة أبحاث “معهد دراسة الحرب ” (ISW)، تظهر لقطات تقدما مؤكدا يصل إلى 10 كلم داخل الأراضي الروسية، ونقل عن مصدر روسي قوله بأن القوات الأوكرانية استولت على 45 كيلومترا مربعا من الأراضي الروسية.
هجمات أخرى على ليبيتسك وبيلغورود وسيفاستوبول
إضافة للهجوم المفاجئ في كورسك، أعلنت السلطات الروسية تعرض منطقة ليبيتسك لهجوم واسع بالمسيرات الأوكرانية، مما ألحق أضرارا بقاعدة جوية عسكرية ومحطة لتوليد الكهرباء، كما تعرضت منطقة بيلغورود الحدودية ومدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم لهجمات بالمسيرات أيضا.
وقال حاكم منطقة ليبيتسك الروسية (تبعد 300 كلم عن الحدود مع أوكرانيا) إيغور أرتامونوف على تلغرام إن السلطات أعلنت حالة الطوارئ صباح اليوم الجمعة في المنطقة الواقعة بغرب البلاد، وأجلت سكان 4 قرى تقع بعضها قرب قاعدة جوية على مشارف المدينة.
وقالت وكالتا تاس وريا نوفوستي الروسيتان إن النيران اشتعلت في قاعدة جوية عسكرية في ليبيتسك، ونقلتا عن الوزارة الإقليمية لحالات الطوارئ قولها إن “حريقا اندلع في مطار عسكري في منطقة ليبيتسك”، من دون ذكر الأسباب التي أدت لاندلاعه.
كما تعرضت منطقة بيلغورود الحدودية لهجوم بالمسيرات الأوكرانية. وقال الحاكم الإقليمي للمنطقة فياتشيسلاف غلادكوف إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 29 مسيرة، مؤكدا أن الهجوم خلف أضرارا مادية ولا خسائر في الأرواح.
كما قال حاكم مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إن مدينته تعرضت لهجمات بمسيرات أوكرانية جوية وبحرية.
بداية الهجوم الأوكراني
تركز التقدم الأوكراني على بلدة سودجا (5 آلاف نسمة) التي كانت تعد مركزا لوجستيا تقع على بعد ثمانية كلم عن الحدود الأوكرانية.
وذكر مدونون عسكريون روس على ارتباط بالجيش الخميس بأن كييف تحقّق تقدما كبيرا، حيث اعتبر المدون يوري بودولياكا في منشور على تلغرام أن “الوضع معقد ويواصل تدهوره.. تمّت خسارة سودجا بالكامل”.
وأفادت تقارير بأن القوات الأوكرانية تقدّمت باتّجاه بلدة كورينيفو الواقعة على بعد أكثر من 25 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
وفي وقت ما زالت فيه أهداف كييف غير واضحة من الهجوم، يشير مراقبون إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية.
الناس/متابعة