السلطات ترد على بناء تذكار للهولوكوست بمراكش ببيان غامض
كشفت مصادر مسؤولة أن السلطات المحلية بقيادة آيت فاسكا شرعت في هدم بعض المجسمات على هيئة قبور بالمكان الذي يتواجد به النصب التذكاري لمحرقة الهولوكوست، الذي شيده أجنبي بدوار “الكركور” بجماعة آيت فاسكا.
وأشارت المصادر ذاتها أن عملية الهدم جزئية ولن تطال كل مكونات الفضاء الذي يضم النصب الذي أكدت المصادر أن عملية الهدم لن تطاله.
وكانت صحيفة “الناس” من أوائل الصحف التي نقلت عن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عزم منظمة ألمانية تأسيس معهد لتدريس محرقة الهولوكوست التي استهدفت اليهود في عهد النظام النازي.
وبحسب التقرير الإسرائيل المصدر تعمل المنظمة الألمانية “بيكسل هيلبر” على تأسيس مركز تعليمي في المغرب لتدريس أهوال المحرقة للكبار وأطفال المدارس، وسيعتمد مدرسين متخصصين ومعارض ومعدات خدمة لهذا الهدف، وفقا لما أورته الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست”.
وأوضح المصدر الإسرائيلي أن هذا المركز سيكون هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا، حيث تعمل المنظمة الألمانية غير الربحية على تخليد ذكرى “الهولوكوست”؛ حيث من المتوقع أن ينشأ المركز على بعد حوالي 25 كلم جنوب شرق مراكش، أي على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السينمائية، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح.
ونقل عن السلطات المحلية بإقليم الحوز أن الأخبار المتداولة بخصوص إقامة مشروع، من طرف مواطن أجنبي، يضم متحفا والعديد من المرافق بالإضافة إلى نصب تذكاري على شكل لوحات فنية بجماعة آيت فاسكا، لا أساس لها من الصحة.
وحسب مصدر رسمي، فإن المصالح المختصة بهذا الإقليم لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل، مشيرا إلى أن إقامة أي مشروع من هذا النوع تخضع للمساطر القانونية وتستلزم الحصول على التراخيص الإدارية الجاري بها العمل.
في سياق ذلك نشرت المنظمة الألمانية صاحبة المشروع صورا وفيديوهات على صفحتها على فيسبوك تظهر العمل بالموقع وفيها يظهر العلم المغربي.
وأكد المصدر الرسمي المحلي أن “الأخبار المتداولة من طرف بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إقامة مشروع، من طرف مواطن أجنبي، يضم متحفا والعديد من المرافق بالإضافة إلى نصب تذكاري على شكل لوحات فنية بجماعة آيت فاسكا لا أساس لها من الصحة”.
وحسب المصدر ذاته الذي فضل تعميم بيان عبر وكالة الأنباء المغربية الرسمية (ماب) فإن المصالح المختصة بهذا الإقليم لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل، مؤكدا أن “إقامة أي مشروع من هذا النوع تخضع للمساطير القانونية وتستلزم الحصول على التراخيص الإدارية الجاري بها العمل”.
وأكدت منظمة “بيكسل هيلبر” الألمانية، مساء الاثنين، عبر صفحتها الفيسبوكية خبر شروع السلطات المحلية بمراكش في هدم مشروعها، بيد أن الغموض ظل قائما بحيث سكت البيان الرسمي عن توضيح ملابسات هذا الخبر ولم يذكر ما إذا كانت السلطات سترفض إقامة المشروع الذي تحدثت عنه الصحيفة الإسرائيلية بكامله أم فقط بعض ملحقاته، خاصة في ظل حديث عن هدم بعض النصب دون أن يطال الهدم بنايات وملحقات أخرى لما قال السلطات المحلية أنها تعود لمواطن أجنبي.
تأريخ محرقة الهولوكوست
نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن أوليفر بينكوفسكي، مؤسس منظمة “بيكسل هيلبر” قوله إن هذه المعلمة التذكارية التي تؤرخ للمحرقة هي الوحيدة من نوعها في شمال إفريقيا، والثانية على مستوى القارة حيث يوجد مركز آخر لـ”الهولوكوست” في جنوب إفريقيا.
وأكد مؤسس المنظمة الألمانية قائلا: “بصفتي ألمانيا ذا جذور بولندية وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع.. حتى أظهر للعالم ما قد يفعله الناس بالآخرين إذا خضعوا لمنطق الدكتاتورية مثل أمانيا النازية في عهد أدولف هتلر”.
وأضاف بينكوفسكي: “من الأهمية بمكان عرض مقاطع الفيديو والصوت والعروض المسرحية الحية، حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة”. مؤكدا أن “الثقافة والتبادل التاريخي هي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر” وأعرب عن أمله في أن تعزز هذه المعلمة التاريخية “الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود”.
وأوضح: “هدفنا هو أخذ الناس من المدخل والسير عبر النصب التذكاري حتى النهاية في حدث فني من شأنه أن يمس قلوب الناس وليس فقط عقولهم”.
وأشار إلى أنهم يفكرون أيضًا في شراء عقارات أخرى حول النصب التذكاري للهولوكوست، حيث يأملون في إقامة جميع الأماكن المختلفة لمعسكر الاعتقال حتى يتمكن الزوار من رؤيتهم، قائلا: “نعتقد أن الجيل الأصغر سنا يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأوا أنها حية”.
وأضاف: “يمكن للناس تجربة الثكنات والأجزاء المهمة من معسكر الاعتقال. إذا لم ير الناس ما حدث في المحرقة، فلن يتمكنوا من تخيل ذلك، ومن المهم أن نظهر لأطفال المدارس والجميع ما حدث ليقولوا لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى”. وسجل بينكوفسكي أنه “من المهم جدًا عرض مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والأشكال المسرحية حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة”.
وشدد على أن “الثقافة والتبادل التاريخي هي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر”، وأعرب عن أمله في أن تعزز هذه المعلمة التاريخية “الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود”، وفق تعبيره.
سعاد صبري