الشرقاوي ينتقد بشدة الدبوز على تشبيهه المغاربة بالبقر الوحشي+ فيديو

0

انتقد الباحث المغربي المقيم بأمريكا، محمد الشرقاوي، بشدة الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز، الذي انتشر له مقطع فيديو في اليومين الاخيرين يتهكم فيه على المغاربة المهاجرين، ويشبههم بـ”البقر الوحشي”.

وتساءل الشرقاوي في بداية تدوينة له على حسابه في الفيسبوك: ماذا يقول شارل داروين في أصل جمال الدبّوز؟

قبل أن يجيب أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسون الأمريكية، محمد الشرقاوي، بقوله “لم تكن فلتة لسان عابرة أو عبارة طائشة غير مقصودة، بل نكتة سابقة التركيب بعناية، في ذهن هذا المهرّج، عندما قال في أوج ما بدا له لحظة نجومية سانحة أمام الكاميرات، إنّ تصرف المغاربة المسافرين من أوروبا نحو المغرب عبر إسبانيا “كتصرّف البقر الوحشي (les gnous)، وأن همّهم الوحيد هو استخدام دورات المياه لقضاء حاجتهم في محطات البنزين بالمجان”.

وكان الدبوز ظهر في مقطع فيديو في بلاطو بأحد التلفزيونات الفرنسية وسط عدد من الشخصيات الفرنسية، وهو يحاول إضحاكهم بطريقته المألوفة التي يسخر فيها من محيطه الاجتماعي وذويه، قبل أن يشبه المغاربة المهاجرين بالبقر الوحشي، عندما أكد أنهم في عودتهم إلى الديار المغربية يعبرون في طريقهم العديد من محطات الاستراحة، إلا أن أصحاب هذه المحطات لا يربحون معهم شيئا، وكل ما يفعله المهاجرون، من بني جلدته، هو أنهم يستعملون مراحيض تلك المحطات قصد التغوط أو التبول مجانا، بحسبه.

وبرأي الباحث الجامعي المغربي في أمريكا، محمد الشرقاوي، فإنها “كانت لحظة استهزاء بالذات المغربية واحتقارها بشكل مقصود، كقطيع متوحّش يرمي إفرازاته وقاذوراته خلال موسم الهجرة إلى الجنوب. هي لحظة انطواء طوعي وانكسار معنوي عندما يتلمس الدبّوز الرضا بين المسود والسيد، وينفخ في ريش المصفقين له من “نبلاء باريس” المتشبعين بعقدة “التفوق” الاستعمارية التي يجترّونها منذ حكم الحماية في المغرب منذ 1912″.

وتابع الشرقاوي منتقدا الكوميدي المغربي/الفرنسي بقوله: “في المقابل، قد ينفع جمال الدبّوز برمته أن يكون عينة مختبرية لدراسة تطوّر جيناته وأصله الأنثروبولوجي في أي مختبر يريد تجديد نظرية شارل داروين، ومعرفة مدى القرينة العضوية والتاريخية بين الدبوز والقردة. وقد يختلف العلماء في الرأي عند تفكيك جينات الدبّوز بشأن فرضيتين مرتقبتين: هل جمال الدبّوز من فصيلة الغوريلا أو البابون، أم من فصيلة المكاك صغيرة الحجم، أم فصيلة العواء وفير الشعر البنيّ على جلده. وهذه فرضيات غير مستبعدة تتماهى مع شكل الدبّوز ودوره كمهرّج السيرك في جلسة التلفزيون، وقد يكون ظاهرة بيولوجية مخضرمة تؤسس لداروينية جديدة Neo-Darwinism!”.

وأضاف “هي لحظة تختزل أيضا الكثير عن التركيبة النفسية وتجليات القوة في كولونالية الذهن، أكثر من استعمار الأرض أو سلب الموارد الطبيعية، لدى أكثر من جمال الدبوز وسائر المحتمين بإيماءة رضا من الأسياد الفرنسيين. تنطوي نكتة الدبّوز على معضلة نفسية وثقافية هي التشبع بمركب الدونية واحتقار الذات. ولا يبدو أنه طالع كتب فرانز فانون مثل “بشرة سوداء وأقنعة بيضاء” و”معذبو الأرض”. وأستحضر أيضا كتابات مثقف يهودي تونسي هو يمیم تربلأ أو Albert Memmi الذي ترعرع في تونس ودرس الفلسفة في الجزائر وفي السربون في باريس، وعانى مشكلة التمزق بين ثلاث ثقافات في الأربعينات والخمسينات. من أشهر كتابات “المُستعمِر والمُستعمَر” The Colonizer and the Colonized التي نشرها عام 1957 وكتب مقدمتها جون بول سارتر”.

وخلص الشرقاوي ناصحا الدبوز وغيره ممن على شاكلته بقوله: “قد يجد جمال الدبوز وأمثاله في هذه المؤلفات بعض التنوير الفكري والتعافي النفسي من معضلة الدونية المتواترة بين أغلب الفرنكفونيين!”.

ناصر لوميم

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.