الكشف عن ذهب السودان أججها.. سخرية لاذعة تواجه قفة رمضان
كلما هل شهر رمضان الأبرك إلا وأثيرت قضية ما تسمى “قفة رمضان” وهي المساعدة الغذائية التي تقوم بها السلطات الرسميات والمحسنون وجمعيات المجتمع المدني، وهي القفة التي أصبحت الدولة تطلق عليها في السنوات الأخيرة عملية “الدعم الغذائي”، حيث تثير كثيرا من النقاش وفي أحيان كثيرة الكثير من السخرية اللاذعة من طرف الرأي العام الوطني، بالنظر على هزالة محتويات هذه القفة، إضافة إلى مصاحبتها بكثير من البهرجة الإعلامية المجانية.
ويصر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على مهاجمة وانتقاد بشدة هذه العملية، ويصفونها بأنها حاطة من كرامة الفقراء، الفئة المستهدفة من العملية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجهات الرسمية التي ترفق عمليات توزيع تلك القفة بتغطية إعلامية مبالغ فيها، سواء على مستوى الحكومة المركزية بدءا برئيس البلاد الملك محمد السادس، أو على المستوى الإقليمي والمحلي حيث يقوم بها رجال السلطة، إذ يمعن هذا النوع من الإعلام في إظهار المحتاجين من أبناء الشعب الفقراء وهم يتلهفون من اجل أخذ حصصهم، ثم يصر هذا الإعلام على أخذ تصريحات من المستفيدين تنوه بملك البلاد أو برجال السلطة وبالدولة المغربية، على هذا “الكرم” الرمضاني.
وأطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع بداية الشهر الفضيل، مبادرات توزيع قفة رمضان على المحتاجين، والتي تسميها السلطات “الدعم الغذائي”، ويستفيد منها الآلاف من الفقراء والأرامل وذوي الإعاقة.
وكشفت إحصائية لمؤسسة “محمد الخامس للتضامن” التي تشرف على عملية الدعم الغذائي رسميا، أن عدد المستفيدين خلال شهر رمضان الحالي يصل إلى 2.5 ملايين شخص، بواقع أكثر من نصف مليون أسرة موزعة على مختلف الجهات، بينها أكثر من 400 ألف أسرة في القرى.
وتضم القفة قدرا من الدقيق والزيت والسكر والشاي وكميات من العدسن وهي الكميات التي ينظر إليها كثير من المغاربة على أنها لا تكفي أسرة من أربعة أشخاص إلا لأيام معدودات، ومن هنا تأتي الموجة العارمة من الانتقادات والسخرية اللاذعة لهذه القفة، خاصة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستمر هؤلاء في تبادل صور وتدوينات غاية في السخرية اللاذعة.
وبعدما تفجرت في السودان قضية الطائرة المحملة بالذهب الذي يعود لشركة مغربية مملوكة لجهات عليا في الدولة، أضيف لانتقادات النشطاء جرعة قوية من السخرية، حيث استبدل هؤلاء تلك الكمية الهزيلة من المواد الغذائية بسبائك من الذهب، الذي قالوا إن المواطن المغربي ما أحوج إليه، في ذات السياق الذي أعاد البعض من النشطاء التذكير بسؤال الملك الذي طرحه في إحدى خطبه “أين الثروة؟”، لكن النشطاء استعملوه بتهكم في إشارة إلى المفارقة بين الكمية القليلة جدا في قيمة القفة الرمضانية وبين الثروة الذهبية التي كشفت عنها السلطات السودانية والتي تعود إلى شركة مغربية مختصة في المناجم وتعود لجهة سيادية.
لكن بعيدا عن التهكم والسخرية، اجتهد بعض النشطاء في تكييف هذه العملية من حيث إهدارها للكرامة الإنسانية ولحقوق المواطن خاصة بحفظ كرامته وهويته وعدم التشنيع بصورته في الإعلام، ومن حيث أبعاد العملية الدينية إذ أنها حتى باعتبارها صدقة فهي بعيدة كل البعد عن روح الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على الستر في الصدقة، حيث يروى التراث الإسلامي أن الصحابة كانوا يقدمون الصدقة بأيديهم اليمنى ويحرصون على أن ترى اليد اليسرى خوفا من أن تكون رياء، ثم حاول بعض النشطاء تسليط الضوء على العملية كسياسية حكومية للتكافل الاجتماعي حيث أنتقد هؤلاء هذه الطريقة وأعطوا من بين البدائل أن لا تكون بالضرورة في شكل مساعدة عينية وأن تكون نقدا ويتم تسليمها في البنوك أو مكاتب البريد بعيدا عن أجهزة التصوير والإعلام.
إدريس بادا