المغرب يتجاهل رسميا تصعيد النظام الجزائري ويذكر فقط بحُسن الجوار

0

في ما يبدو أنه رد على الاستفزازات المتواصلة للنظام الجزائري، وآخرها اتهام المملكة بالمسؤولية عن قتل مواطنين ثلاثة جزائريين، اكتفى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس القول، اليوم الخميس، للصحافيين، إن “المغرب يعتمد مبادئ حسن الجوار مع الجميع”، في رد على استفسارات الصحافيين حول التطورات الأخيرة مع الجار الشرقي للمغرب.

ولم يقدم الوزير المغربي الناطق باسم الحكومة أية توضيحات أخرى، وانبرى يقدم باقي تفاصيل الاجتماع الحكومي الأسبوعي.

مصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة

وفي نفس سياق الأزمة مع الجزائر، وفيما يتعلق بوقف الجزائر العمل بأنبوب الغاز المغاربي_الأوروبي الذي يمر عبر المملكة، أكد بايتاس، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، أن القرار لن يكون له تأثير على المغرب، لافتا إلى أن الغاز الذي كان يستفيد منه المغرب لا يوجه إلى استهلاك المواطنين، بل يستخدم في إنتاج الكهرباء. ونوه إلى أن إنتاج المملكة للكهرباء لن يتأثر بتوقيف أنبوب الغاز المار عبر المغرب، وأن سعر الكهرباء “لن يعرف زيادة أي درهم”، مؤكدا أن “تأثير الوقف ضئيل جدا، إن لم أقل إنه منعدم”.

وكان مصدر مغربي  قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا إنه “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها، وإن المملكة لم ولن تستهدف أي مواطن جزائري مهما كانت الظروف والاستفزازات“.

وأعرب المصدر في تصريحه للوكالة في معرض تعليقه على بيان للرئاسة الجزائرية تحدثت فيه عن مقتل ثلاثة جزائريين بـ”قصف مغربي همجي”، على شاحنتهم بمنطقة الحدود بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية، عن إدانته لما وصفه بـ”الاتهامات المجانية” ضد المملكة.

وتابع أن “المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

وفي وقت سابق أيضا من يوم الأربعاء نفى مصدر مغربي “رفيع المستوى”، في تصريح لموقع قناة العربية السعودية “العربية.نت”، شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية، وذلك في أول رد على اتهام الجزائر المملكة المغربية باغتيال ثلاثة رعايا جزائريين في قصف لشاحناتهم.

كما شدد المصدر ذاته على أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة وسبق للسلطات الموريتانية نفيها”.

وأضاف أن “الجزائر تريد افتعال أزمة حول استعمال القوات المسلحة الملكية طائرات الدرون (المسيرات) التي قلبت موازين القوى”.

وتمر العلاقات المغربي الجزائرية بواحدة من اخطر الأزمات في تاريخ العلاقات المتوترة بين البلدين منذ حصول الجزائر على استقلالها سنة 1962. وفي شهر أغسطس الماضي أعلنت الجزائر من جانب واحد عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بسبب ما قالت الخارجية الجزائرية استمرار “أعمال عدائية” من الجانب المغربي، وهو ما رد عليه الأخير في بيان لوزارة خارجيته، بالرفض، معتبرا مبررات تلك المزاعم بـ”السخيفة”.

وفي وقت لاحق أعلنت الجزائر عن منع تحليق الطائرات المغربية فوق الأجواء الجزائرية، سواء المدنية منها أو العسكرية. واكتفت الرباط عبر الناقل الجوي الرئيسي بها بالتقليل من أهمية وتأثير الإجراء الجزائري.

وقبل أيام فقط وفي 31 أكتوبر الماضي، أعلن بيان رئاسي جزائري عن توقيف تدفق الغاز إلى اسبانيا، عبر أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب، وبررت الجزائر أسباب هذه الخطوة التصعيدية الجديدة، باتهام المغرب بجعله هذا الأنبوب ورقة للابتزاز، كما قالت.

سعاد صبري

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.