المغرب يحتج لاعتبار سبتة ومليلية اسبانيتين واسبانيا ترد عليه باحتجاج.. هل هي مؤشرات أزمة جديدة بين الرباط ومدريد؟
في تطورات جديدة في العلاقات المغربية الاسبانية التي تعيش على إيقاع التناغم منذ أزيد من سنة، احتج المغرب لدى المفوضية الأوروبية باعتبارها سبتة ومليلية “مدينتين اسبانيتين”، وسرعان ما جاء الرد من مدريد التي احتجت على الاحتجاج المغربي لوصفه بأن “المدينتين مغربيتين”.
وقد أرسلت الحكومة الإسبانية مذكرة شفوية إلى المغرب محتجة على الرباط بشأن وثيقة أرسلتها الأخيرة إلى بروكسل، بحسب ما نقلت جريدة “إلموندو” الاسبانية.
ووجهت الحكومة الإسبانية مذكرة شفوية إلى المغرب لنقل شكواها إلى الرباط لإشارته إلى سبتة ومليلية كمدينتين مغربيتين في وثيقة أرسلتها إلى بروكسل، بحسب مصادر دبلوماسية.
الرسالة، التي ترفض فيها مدريد “بشكل قاطع” اللغة المستخدمة، للإشارة إلى هاتين المدينتين الاسبانيتين، وتذكر أن حدودهما معترف بها دوليًا، تأتي بعد إرسال المغرب،
في نفس الوقت، مذكرة شفوية للاحتجاج على تصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريتيس شيناس.
وفي الرسالة التي كشفت عنها صحيفة “الباييس” قبل أيام، أعرب المغرب عن استيائه من عدة مداخلات من قبل “شيناس” دافع فيها عن انتماء سبتة ومليلية لإسبانيا. هاتان المدينتان، الواقعتان على الساحل الشمالي للمغرب، هما الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي(EU) في القارة الإفريقية ونقاط حساسة للغاية على مستوى الهجرة.
وتضمنت الرسالة التي أرسلتها الدبلوماسية المغربية إلى وفد الاتحاد الأوروبي في الرباط، مرفقا يحتوي على عشرات “التصريحات العدائية” لشيناس حول المغرب و”مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين”، بحسب الصحيفة.
لكن هذا الخلاف الجديد بين المغرب وإسبانيا يحدث، بعد أن اتفق البلدان في فبراير الماضي على تجنب “كل ما نعرف أنه يسيء إلى الطرف الآخر فيما يتعلق بمجالات سيادتنا”، بحسب ما أشار إليه آنذاك رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز.
وخلال ذاك الاجتماع رفيع المستوى الذي عُقد في الرباط، أكدت الحكومتان اللحظة الجيدة في علاقاتهما منذ أن أنهى سانشيز، في مارس 2022، عاما من الصراع الدبلوماسي المرير مع المغرب، من خلال الموافقة على دعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية.
واندلعت هذه الأزمة الثنائية الكبرى الأخيرة في أبريل 2021، عندما استقبلت إسبانيا إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للعلاج من إصابته بفيروس كوفيد -19.
نورالدين اليزيد