بسبب الضغوط.. اليابان تمسك العصا من الوسط في الصراع الجزائري المغربي في مؤتمر تيكاد  

0

علمت جريدة “الناس” الإلكترونية أن اليابان، وتحت الضغوط التي مورست عليها، من الأطراف المعنية بقضية الصحراء، قبلت بمشاركة ممثل البوليساريو في اجتماعات “مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد)”، تارةً بيافطة على الطاولة كُتب عليها “الجمهورية الصحراوية”، وتارة أخرى من دون يافطة على غرار باقي المشاركين.

ولم يحضر حاضراً الرجلُ الذي ادعى تمثيل “جمهورية الصحراء”، في اجتماع التحضير لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد) في طوكيو، يوم الجمعة 23 غشت، ويحمل في حقيبته لافتة تشير إلى اسم تلك “الجمهورية”، خلال جلسة الافتتاح الرسمية التي ترأسها وزير الخارجية الياباني كاميكاوا يوكو يوم أمس السبت.

وبحسب بعض المصادر اليابانية فإنه يبدو أن هذا التطور يعكس تحركاً يابانياً محتملًا لمنع حدوث اضطرابات مثل الشِّجار السابق بين المندوبين الجزائريين والمغاربة حول لافتة تشير إلى اسم “الجمهورية الصحراوية”.

وذكرت بعض المصادر أن الرجل هو “السفير لامين باعلي”، الذي يمثل ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”. وقد أحضر معه في حقيبة “اسم مكانه” إلى اجتماع التحضير لقمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا (تيكاد)، يوم الجمعة، ووضعه على طاولته.

وفي أجواء من التوتر، قام أحد أعضاء الوفد المغربي بحركة جريئة لإزالة لافتة “الجمهورية الصحراوية” بالقوة. وقد قوبل هذا الإجراء بقوة مماثلة من قبل أعضاء الوفد الجزائري، مما أدى إلى تصعيد التوتر بين الطرفين في ما بدا وكأنه مباراة مصارعة، تورد المصادر اليابانية.

وقد شاب فوضى في جلسة يوم الجمعة بسبب لافتة تحمل اسم “الجمهورية الصحراوية”، التي لم تكن رسمية مثل لافتات أسماء الأماكن الأخرى التي وضعها المنظمون اليابانيون على طاولات جميع المشاركين.  وقد هرع مندوب مغربي إلى “لامين باعلي” وحاول بالقوة إزالة لافتة اسم المكان التي تحمل عبارة “الجمهورية الصحراوية”.

وفي تلك اللحظة، شوهد أعضاء الوفد الجزائري وهم يهرعون إلى المكان ويعاملون المندوب المغربي بقسوة بإلقائه على الأرض في ما بدا وكأنه مباراة مصارعة. وقد أدى الشّجار إلى تأخير الجلسة التي تضمنت تحيات من إمبراطور اليابان.

وقال بعض المشاركين في الاجتماع إن “لامين باعلي” يحمل جواز سفر جزائري. ورفض الإشارة إلى أنه تمت دعوته إلى اليابان كممثل لـ “الجمهورية الصحراوية”.

ووفق إفادات يابانية فقد استمرت جلسة السبت، التي تضمنت خطابات من كاميكاوا وممثلين عن موريتانيا ومفوضية الاتحاد الإفريقي، دون وقوع حوادث. وكان ذلك راجعا إلى حد كبير إلى يقظة مسؤولي وزارة الخارجية اليابانية وموظفي الأمن، الذين تمركزوا بالقرب من مقعد ممثل البوليساريو “لامين باعلي” لمنع أي اضطراب محتمل في جلسة الافتتاح يوم السبت، والتي كانت مفتوحة أمام وسائل الإعلام.

ومع ذلك، في الجلسة المغلقة التالية، قالت المصادر إن لافتة تحمل اسم “الجمهورية الصحراوية” شوهدت على طاولة لامين باعلي، مما يدل على وجود تسامح من جانب المنظمين اليابانيين.

ورفض المسؤولون اليابانيون التعليق لوسائل الإعلام على ما إذا كانت دعوة حضور ممثل البوليساريو في الاجتماع قد تمت الموافقة عليها.

وفي وقت سابق، قال مسؤول ياباني رفيع المستوى: “سنتخذ القرار المناسب”.

ومع ذلك، كان المقعد الذي كان يشغله “لامين باعلي” يحمل لافتة “محجوز”، مما يشير إلى أن اليابان قبلت مشاركته بسبب ضغوط من الجزائر وجنوب إفريقيا، حيث لا تعترف اليابان بـ”الجمهورية الصحراوية”. وتشير هذه اللافتة، التي تستخدم عادة للإشارة إلى مقعد لا ينبغي شغله، بوضوح إلى الضغوط الدبلوماسية التي كانت اليابان تحتها.

وباستثناء قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية (ومع)، منقولة يوم أمس السبت عن القناة التلفزية “ميدي 1” الرسمية، في ما قالت إنه “خبر حصري”، جددت فيه اليابان بشكل رسمي “عدم اعترافها بالكيان الوهمي البوليساريو”، فإن الرباط لم تعلق رسميا على الأخبار الواردة من اليابان.

وطغى النزاع الجزائري المغربي حول الصحراء، وهو صراع طويل الأمد حول سيادة منطقة “الصحراء الغربية”، على اجتماع وزراء خارجية “تيكاد” الذي انعقد هذا الأسبوع.

عبدالله توفيق

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.