
بوتين سخر من تزويد واشنطن كييف بها.. تعرف على منظومة باتريوت الدفاعية
وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت) بأنها “قديمة”، وأن روسيا “سوف تجد حلا”.
وأضاف بوتين، عندما سُئل من قِبل مراسل على التعليق على قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بمنظومة باتريوت: “فيما يتعلق بالباتريوت، هذه منظومة قديمة تمامًا، ولا يعمل كما تعمل منظومة اس- 300”.
“هؤلاء الذين يعارضوننا يعتقدون أن هذا سلاح دفاعي، هذا ما يقولون، لكن هذا في عقولهم، نحن سوف نجد حلا”.
“لذا من يفعلون ذلك يضيعون وقتهم، إنه يؤخر الصراع فقط”.
وقال الرئيس الروسي، ردا على سؤال أحد المراسلين حول ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية للدبلوماسية في أوكرانيا: “كل النزاعات والصراعات المسلحة تنتهي بطريقة أو بأخرى بنوع من المفاوضات”.
وتابع بوتين: “لم نرفض أبدًا، كانت القيادة الأوكرانية هي التي رفضت بنفسها إجراء مفاوضات”، مضيفًا أنه “عاجلاً أم آجلاً، سيجلس أي طرف في النزاع ويتفاوض، وكلما أدرك المعارضون لنا ذلك، كان ذلك أفضل”.
وأضاف: “لم نتخل عن ذلك قط”.
وكان البيت الأبيض أكد أن أوكرانيا سوف تحصل على منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية حتى تتمكن من التصدي للهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة، وذلك قبيل وصول الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي لواشنطن الأربعاء 22 ديسمبر إلى واشنطن في زيارة هي الأولى له خارج البلاد منذ بداية الاجتياح الروسي.
ومنذ بداية الحرب الأوكرانية في فبراير الماضي، تلقت أوكرانيا منظومات دفاع جوي غربية مختلفة من أهمها صواريخ ستينغر المحمولة على الكتف، ومنظومات دفاعية أكثر تقدما موجهة بالرادار وأخرى تعمل بالتتبع الحراري. وتوفر الصواريخ التي استلمتها كييف مستوى متقدماً من الحماية ضد تهديدات مختلفة.
وتُعد منظومة باتريوت الدفاعية خطوة جديدة في نفس الاتجاه، والتي من شأنها أن تعزز قدرة البلاد في مواجهة الآلة العسكرية الروسية المتفوقة.
بالطبع لن تكون تلك الصواريخ حلا سحريا، لكنها تتمتع بقدرات كبيرة للغاية علاوة على أنها فعالة وعالية التكلفة. ويبلغ ثمن كل صاروخ من صواريخ باتريوت ثلاثة ملايين دولار، وهو ما يقدر بحوالي ثلاثة أضعاف قيمة الصاروخ الواحد المستخدم في نظام الدفاع الجوي NASAMS. ودخلت وحدتان من منظومة NASAMS الخدمة في الجيش الأوكراني منذ عدة أسابيع.
وقال البيت الأبيض، في بيان صدر في هذا الشأن، إن صواريخ باتريوت الجديدة سوف تكون من “المقومات الهامة الضرورية للدفاع عن الشعب الأوكراني ضد الهجمات الروسية البربرية على البُنى التحتية الحيوية في أوكرانيا”.
واستُخدمت هذه المنظومات الصاروخية للتصدي لصواريخ سكود الروسية الصنع التي استخدمها العراق في حرب الخليج الأولى ومنذ ذلك الحين لم يتوقف تطويرها من قبل الشركة المصنعة لها رايثيون تكنولوجيز. وتضم البطارية الواحدة من هذه المنظومة وحدة قيادة ومحطة رادار لرصد الخطر القادم ووحدة إطلاق الصواريخ.
وتتراوح مدى فعالية النظام ما بين 40 الى 160 كم حسب الصاروخ المستخدم. ويتم نشر هذه المنظومات للدفاع عن مناطق معينة مثل المدن الكبيرة او الأهداف العسكرية الحيوية أو البنى التحتية الحيوية مثل محطات توليد الكهرباء أو المصانع أي ما يُعرف بالأصول عالية القيمة.
وأشار الإعلان الأمريكي إلى وحدة واحدة من نظام باتريوت والتي تشمل محطة رادار، ووحدة قيادة، وعربة إطلاق الصواريخ.
ومن المتوقع أن يتم نشر الوحدة في مناطق تضم أصول عالية القيمة أو المدن الرئيسية لتحقيق قدر إضافي من الحماية.
ولن نعرف أماكن نشر هذه الصواريخ، إذ أنها بمجرد أن تصل إلى أيدي الأوكرانيين سوف تتحول إلى ملكية أوكرانية وتحت إمرة الجيش.
تجدر الإشارة أيضا إلى أنه لن تقوم قوات أمريكية أو غيرها من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتشغيل هذه المنظومات داخل أوكرانيا. لذلك يتوجب على القوات الأوكرانية التدريب على استخدامها وسيجري التدريب خارح أوكرانيا.
وربما يجري هذا التدريب حالياً. وقال الجيش الأمريكي إنه سيتوسع في تدريب القوات الأوكرانية بشكل عام في ألمانيا اعتبارا من يناير/ كانون الثاني المقبل.
من جانبها، وصفت موسكو أي خطط لنشر صواريخ باتريوت في أوكرانيا بأنها عمل “استفزازي” وتوسع في التدخل العسكري الأمريكي في البلاد. وقالت روسيا إن هذه الصواريخ سوف تكون “هدفا مشروعاً” لهجماتها الصاروخية، وهي العبارة التي قيلت قبل بداية هذه الحرب.
ويُعد قرار إرسال صواريخ باتريوت تأكيداً على أن واشنطن مستمرة بالالتزام بتقديم كل ما ضروري لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
من جهة أخرى فإن استمرار إيران في إمداد روسيا بالطائرات المسيرة وربما غيرها من الأسلحة يثير المزيد من المخاوف. والنتيجة النهائية للدور الإيراني هي نشر المزيد من النظم الدفاعية الغربية الأكثر تقدما في أوكرانيا، وهو ما لا ترغب به موسكو.
بالمحصلة من الصعوبة بمكان أن نحدد بدقة تأثير نشر صواريخ باتريوت في أوكرانيا.
ومن المؤكد أن هذه الصواريخ ستوفر حماية إضافية، لكن نظراً لحجم وتكلفة هذه الصواريخ فإن عددا قليلا منها سوف يرسل إلى كييف.
الناس/وكالات