تدويناتٌ أولَمبِية

على هامش مشاركة المغرب المخجلة في أولمبياد باريس

0

نورالدين اليزيد

انتهت أولمبياد “باريس 2024″، واكتملت لوحة الدول المتوجة بالميداليات في مختلف الرياضات، وكان رصيد بلدنا المغرب، على غرار المشاركات  السابقة، ضعيفا ولا يتجاوز ميدالية ذهبية واحدة بفضل العداء العالمي سفيان البقالي، وأخرى نحاسية على إثر مشاركة مميزة لمنتخب كرة القدم الذي احتل الصف الثالث لأول مرة كمنتخب عربي، وبنتائج صفرية لباقي الرياضيين والرياضيات، والذين كانت مشاركاتهم شبه رمزية (بطل أو بطلين في أغلب الرياضات)، ليُطرح السؤال عن استمرار الحكومة في دعم جامعات رياضية لا تجني للبلاد والعباد غير الخيبات، ولِتُثار كثير من الشكوك حول غياب المساءلة لرؤساء هاته الجامعات، ولاسيما البعض منهم مِمّن خلدوا على رأس جامعاتهم ما يناهز الربع قرن من الزمن !!

نورالدين اليزيد

هذه تدوينات “أولمبية” كتبها صاحبها بالموازاة مع مباريات دورة باريس..

الأولى

حصيلة هزيلة جدا جدا..

على رؤساء الجامعات الرياضية الفاشلين أن يرحلوا إن كان في كمامرهم (وجوهِهم) قطرة دم من خجل..

إرحلوا أيها الفاشلون والفاسدون الخالدون في كراسيهم من أجل الريع فقط وليس من أجل مصلحة الوطن!!

الثانية

ألف مبروك وبرافو البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي على الإنجاز غير المسبوق وطنيا بتتويجه بالذهب الأولمبي مرتين وفي دورتين اثنتين..

سفيان البقالي عند وصوله الأول إلى خط نهاية مسابقة 3000 مبر موانع في أولمبياد باريس 2024 يوم الأربعاء 7 غشت 2024

البقالي هو نقطة الضوء الوحيدة في المشاركات المغربية في أولمبياد “باريس2024” لحد الآن..

نفرح مع سفيان ونأسف لخيبات باقي الرياضات الأخرى باستثناء كرة القدم التي كانت مشاركتها مميزة في انتظار التأكيد غدا في لقاء المغرب ومصر من أجل البرونزية..

الثالثة

وحان وقت أخذ الصور مع البطل سفيان البقالي..

ماذا فعلت يا سي أحيزون لألعاب القوى المغربية رغم ضخ الملايير منذ توليك رئاسة الجامعة طيلة 18 سنة (منذ2006)؟

رئيس الجامعة المغربية لألعاب القوى عبدالسلام احيزون يحيي البطل سفيان البقالي في المدرجات بعد تتويجه بالذهب في مسابقة الـ3000 موانع في مطار دورة باريس 2024 الأولمبية

البقالي بطل شبه عصامي، وأما جامعتك التي هي مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا فنتائجها صفرية، وحتى المشاركات المشرفة التي كانت بفضل ألعاب القوى طيلة سنوات من التألق، أصبحت في عهدك غائبة تماماً..

الرابعة

انتصار المنتخب الأولمبي المغربي اليوم أمام منتخب مصر وتتويجه بالبرونزية والمرتبة الثالثة، هو انتصار بأبعاد اعتبارية عدة؛ أولها أن عناصر المنتخب المغربي كانت تستحق لعب النهائي لولا بعض الارتباك التقني في النصف نهائي أمام اسبانيا، والذي جعل المنتخب المغربي يخسر بسذاجة، ولذلك فإن الرجوع إلى أجواء التنافس بهذه الروح العالية يستحق التتويج وحسن الختام هذا.

‏كما أن الفوز على المنتخب المصري تحديدا، وبهذه الطريقة، يعيد الاعتبار للكرة المغربية التي خسرت في الآونة الأخيرة أمام نظيرتها المصرية في مناسبات حاسمة، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية!

‏ألف مبروك لأشبال الأطلس الذين كانوا اليوم أسوداً تجيد الزئير!

عناصر الفريق الوطني المغربي الأولمبي بعد فوزهم على منتخب مصر بـ6-0 يوم الخميس 8 غشت 2024 بمناسبة دورة باريس 2024 وتتويجهم لأول مرة بالميدالية النحاسية

الخامسة

المسؤول الأول عن إخفاق منتخب كرة القدم وتضييعه للتتويج بالذهب أو الفضة الأولمبيين، هو رئيس الجامعة فوزي لقجع، لأنه سمح بهذه الفوضى وهذا التدبير الهاوي للمنتخب الأولمبي، والذي قد يرتقي إلى تهمة فساد في التسيير.. وقد يرتقي كل ذلك إلى فضيحة من العيار الثقيل إذا ما تحدث المدرب الأول كما هو مفترض ومفروض طارق السكيتيوي، الذي يبدو أنه جيء به ليقوم بدور كومبارس، على افتراض أن المدرب الحقيقي هو الركراكي..

صورة مأخوذة للركراكي من فيديو وهو في الفيستير مع اللاعبين في لقاء المغرب واسبانيا

*ملحوظة: صورة الركراكي في الفيستير مع اللاعبين في لقاء المغرب واسبانيا وحدها تعتبر تسيبا وتنطعا ووقاحة وفضيحة..

السادسة

ما قلته بعد الخسارة أمام أوكرانيا أعيد قوله بعد الخسارة اليوم في النصف نهائي بين المغرب واسبانيا، السكيتيوي ليس المسؤول الوحيد، بل الركراكي وبنمحمود وقبلهم وبعدهم فوزي لقجع، الذي سمح بهذا التدخل والتداخل في المسؤوليات والمهام، وسمح بالتالي بهذا “الفساد” التدبيري..

فوزي لقجع ووليد الركراكي ورشيد بنمحمود في المدرجات يتابعون لقاء المغرب ومصر

السكيتيوي أظهر خلال تصرفاته وتصريحاته أنه ساذج ويفتقد للصرامة والكاريزما، والرگراگي هو “الخوخ اللي كون كان يداوي كون داوى راسو” وجاب لينا كأس الأمم الإفريقية!!

على الجميع تحمل مسؤولية الخسارة الساذجة اليوم.

السابعة

هل تعلم أخي المغربي أختي المغربية أن هذا الماثل أمامكم في الصورة المدعو جواد بلحاج يكاد يغلق قوس ربع قرن على رأس الجامعة الملكية للملاكمة التي تولّى مقالدها منذ عام 2002، أي أنه يُكمل هذه الأيام بالضبط 22 سنة على رأس هذه الجامعة، والنتيجة أنه بعد ست مشاركات في الألعاب الأولمبية، تكاد تكون النتيجة صفرية باستثناء لقب بطولة العالم للملاكم محمد ربيعي في 2015، ونحاسية أولمبية لنفس البطل بعد سنة من ذلك في أولمبياد “ريو2016″، علما أن البطل ذاته خرج بتصريحات في حينه كشف فيها معاناته في التداريب وبإمكانيات ذاتية جد بسيطة، وبأنه “كان تيتريني في گراج” بأحد الأحياء الشعبية بالدار البيضاء!

جواد بلحاج رئيس الجامعة الملكية للملاكمة
جواد بلحاج رئيس الجامعة الملكية للملاكمة إلى جانب العاهل المغربي خلال أداء مهمته كمدير التشريفات والأوسمة الملكية

بلحاج هذا للإشارة فإنه محسوب على أبناء “دار المخزن”، بحيث هو ثاني رجل يتبوأ مكانة/منصب مدير التشريفات والأوسمة في قصر الملك محمد السادس، بعد عبدالحق المريني، وقبل أن يتوارى -عن منصبه- وعن الأنظار لأشهر قبل أن يُعلن بلاغٌ ملكي عن استبداله بالقادم من القوات المسلحة الملكية عبدالعالي بلقاسم في مثل هاته الأيام “الغُشتية” الحارّة سنة 2019!

تألُّق كرة القدم المغربية في أولمبياد “باريس2024” لا يجب أن يكون الشجرة التي تخفي الغابة، والغابة هنا هي غابة جرداء وقحلاء، وهي الإخفاقات المتعددة والسقوط المتتالي والخيبات المتراكمة لممثلي المغرب في باقي الرياضات، عدا عن الغياب أصلا عن التواجد في مسابقات بعض الرياضات الأخرى بأولمبياد فرنسا!!

وضعية بلحاج في قربه من “دار المخزن” تقريبا هي نفس وضعية زميله محمد أحيزون رئيس جامعة ألقاب القوى التي يتولى رئاستها منذ 2006 (18سنة)، والنتائج طبعا يعرفها القاصي والداني، بل إن الرجل يُسجَّل له أن حتى الرصيد الذي خلفته الأسماء الأسطورية اعويطة والمتوكل وبيدوان والگروج وبوطيب والسكاح وعوّام والآخرون والأخريات، هذا الرصيد دمر طاسيلت أمو تدميرا ولم يبن عليه ليعطينا جيلا جديدا من طينة تلك الأسماء الذهبية!

بلحاج أيضا يتقاسم مع شخصية أخرى انتماءه أو قربه من محيط القصر الملكي، كما يتقاسمان المنصب الرياضي، وهو فيصل العرايشي، المسؤول الأكبر والأول عن الإخفاق الكبير للرياضة في المغربية في المحفل الأولمبي الأخير وما قبله وقبل قبله، وهو الشخصية المعروفة بفشلها في تدبير قطاعات أشرف عليها منذ سنوات، ولاسيما قطاع حيوي من قيمة الإعلام السمعي البصري؛ بحيث هو الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (سورياد-دوزيم)، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، وبالخصوص رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، حيث أعيد انتخابه على رأسها للمرة الثالثة على التوالي في العام الماضي!

العرايشي الذي خلد على رأس الإعلام السمعي البصري منذ ربع قرن بالتمام والكمال (منذ 1999)، فكانت النتيجة البئيسة والكارثية التي يعرفها كل الناس، وهي تلفزيونات وإذاعات رسمية جامدة وغير مواكبة لتطور الإعلام الدولي، بل ومُنفّرة وطاردة لاهتمام المواطنين، بسبب إنتاجها الضحل وغير التنافسي، فإن الرجل اليوم هو أيضا من يترأس اللجنة الوطنية الأولمبية التي تتصرف في ميزانية فلكية من ملايين الدراهم سنويا، بأهداف مفترضة ومسطرة مسبقا وهي النهوض بالرياضة الوطنية وإعداد الفرق الوطنية لتكون في مستوى المسابقات القارية والدولية وصناعة أبطال قادرين على تمثيل العلم الوطني خير تمثيل، بيد أن النتائج هي عكس ذلك تماما؛

فلماذا إذن شخصيات مقربة من دوائر أعلى سلطة في البلاد يصدر عنها كل هذا الفشل الذريع في التسيير والتدبير وطيلة كل هاته السنوات الفلكية؟ هل هو الشعور بالحماية من أية محاسبة؟ أم أنه مجرد تقصير بسبب التزاماتهم الأخرى من غير التدبير الرياضي وهو ما لا يعفيهم من المساءلة؟ أم أنه مجرد خوف لمسؤولي المؤسسات الدستورية الأخرى الرقابية من الاقتراب من مثل هاته الشخصيات لمساءلتها على سوء التدبير وهدر المال العام؟

الثامنة والأخيرة.. طلقات رصاص!

على هؤلاء…

تألُّق كرة القدم المغربية في أولمبياد “باريس2024” لا يجب أن يكون الشجرة التي تخفي الغابة، والغابة هنا هي غابة جرداء وقحلاء، وهي الإخفاقات المتعددة والسقوط المتتالي والخيبات المتراكمة لممثلي المغرب في باقي الرياضات، عدا عن الغياب أصلا عن التواجد في مسابقات بعض الرياضات الأخرى بأولمبياد فرنسا!!

طيب من المسؤول/المسؤولون؟

هُم معروفون جيدا بالاسم والصفة والعنوان.. هم رؤساء الجامعات الذين يتصرفون في أموال الخزينة العمومية بعيدا عن الأعين وبعيدا عن الرقابة المؤسساتية، وكأنهم يديرون إقطاعيات تركها لها آباؤهم وأجدادهم، والنتائج طبعا صفرية بل ومخجلة في كثير من الحالات..

رؤساء مختلف الجامعات الرياضية على رأسهم كل من رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس جامعة المضرب فيصل العرايشي ورئيس ألعاب القوى عبدالسلام أحيزون

المسؤول الأكبر والأول هو شخصية معروفة بفشلها في تدبير قطاعات أشرف عليها منذ سنوات، ولاسيما قطاع حيوي من قيمة الإعلام السمعي البصري؛

أتحدث عن السيد فيصل العرايشي رئيس اللجنة الأولمبية المغربية منذ سنوات عديدات (…)..

هذه اللجنة الوطنية الأولمبية التي تتصرف في ميزانية بملايين الدراهم سنويا، لتعجز في الأخيرة عن تدبير جيد للجامعات الرياضية في أفق صناعة أبطال تنافسيين يرفعون علم الوطن خفاقا بين أعلام الأوطان في المحافل الدولية.. ولتستمر هذه اللجنة الأولمبية في حصد سوى الخيبات اللهم إذا استثنينا في الوقت الراهن البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، وهو استثناء لا يقاس عليه!

فهل مِن مُحاسِب لهؤلاء المسؤولين الفاشلين الخالدين في مناصبهم رغم الخيبات، وهل مِن غيور على المال العام المهدور بلا جدوى؟!

 #خليونا_ساكتين

ملحوظة: هذه المقالة هي تجميعة لعدد من التدوينات نشرها صاحبها على حساباته في فيسبوك وموقع X في أوقات متفرقة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.