تدوِينَتان في مُسيلمة زمانه.. بنكيران!*

0

نورالدين اليزيد

عندما سألتِ الصحافية رئيس الحكومة السابق #عبدالإله_بنكيران، مؤخرا، عن استمرار استعماله سيارة فاخرة رغم مغادرته منصبه قبل نحو ثلاث سنوات، أجابها بأنها من إهداء “سيدنا” (الملك) (جزاه الله خيرا)، ولمّا أردفت مستفسرة عن التقاعد السمين الذي خصص له والذي يصل إلى 70 ألف درهم شهريا (7ملايين)، رد أيضا بأن “سيدنا” هو من فعل!

#بنكيران يعرف أكثر من غيره أن السيارة الفاخرة حتى لو سلمنا تجاوزا أنها من مال الملك، فإن ال 7 ملايين ليست مالا خالصا لرئيس الدولة ولكنها من الخزينة العامة، أي من جيوب المواطنين.. وإذا استحضرنا القرار الذي فرضه بنكيران أثناء ولايته واعتبره مدعاة لافتخاره وهو قرار #الأجر_مقابل_العمل الذي أصبح سيفا مسلطا على رقاب الموظفين الراغبين في الإضراب، فإن التقاعد السمين إضافة إلى تقاعداته المدنية الأخرى ومنها تقاعده كبرلماني، تعتبر غير مستحقة على الأقل من باب ضخامتها ومقارنتها بتقاعد هزيل يتقاضاه غالبية أبناء الشعب، والذي قد يصل في بعض الحالات 200 أو 300 درهم..

بنكيران يعرف أن التقاعد غير المستحق هذا هو أكل أموال الناس بالباطل حتى ولو احتمى بكرم وسخاء “سيدنا”، لأن “سيدنا” ليس إلا ملكا قد خلت من قبله الملوك، والصواب كان لبنكيران أن يلوذ إلى ما يقوله الشرع والدين الذي رفعه ويرفعه حزب السيد عبدالإله كشعار لاستفادتهم من الريع السياسي، ما يقوله في مثل هذه الحالة.. والدين يقول أن المال في الإسلام هو لله وأن الناس مستخلفون فيه فقط وينبغي استعماله للمصلحة العامة بقسط وعدل!! وما حظي به بنكيران من مال قد يدخل في باب آكلي السحت الذي من بين صوره الرشوة وهي منح العطايا والهدايا للحاكمين والقضاة وذوي الجاه!

أخيرا وبصفتي مواطنا يقتطع تقاعدك من جيبي وعلى حساب أهلي وعشيرتي، فإني أتضرع إلى الباري عز وجل بأن يعجل المولى بأخذ حقنا منك أنت وأمثالك من آكلي السحت من أموالا غير المستحقة لكم.. اللهم ولا تبارك لهم فيه أبدا.. اللهم آمين!

#بنكيران يفتي.. ونسِيَ نفسه!

آخر مَن يمكنه الإفتاء في مسألة المروءة والتشكيك في العقيدة هو أنت يا #عبدالإله_بنكيران آكل أموال المغاربة بالباطل، أي آكل السّحت..وأما قولك إن أعضاء لجنة النموذج التنموي هم مشككون في الدين، فحتى لو فرضنا ذلك جدلا، فإنهم لن يكونوا بمستوى صنيعك وازدرائك للدين الذي تدوس عليه بالنعال لتحقق مآربك ومآرب حاشيتك وعشيرتك الأقربين!!

لا ننزه لجنة الـ 35 التي نحن ضد وجودها أصلا وفصلا، لأنها مجرد تضييع للوقت والجهد والمال العام، ومجرد بلقنة للمؤسسات وتشتيت لصناعة القرارات العامة، كما لا ننزه أعضاءها الذين وصلتنا معلومات أن منهم من يملك معامل يشغل فيها المئات من المغاربة بأقل من الحد الأدنى من الأجر، وتحت غطاء أنهم متدربون (سطاجير) مع أنهم قضوا سنوات في العمل و”الدمير”، فكيف لمثل هؤلاء الأشخاص أن يبدعوا لنا نموذجا تنمويا!!؟ لكن ما يهمنا في خرجة مضلِّل الناس ومسيلمة زمانه، هو هذا التنطع وهذا التأسلم وهذا الظهور بمظهر الرجل المتدين الورع المتقي العفيف والكفيف الذي لا يدخله الباطل من خلفه ولا من بين أيديه ولا من أمامه، بينما مالُه وأجره اليوم يسرقه من خزينة البلاد والعباد، وعلى حساب اليتامى والأرامل والكادحين وذوي الحاجة المكروبين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم، بينما أنت تستفيد من أكثر من 10 ملايين سنتيم شهريا كتقاعد عن تقاعداتك الكثيرة وآخرها تقاعدك كرئيس حكومة!

الأنكى من أنك لا تخجل من استغلال الدين بطريقة وقحة للغاية، كما تفعل اليوم مع أعضاء النموذج التنموي، هو أنك تُظهِر فيك -وبكل صفاقة- الرجل الشرّه الذي لا يكفيه كل هذا المبلغ الذي يُمَرَّر إلى حساباته البنكية شهريا من مال هذا الشعب الفقير، وتستغل أبشع استغلال وأخبثه #الدّين لابتزاز #الدولة بعدما استغللتَ أسوء وأخطر استغلال هذا المقدس لتضليل الناس والكذب عليهم بأنك ستحقق لهم عدالة اجتماعية مفترى عليها، لكن بمجرد ترؤسك للحكومة انبريت لنهب جيوب المواطنين بالضرائب والرفع من الأسعار وإغلاق أبواب التوظيف في وجههم، بمبرر إنقاذ الخزينة العامة للدولة من الإفلاس، وها أنت اليوم تجني ريع ما أخذت وتمد يدك بدون أن يحمر خدّك من الخجل لتتقاضى ما تتقاضاه من مال غير مستحق من خزينة الدولة هاته!

أن تبتز الدولة فهذا ما ليس غريبا عنك وعن أمثالك ممن يستغلون الدين أو المال أو #الوطن من أجل ذلك، لكن ما يضيرنا هو هذا التكالب الوقح على استعمال الدين وتنسى أنك أول من يسيء للدين، من جهة الركوب عليه أولا، وثانيا من جهة أنك تقول ما لا تفعل وكبُر مقتا وإثما أن تقول ما لا تفعل يا مسيلمة زمانه! و #خليونا_ساكتين

*التدوينتان منشورتان على حساب الكاتب في فيسبوك

[email protected]

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.