
تسونامي كورونا يضرب تونس.. تطور دراماتيكي في عدد الإصابات والبلاد عاجزة على فرض حظر شامل+صور
في خبر عاجل ورد اللحظة من مساء يومه الجمعة 25 يونيو أقدمت الحكومة التونسية على فرض حظر التجول من الساعة الثامنة مساء حتى الخامسة صباحا في المناطق المعزولة بسبب تفشي وباء كورونا، وفق ما أورد بيان صادر عن الحكومة قبل قليل.
وتضرب موجة جديدة من وباء كورونا مختلف المدن التونسية، حيث تشهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات والوفيات.
وبحسب اللجنة العلمية في البلاد، فإن الوضع الوبائي أصبح كارثيا، وإن موجة تسونامي كورونا تضرب تونس مع ارتفاع كبير للإصابات واقتراب أقسام الإنعاش من الامتلاء.
وقال عضو اللجنة الدكتور أمان الله المسعدي، في تصريحات لوكالة رويترز، “موجة تسونامي كورونا تضرب البلاد… إنها موجة رهيبة فعدد التحاليل الإيجابية مرتفع للغاية وعدد الوفيات يتجاوز أحيانا مئة حالة يوميا وأقسام الانعاش اقتربت من الامتلاء”.
ووصفت اللجنة الوضع الوبائي في البلاد بـ”الدرامي”، مشيرة إلى أن نسبة العدوى وامتلاء أسرة الأوكسجين وأقسام الانعاش بلغت 90 بالمائة بالمستشفيات العمومية، فضلا عن ارتفاع نسبة الاختبارات الايجابية اليومية إلى 36.12 بالمائة.
#القيروان_تستغيث#save_Kairouan#Kairouan_is_dying#COVID_killing_Kairouan#تونس
🙏🙏😢
PRAY FOR OUR PEOPLE 🇹🇳💔 pic.twitter.com/OpmZ9yZ9aa— 🌵 (@MELKIMALI1) June 19, 2021
ويرى نائب رئيس الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية، زهير سويسي، أن الوضع متازم جدا في البلاد مع الارتفاع الملحوظ في الحالات في جميع أنحاء البلاد.
وأشار سويسي في تصريحات لموقع قناة “الحرة” (الأمريكي)، إلى أن بعض الولايات سجلت حالات بمعدل 400 حالة لكل 100 ألف وهو ما يفوق إمكانيات الحكومة.
وبدأت الموجة الجديدة من مدينة القيروان، التي شهدت ارتفاع غير مسبوق في حالات الإصابة بالوباء وفي أعداد الوفيات. وخلال الأيام الماضية تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد صورا للازدحام في المستشفيات، وصورا لمرضى في الشوارع أمام المستشفيات.

مما دفع تونسيين إلى تدشين حملة افتراضية تحت شعار “القيروان تستغيث” على مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة السلطات بتكثيف جهودها لمساعدة المدينة الواقعة وسط البلاد على الحد من تفشي وباء كورونا.
وبلغت نسبة الإيواء بالمستشفيات في القيروان خلال الأيام القليلة الماضية طاقتها القصوى، بعد أن وصلت نسبة التحاليل الإيجابية اليومية إلى 60 بالمائة، وفق تصريحات مسؤولين صحيين بالمدينة.

“وضع الوباء في البلاد صعب جدا”، بحسب ما قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، سهيل العلويني. وأشار إلى أنه في بداية الأزمة لم يكن يوجد سوى 5 أسرة إنعاش في القيروان.
وذكر العلويني في تصريحات لموقع “الحرة” أنه بسبب الدعم المجتمعي والحكومة ارتفع هذا العدد لـ35 سريرا ونحو 200 جهاز أوكسجين، مؤكدا أنه لا يزال يوجد هذا الكم الهائل من الحالات التي لا تجد لها مكانا في المستشفيات.
ولفت سويسي إلى أنه في مدينة القيروان لاحظ الأطباء ارتفاع نسبة الإصابة بالوباء بين الأطفال، مما يعني ارتفاع معدلات الإصابة داخل المدينة حتى أصيب الأطفال أو توجد سلالة جديدة هي السبب في ذلك.
واضطرت الحكومة إلى الاستعانة بالجيش لإنشاء مستشفى ميداني عسكري في مدينة القيروان، لاستقبال مرضى كورونا بعد امتلاء المستشفيات الحكومية بالمصابين.
حظر في أربع ولايات
من جهتها، أعلنت الحكومة التونسية فرض إغلاق لأسبوع في أربع ولايات يتجاوز فيها معدل العدوى بفيروس كورونا 0,4 بالمائة، فيما تواجه المستشفيات صعوبات في معالجة الإصابات الخطرة في بعض مناطق البلاد.
ويشمل الإغلاق ولايات باجة وسليانة (شمال غرب) وزغوان (شمال) والقيروان (وسط) حتى 27 يونيو، وفق ما أفادت رئاسة الحكومة في بيان الأحد.
وسجل في الولايات الأربع معدل تجاوز 400 إصابة لكل 100 ألف نسمة خلال الأسبوعين الأخيرين. وأوضحت الحكومة التونسية أنه سيتم تكثيف حملات التقصي وإحداث مراكز عزل جهوية للمصابين.
وبحسب وزارة الصحة، سجلت تونس 88 حالة وفاة جديدة و3951 إصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي الوفيات 14406 حالة، ونحو 387 ألف إصابة.
السبب سلالة دلتا
وأرجع العلويني هذا الوضع المأساوي إلى تفشي “سلالة دلتا”، سريعة الانتشار في البلاد، وتوقع تصاعد في الحالات خلال الأيام القادمة.

ويوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة رصد ست إصابات بسلالة دلتا الجديدة من فيروس كورونا والتي ظهرت للمرة الأولى في الهند.
وأشار إلى أن أحد أسباب هذه الموجة الجديدة هو تساهل تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، سواء من المواطنين والحكومة، التي تقاعست عن فرض إجراءات صارمة على المواطنين.

بالإضافة إلى بطء عملية التلقيح في البلاد، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يحصل سوى 500 ألف تونسي فقط على الجرعتين.
وبحسب وزير الصحة فوزي مهدي، تخطى عدد من حصلوا على لقاحات كورونا أكثر من 1.5 مليون شخص إلى الآن.
بينما يرى سويسي أن السبب الرئيسي هو التهاون في تطبيق إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، ولفت إلى أنه خلال الأسابيع الماضية شارك الآلاف في المظاهرات من مختلف المدن، مما ساعد في انتشار المرض.
ومنذ 4 أشهر، تشهد تونس خلافا بين الرئاسيات الثلاثة، رئيس الجمهورية قيس سعيد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، بسبب التعديلات الوزارية. على إثرها نظمت الأحزاب السياسية المتصارعة مظاهرات عديدة شارك فيها الآلاف من أنصارهم.
وطالب نشطاء وأطباء تونسيون بإعلان حجر صحي شامل في كامل أنحاء البلاد. ودعا مستخدمون السلطات إلى الإسراع باتخاذ قرار الحجر الصحي الشامل وتمديد ساعات الحظر الليلي للجولان لمنع تفشي السلالة الهندية على نطاق أوسع.
مرافقي مرضى الكوفيد أو الزوار
سبب من اسباب انتقال العدوى
لماذا لم تتجنب المؤسسات الصحية هذه المسألة
يزور المريض ويخرج للدار والشارع والعطار والخظار
والنتيجة معروفة#أنقذوا_القيروان#كلنا_القيروان#القيروان_تستغيث#رابعة_الثلاث pic.twitter.com/3bp34Phy5K— Takwa (@Takwajh) June 23, 2021
حظر شامل
إلى ذلك دعت اللجنة العملية التي تقدم مقترحاتها للحكومة، إلى تشديد الإجراءات ومن بينها زيادة ساعات حظر التجول الليلي وإغلاق شامل في بعض المحافظات التي تشهد انتشارا أسرع للوباء، إضافة إلى منع كل التجمعات الرياضية والسياسية والثقافية.
وردا على هذه الدعوات، قال عضو اللجنة العلمية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، سامي المورالي، الخميس، “إن الحجر الصحي الشامل سيقتصر على المناطق الموبوءة مشيرا الى عدم امكانية اقراره على كامل البلاد بسبب تداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عقب اجتماع عقدته اللجنة بإشراف وزير الصحة إلى أن إقرار الحجر الصحي الشامل سيشمل فقط المناطق التي تشهد نسبة حدوث العدوى بـ400 إصابة لكل مائة ألف ساكن.
وأوصت اللجنة بضرورة إقرار اجراءات مصاحبة في المناطق التي يشملها الحجر الصحي الشامل. وأضاف المورالي أن اللجنة تداولت في موضوع حضور الجمهور في مختلف التظاهرات ولاسيما الرياضية منها، واعتبرت أنه من غير المعقول أن يتم السماح للجماهير بحضور التظاهرات في ظل ما تعيشه البلاد من وضع صحي صعب نتيجة لانتشار فيروس كورونا.
لكن العويلني استبعد إمكانية فرض حظر شامل في البلاد بسبب ضعف الإمكانيات والتكلفة الاقتصادية، مشيرا إلى أن ذلك يزيد معاناة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية.
كما يؤكد سويسي أنه بدون فرض حظر شامل لمدة شهر في مختلف أنحاء البلاد لن يتم وقف هذا التفشي الكبير للوباء، لكنه قال إن تحقيق هذا صعب على أرض الواقع، بسبب تهاون المواطنين وضعف إمكانيات الحكومة لتوفير مساعدات مالية للعمال الذي يعيشون على دخل يومي.
الناس/الحرة/وكالات