ساكنة حي بِسطات يرفضون وجود كنيسة سرية بينهم ويلتجئون إلى السلطات+وثيقة
في الوقت الذي لا يزال فيه الظهور الإعلامي لمسيحيين مغاربة يثير جدلا واسعا، بين من يعتبرها خطوات جريئة راعت السياق السياسي والحقوقي بالبلد، ومن يراها تهديدا لأمن المغاربة الروحي واستهدافا لعقيدة غالبيتهم، أدى تحويل منزل بإحدى مدن المغرب إلى كنيسة سرية، إلى ردود فعل غاضبة من قبل سكان الحي المعني، إذ اعتبروا الأمر خطرا على أمن أطفالهم الروحي وزعزعة للعقيدة، معربين في الوقت نفسه عن تخوفهم من تحويل أزقة الحي إلى مرآب للسيارات وانخفاض قيمة العقارات فيه.
في هذا السياق، ذكر سكان أحد الأحياء بمدينة سطات، عاصمة إقليم سطات غرب المغرب، ضمن شكاية موجهة إلى عامل الإقليم ابراهيم أبو زيد، أن الكنيسة توجد قرب مسجدين، داعين إلى “رفع الضرر” و”التعايش” الذي “ليست فيه مضرة خاصة بالأجيال الناشئة أو اللاحقة”، وفق ما نقل موقع إذاعة “مونتيكارلو” الفرنسي.

في مقابل ذلك، عبر “اتحاد المسيحيين المغاربة” عن أسفه إزاء خطوة السكان، وقال إنه “من غير المنطقي الحديث عن تسبب مسيحيي تلك الكنيسة في انهيار ثمن العقارات”.
ووجه “الاتحاد” رسالة إلى الجهات الرسمية بقصد “تفعيل حرية المعتقد وتأطير المجتمع قصد تقبل الآخر”، مؤكداً خلو المنزل تماماً بعد الشكاية ضده ومحذراً في الوقت نفسه من “إمكانية استغلال مثل هذه القرارات من قبل المتطرفين لتسويغ بعض أعمالهم”.
ورغم التباين الحاصل في التعامل مع مستجدات قرار مسيحيين مغاربة الحديث في العلن، فالأكيد أن طوق الصمت الذي كان مضروبا على هذه الفئة من المجتمع، لسنوات طوال، قد أخذ في التلاشي شيئا فشيئا، وذلك بفضل أمرين اثنين، أحدهما الجانب القانوني الذي بات أكثر مرونة، وثانيهما تطور المنظومة الحقوقية، خاصة في ما يخص قضية حرية المعتقد.
الناس/الرباط