عن وزير حقوق الإنسان أتحدث!
نورالدين اليزيد
#أمَا_آن
يقول خبر الوكالة الرسمية: “السيد #الرميد يدعو #أمنستي إلى مراجعة طريقة تعاملها مع #المغرب وعدم التسرع في إصدار تقارير لا تستحضر مكاسبه الحقوقية”، وفي متن الخبر يدعو الوزير المنظمة الحقوقية العالمية إلى “الاعتذار” للمغرب!

بغض النظر عن فحوى تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي) الذي جعل الحكومة المغربية تخرج عن بكرة أبيها من خلال رئيسها وثلاثة من الوزراء من بينهم الرميد، للرد على تقريرٍ لاشك أن فيه الكثير من المصداقية ومسببات إدانة الحُكم بالمغرب، على اعتبار الرصيد الثقيل من انتهاكات وخروقات حقوق الإنسان، كالحق في التعبير والرأي والتظاهر والشغل والصحة والعيش الكريم وهلم جرّا وتشبيها.. وهي الحقوق التي تشهد جمعيات حقوقية وطنية وفعاليات سياسية على انتهاكها في السنوات القليلة الأخيرة، فإن ما يستحق أكثر التعليق هو وجود هذا الوزير المدعو #مصطفى_الرميد على منصة رسمية في الجبهة الأمامية للدفاع عن رصيد حقوقي لِبلد يوجد به 40 مليون مواطن، وهو لا يملك لا المروءة اللازمة، ولا الأهلية القانونية ولا السياسية ولا حتى الأخلاقية، وهو الوزير والسياسي الذي فضحه في الآونة الأخيرة سوءُ عمله غير القانوني وغير الأخلاقي في حق مستخدمي مكتبه للمحاماة، حيث اتضح أنه حرم مستخدمةً قضت أيامها الأخيرة -من 24 سنة خدمة بمكتبه- مريضةً، مِن حقها من الاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي، وهو ما تَكشّف بعد موتها رحمها الله!
#الرميد القيادي “الإسلامي” في حزب #بيجيدي بدل أن يقف في المنصة متحدثا أمام مراسلي الصحف والوكالات بوجهه الكالح العابس الخالي من أية حُمرة من خجل على فعلته الشنعاء وهو الحقوقي ورجل القانون، كان عليه أن يقدم الحساب أمام دافعي الضرائب على تهربه واختلاسه وسرقته (على حد تعبير أحد السياسيين) للمال العام وهو يمتنع عن دفع واجبات انخراط مستخدميه لصندوق الضمان الاجتماعي، ذي الطابع التضامني الذي تقي تعويضاتُه المأجورين من آثار المرض والمصائب ومن غدر الزمان عندما يتقدم العمر!
قبل أن تلبس لباسك الأسود المعلق منذ مدة على شماعته في مكتبك الوثير بالدار البيضاء، أيها المحامي المبجل، للترافع أمام خبراء منظمة حقوقية عالمية، يعرفون جيدا -كما نعرف- أنك أصبحتَ عاريا من أية مصداقية وأية أهلية للظهور بمظهر المدافع عن الحقوق، كان عليك أن تتحلى بقليل من الشجاعة والشهامة والمروءة وتقدم استقالتك ثم تكتب اعتذارا على جدارك الفيسبوكي -الذي لطالما استعملته حتى للظهور بمظهر المغرد خارج سرب الحكومة- حيث وحدها هذه الطريقُ التي كانت ستكسِبك احترام الناس، وتلتمس لك العذر على إهدارك عرق مستخدميك سُدى، وأنت الحقوقي والمحامي الذي يعمل بحقل القانون وفي وسطه.. وأما أن تظهر بهذا المظهر، فلَعمري إنه لمظهر إنما يُشبه لِمظهر التي أضاعت شرفها ليلا وفي الصباح جمعت العذارى لتحدثهُن عن قيمته، أو لموقف السفّاح الذي يحكي عن الرأفة والرحمة وأيديه ملطخة بدماء أبرياء، أو لِنُزوع الفاسق إلى ارتداء ثياب التقوى والورع بينما آثامه يعرفها العادي والبادي.. ويعرفها خالقه وخالق الناس طبعا!
كُن رجلا شريفا وتحمّل المسؤولية وحينها سنقدرك.. ما دون ذلك هو محاولة يائسة للتغطية على جريمة نكراء حفرت حفرة موغرة في ذاكرة المغاربة لن ينسوها أبدا!
ملاحظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة نشرها كاتبها على حسابه في فيسبوك