فيدرالية اليسار ترد على خطاب العرش: المشكلة ليست في اللجان ولكن في النظام وآليات اتخاذ القرارات
انتقد علي بوطوالة كاتب عام حزب “الطليعة الديمقراطي الاشتراكي” ومنسق “فيدرالية اليسار الديمقراطي”، دعوة الملك محمد السادس إلى إنشاء لجنة للبحث في نموذج تنموي جديد للمملكة، واعتبر اليساري أن المشكل لا يكمن في اللجان والمجالس مهما اختلفت وتنوعت ولكن يكم في “النظام”.
وأكد بوطوالة في تدوينة نشرتها “فدرالية اليسار الديمقراطي” على صفحتها بفيسبوك، أنه “خلال الأيام الثلاثة الأخيرة برزت إشارات توحي أن الدولة، وبعدما أعطت خلال سنتين ونصف الأولوية للمقاربة الأمنية لتدبير الإحتجاجات الاجتماعية، ومحاولة إخضاع النقابات بواسطة حوار ماراطوني مغشوش، انتهى بزيادات هزيلة في الأجور، قررت إحداث تعديلات في التوجهات الاقتصادية والسياسات العمومية لتحسين أدائها والرفع من مردوديتها الاجتماعية، لاستباق انفجار الاحتقان الاجتماعي وتفاديه.
وأضاف القيادي اليساري أنه بشكل غير معهود عبر مستشاران ملكيان لوكالة أنباء أجنبية عن تقييم جزئي لحصيلة عشرين سنة من الملكية التنفيذية، والمشاريع المهيكلة، والتنمية البشرية، بما يفيد أن السلطات العليا غير راضية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية رغم ما تحقق على مستوى البنيات التحتية، وزاد موضحا “وجاء خطاب العرش في اليوم الموالي ليؤكد من خلال عدة فقرات هذا التشخيص، ويدعو صراحة لتكوين لجنة خاصة لترشيح جريء للأوضاع، وبلورة نموذج تنموي كفيل بتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود، ومعالجة الاختلالات الإجتماعية العميقة، وقبل ذلك القيام بتعديل حكومي وتغيير المسؤولين الإداريين، وفي اليوم الثالث، يقول بوطوالة، وفي التفاتة ذات دلالة كبيرة، أطلق الملك اسم عبد الرحمان اليوسفي على فوج خريجي المدارس العسكرية لهذه السنة!
واستدرك القول “كل متتبع نبيه لهذه الإشارات القوية، يستنتج أن هناك إرادة في الخروج من الوضع الغامض والملتبس الذي يوجد فيه المغرب، فلا هو استطاع الالتحاق بالدول الصاعدة، كما لا يمكن اعتباره دولة فاشلة، ولم يحقق أي انتقال ديمقراطي، رغم مرور عقدين من الزمن، ولم يبق في ظل استبداد مطلق تنعدم فيه أية حياة سياسية، إنه لازال إذاً أمام مفترق الطرق”.
وضرب بوطوالة مثلا بإسبانيا، حين اشار إلى أن الجارة الشمالية القريبة منا “بعد عقدين من دكتاتورية فرانكو، صارت بلدا ديموقراطيا ومتقدما على جميع المستويات”، كما أعطى مثلا آخر يهم ماليزيا “المملكة الآسيوية التي يدين شعبها وحكامها بالإسلام أصبحت من أبرز الدول الصاعدة فأين المشكل إذن”؟ يتساءل اليساري بوطوالة.
وخلص القيادي في تدوينته بالقول : “بدون لف أو دوران.. الأمر لا يتعلق بالمجالس وما أكثرها، واللجان مهما ضمت من خبراء وأطر، بل بطبيعة وطريقة اشتغال النظام السياسي، وآليات اتخاذ القرارات، وبتنفيذها، وبمراقبة تنفيذها، وببساطة، دون إصلاح سياسي ومؤسساتي حقيقي ستتمخض الإعلانات والوعود الكبيرة عن إنجازات صغيرة، والزمن لا يرحم!”.
ناصر لوميم